الطائفية هي السُمّ الذي سُقينا به، حتى ماتت فينا الكرامة، ومات الوعي، وماتت فلسطين.
الطائفية هي سبب دمار سوريا، وتمزيق العراق، وضياع فلسطين، وتفكيك المقاومة، وشيطنة من يقف في وجه العدو.
أنتم، يا من تعبدون طوائفكم وتضعونها فوق الوطن، فوق فلسطين، فوق الحقيقة… أنتم من حوّل الدين إلى قبيلة، والإيمان إلى حقد، والجغرافيا إلى مقابر.
تكرهون إيران وتلعنون الشيعة لا لأنهم يعادون فلسطين، بل لأنهم قاتلوا «سُنّة» حسب زعمكم!
«أي سُنّة؟ هل تقصدون أولئك الدواعش الذين لطّخوا اسم أهل السُّنّة بدماء الأبرياء، وهم أبعد ما يكونون عن فلسطين، أو عن أي قضيّة إنسانيّة؟!»
تُدينون إيران وتبرّرون الصداقة مع الكيان الصهيوني!
وكأن إسرائيل تعشق السُنّة! وكأنها لم تقتل آلافًا من سُنّة غزة، وسُنّة لبنان، وسُنّة الضفة، وسُنّة سوريا… بل كل من قال: أنا عربي حرّ، أنا مقاوم، أنا أرفض الاحتلال.«
أي عار هذا الذي جعلكم تختارون الصهيوني على من يختلف معكم مذهبيًا؟!
أي منطقٍ سقيم يجعلكم تحالفون قاتلكم، لأن عدوكم الوهمي يؤمن بمذهب مختلف؟!
أفيقوا، استحوا… الطائفية دمرتنا.
أمة كانت تهز الأرض برجالها، صارت تهتزّ على وقع أسماء الطوائف.
فلسطين ضاعت لأننا انقسمنا، وسوريا نُحرت لأننا تخلّينا، والعراق جُرّد من روحه لأننا فتحنا بوابات الطائفية على مصراعيها.
والكارثة؟ أن أكثر من يصرخون «سُنّة وسُنّة» لا يعرفون أين تقع غزة على الخريطة، ولا كيف تكتب «الكرامة» دون خطأ إملائي.
هذه الطائفية لا تمثّل دينًا، ولا إيمانًا، ولا أخلاقًا.
هذه الطائفية تمثّل غبائكم، وجهلكم، وسذاجتكم.
نحن أبناء وطن، أبناء قضية، أبناء أمة… ولسنا أبناء مذهب.
كفى. أفيقوا… قبل أن لا يبقى لا وطن، ولا مقاومة، ولا كرامة.
﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ (سورة محمد، الآية 38(
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (سورة الحجرات، الآية 10(