نضال متجدّد في صحافةٍ حيّة

رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين ربيع بنات

نضال متجدّد في صحافةٍ حيّة

لا شكّ في أنّ الصّحافة شكّلت على مدى تاريخها عاملاً مهمّاً في حياة الأمم وتطوّرها، إذ أسهمت في توعية أفراد الشّعب وإرشادهم إلى سبل ارتقائهم؛ لذلك غدت حسب مفهوم زعيمنا هي “الشّعب مصغّراً، فهي لسان حاله ومحطّ رحاله ومعقد آماله ومهبط وحي رجاله”.
التمعّن في هذا القول الذي نشره سعاده في افتتاحيّة العدد الأوّل من مجلّة المجلّة عام 1933، يحيلنا مباشرةً إلى النّظر في واقع الأمّة التي نراها تعاني من أعمق الأزمات التي عرفتها في تاريخها.
فقد وصلت الأخطار المحدقة بها إلى حدّ وجوديّ غير مسبوق تجذّر فيه الوهن بأشكال متنوّعةٍ داخل كياناتها. فالحصار الاقتصاديّ والسّياسيّ المتصاعد على الكيان اللّبنانيّ من قوى الظّلام الدّاخليّة والخارجيّة، مع حالات التّشرذم المتفاقمة في بنيته؛ إلى جانب حصارٍ ليس أقلّ قسوةً في الشّام، مع الاستباحة المتكرّرة لأراضيها وأجوائها والامعان في خلق الحواجز المفرّقة بين أبنائها؛ وحال التّشرذم الآخذة في التّعاظم داخل الكيان العراقي، مع استمرار التّدخّل الخارجيّ السّافر في قراراتها ومقدّراتها؛ كذلك تفاقم النّفوذ اليهو-أميركيّ في الكيان الأردنيّ واقتصاده الهشّ، مع إمعانٍ في طمس أي عاملٍ من عوامل المقاومة والصّمود؛ دون أن ننسى شعبنا في فلسطين والمعاناة المتواصلة التي يعيشها بين مطرقة احتلالٍ وسندان سلطةٍ صنيعة وإزميل قوى مشوّهة الهويّة…
ذلك كلّه وسط صراعات دوليّةٍ محتدمةٍ للانتقال بالعالم من توحّش نظامٍ عولميٍّ أحاديّ الأقطاب، إلى هيمنة آخر تسوده التّعدّديّة القطبيّة؛ ومثيل هذا الانتقال لا يتمّ عادّةً إلّا على حساب الأمم الضّعيفةِ التي لا تعرف غير تلقّي نتائج لا ابتكار الفعل، خصوصاً في أمّةٍ كأمّتنا أسهم ضياع هويّتها في تجذير ضعفها أمام الأمواج الدوليّة العاتية.
من هذا المنطلق، مع التّشابه الكبير في الظّروف بين تلك التي عاشتها الأمة عشيّة التّأسيس، وهذه التي تعيشها اليوم، كانت الحاجة إلى الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ ملحّةً أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وبالتّالي إلى التّعبير عن وجود الأمّة السّوريّة وعن تطلّعها إلى الحياة. لذا كان علينا أن نتجدّد ونجدّد الحزب فينا ليكون على قدر تحدّيات الأمّة.
وبما أنّ الصّحافة، كما وصّفها سعاده، مقياس ارتقاء الأمّة وتقدّمها، وبما أنّها تشكّل لسان حالها وموضع آمالها، لذلك قرّرنا إصدار جريدة “صباح الخير-البناء”، لننشر الوعي بحقيقتها، حقيقتنا… ولنسلّط الضّوء على المشاكل والمخاطر التي تعيشها، ونسهم في إيجاد حلولٍ لها؛ لأنّ هذا الدّور الذي تنتظره منّا الأمّة، ويترقّبه منّا أبناء شعبنا.
فأداة النّهضة، الحزب الذي لطالما كان معبّراً عن إرادة الأمّة في الحياة والعز، ما زال، رغم كلّ الوهن الذي وصل إليه، يحمل في داخله بذور التّجدّد والفعل.

3 thoughts on “نضال متجدّد في صحافةٍ حيّة

  1. لعل الصباح الجديد يحمل خيرا عميما نعيد معه بناء ما تهدم ونخرج من بين الركام فينيقا متجددا يزخر بالأمال التي تبخرت في ضباب الإحباط الذي كان مسيطرا قبل ذلك الايلول السعيد حاملا معه نفحة من أوكسير أعاد لنا نسمة حياة جيدة عزيزة ، وإذ بصباح الخير تطل من عل حاملة إشعاع نور يضيء في أفق ليلنا الطويل الذي كان حالكا ، فتحية للخير في صباحنا العاكس في مراته قيم النهضة وفعل الثورة المغيرة كل مفاهيمنا . فإلى الأمام نحو تحقيق الخلق والابداع والتفوق .بكل محبة وتقدير من فاروق ابوجودة

Comments are closed.