حوار إبراهيم مهنا مع الدكتور بشار خليف حول وحدانية الاله وحقد يهوه اليهودي

سؤال: ما رأيك في القول بدور اليهود في وحدانية الاله؟

د خليف: البحوث والأدبيات، تركز على أن ولادة الوحدانية والتوحيد كان عبر اليهود في التاريخ الإنساني.

والحقيقة أن مقاربة هذا الأمر تجعلنا أمام معطيات لا يمكن تجاوزها منها:

أولاً:

 إن الوحدانية والتوحيد، ينبغي أن تكون معطى شمولياً ينسحب على الشعوب كافة لا على شعب مختار لإله، فالله للبشر كما البشر للإله.

لكننا في الديانة اليهودية نقع على حالة إله قومي لجماعة بشرية واحدة، ينفث الحقد والكره والموت لكل من كان من خارج هذه الجماعة، وهذا يسقط مفهوم الألوهة العالية المتسامحة من آنو مروراً ب ايل وحتى الله.

ثانياً:

إن ما ظنه الباحثون على أنه توحيد، هو ببساطة شديدة، حالة من الانعزال والتقوقع لمجموعة بشرية، شاءت أن تخلق نفسها في غيتو، وتنعزل عن الاجتماع البشري، وليس فقط الانعزال بقدر ما الإساءة لهذا الاجتماع، ويكفي أن نذكر أن يهود بابل, تحالفوا مع قورش الفارسي، لإسقاط الفاعلية الكلدانية, وكان أن كافأهم بإصدار مرسوماً صدر في بابل، يجيز عودتهم إلى فلسطين.

ولعل واقع الانعزال والإحساس بالكره والحقد على الأغيار هو الذي جعل كهنتهم يخلقون تصوراً لإلههم، يهوه، المتعصب الحاقد، والذي يختص بهم فقط.

وإن خلق هذه الظاهرة المعتقدية السلبية، يهوه، كان غايتها شد أواصر المجموعة اليهودية إلى بعضها البعض، كونها تحيا في تهو يمات وجودها بين أعداء متربصين بها.

رغم أن العودة إلى بابل في تلك الفترة توضح مدى التسامح والألفة في مجتمعها الحاوي على الكثير من الإثنيات.

يقول دانداماييف:

إن السمة الرئيسية للوضع الديني في بابل كانت تكمن في عدم غرس روح التعصب تجاه معتقدات الشعوب الأخرى.

كما يشير وبنغار ليفين، إلى أن المشرق القديم لم يعرف الموقف العدائي من عادات وتقاليد وثقافات الشعوب المجاورة، والبعيدة، ولم يعرف الخلافات والصراعات القائمة على أساس إثني أو الحقد العنصري والشعور بتفوق شعب على شعب أخرى.

إذن مقابل الانفتاح وروح التفاعل المشرقي، كان اليهود يصممون إلهاً يعبّر عن نزعات نفسية سلبية عدوانية ولاسيما كهنتهم، حتى بتنا في تناقض أمام ما ألفناه من قصص عن النبي موسى، ونبي التوراة موسى، الذي يفاجئ المرء، حين يقرأ أنه بعد نزول موسى من جبل الطور، حيث استلم لوحيّ الشريعة من الله، ما لبث أن حطمهما حين رأى شعبه يعبد العجل الذهبي.

ترى، هل من كان في حضرة الله/ ولو لم يره / أن يحطم ألواحاً خطها الله من أجل البشر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *