. التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي: الثورة في الحروب الحديثة 4
تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا متزايدًا في تطوير الأنظمة العسكرية، حيث تساعد في تحسين سرعة الاستجابة، ودقة العمليات، واتخاذ القرارات القتالية. تشمل أهم تطبيقاتها:
أ. المركبات الجوية غير المأهولة – المسيّرات (Drones) والأنظمة المستقلة
الطائرات المسيرة الذكية مثل Shield AI Nova تُستخدم في الاستطلاع والمهام القتالية، مما يقلل من المخاطر البشرية.
أنظمة الدفاع الجوي المستقلة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد واعتراض التهديدات في الوقت الفعلي.
المركبات العسكرية ذاتية القيادة التي يمكنها تنفيذ المهام اللوجستية والهجومية بدون تدخل بشري.
ب. الذكاء الاصطناعي في إدارة الحروب والقيادة العسكرية
برنامج Project Maven يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الاستطلاع العسكري، مما يساعد في رصد الأهداف بسرعة أكبر من التحليل البشري.
نظام JADC2 (Joint All-Domain Command and Control) يدمج الذكاء الاصطناعي في إدارة المعلومات العسكرية بين القوات الجوية، البحرية، والبرية، مما يحسن التنسيق في ساحة المعركة.
التنبؤات الاستراتيجية بالذكاء الاصطناعي تساعد في تقييم المخاطر وتوجيه التخطيط العسكري على المدى البعيد.
ج. المخاوف الأخلاقية والصراع على التفوق العسكري
هل يمكن السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات قتل دون تدخل بشري؟
الصين وروسيا تطوران تقنيات عسكرية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من مخاطر الحروب غير التقليدية.
عودة شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل Google، للتعاون مع البنتاغون في تطوير تطبيقات عسكرية، بعد تراجعها سابقًا عن دعم الذكاء الاصطناعي القتالي.
د. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الحروب؟
تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى سباق تسلح رقمي بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.
التطورات في الطائرات بدون طيار والمركبات القتالية الذاتية قد تجعل الحروب أقل اعتمادًا على الجيوش البشرية التقليدية.
المخاوف من الهجمات السيبرانية ضد الأنظمة العسكرية الذكية ستصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى.
ولذلك، يأخذ الصراع على المعادن الأرضية النادرة وتكريرها وصناعة الرقائق، او البحث عن بدائل عنها لكسر الاحتكار الصيني، نوعا من أنواع الحرب الباردة وسباق التسلح العالمي.
5. البحث عن بدائل للمعادن الأرضية النادرة: كسر الاحتكار الصيني وتأمين الإمدادات المستقبلية
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية حول المعادن الأرضية النادرة (Rare Earth Elements – REEs)، تسعى القوى الكبرى إلى تطوير بدائل تكنولوجية وتقنيات إعادة تدوير لتقليل الاعتماد على الصين. تشمل الجهود الحالية ثلاثة محاور رئيسية:
أ. المواد البديلة في صناعة أشباه الموصلات
(1) الغرافين (Graphene) – المادة المستقبلية للرقائق
أسرع 1000 مرة من السيليكون ويمكن أن تحل محل الجاليوم والجرمانيوم.
تمتلك قدرات توصيل كهربائي وحراري فائقة، لكنها لا تزال مكلفة.
شركات مثل IBM و Samsung تعمل على تطوير تقنيات تصنيعها.
(2) كربيد السيليكون (Silicon Carbide – SiC)
أكثر كفاءة في نقل الطاقة وتحمل الحرارة مقارنة بالسيليكون التقليدي.
يُستخدم بالفعل في رقائق NVIDIA والمركبات الكهربائية.
لا تزال الصين تهيمن على مواده الخام، لكن Intel و Wolfspeed تعملان على إنتاجه في الغرب.
(3) الرقائق الضوئية (Photonic Chips)
تعتمد على الضوء بدلاً من الكهرباء، مما يجعلها أسرع 10 مرات من الرقائق التقليدية.
توفر استهلاكًا أقل للطاقة بنسبة 90%، لكنها لا تزال في المراحل التجريبية.
ب. تقنيات إعادة تدوير المعادن الأرضية النادرة
استخلاص المعادن من النفايات الإلكترونية، خاصة النيوديميوم والتربيوم من الأجهزة القديمة.
إعادة تدوير المغناطيسات الدائمة المستخدمة في محركات السيارات الكهربائية، مع استثمارات من Tesla و General Motors.
مشاريع أوروبية بقيمة 1.5 مليار يورو تهدف إلى تعزيز تقنيات إعادة التدوير بحلول 2030.
ج. توسيع عمليات التنقيب خارج الصين
غرينلاند: تمتلك 38.5 مليون طن من المعادن الأرضية النادرة، لكن استخراجها مكلف.
أستراليا: ثاني أكبر منتج عالميًا، مع استثمارات ضخمة في شركة Lynas Rare Earths.
جنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية: مصدر رئيسي للنيوديميوم والتانتالوم، مع اهتمام أمريكي وأوروبي متزايد.
د. كيف ستؤثر البدائل على ميزان القوى؟
إذا نجحت الاستثمارات الغربية في التعدين وإعادة التدوير، فسيؤدي ذلك إلى تقليل هيمنة الصين نسبيا على السوق العالمية.
التقدم في تقنيات الرقائق الضوئية وكربيد السيليكون قد يجعل بعض المعادن الأرضية النادرة أقل أهمية.
التوجه العالمي نحو مصادر متعددة قد يؤدي إلى تحول سوق الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات إلى نظام متعدد الأقطاب بدلاً من الاعتماد على الصين وحدها.
6. السيناريوهات المستقبلية للصراع الجيوسياسي على الذكاء الاصطناعي والمعادن الأرضية النادرة
أ. سيناريو فوز الولايات المتحدة وحلفائها
نجاح الاستثمارات في التعدين المحلي وتقنيات البدائل.
الحد من سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة.
استمرار هيمنة شركات مثل NVIDIA وIntel و TSMC على سوق الرقائق.
ب. سيناريو انتصار الصين
حظر الصين تصدير المعادن الأرضية النادرة بشكل كامل.
تفوق الشركات الصينية مثل Huawei وSMIC في تطوير رقائق متقدمة.
غزو تايوان أو حصارها وقطع العالم عن إنتاج الرقائق الأكثر تطورًا.
ج. سيناريو عالمي متعدد الأقطاب
تطوير الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي لسلاسل توريد مستقلة.
صعود دول جديدة مثل استراليا وجنوب إفريقيا والبرازيل والهند كمزودين رئيسيين للمعادن الأرضية النادرة.
ظهور تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة تقلل من الحاجة إلى هذه الموارد.
7. مستقبل الذكاء الاصطناعي والتحولات الجيوسياسية
خلال السنوات العشر القادمة، سيحدد هذا الصراع الجيوسياسي من سيمتلك التكنولوجيا الأكثر تطورًا، ومن سيقود مستقبل الذكاء الاصطناعي. الاتجاهات الرئيسية التي قد نشهدها تشمل:
استثمارات ضخمة في تقنيات بديلة تقلل الاعتماد على المعادن الأرضية النادرة.
تعزيز التحالفات بين الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان للحد من النفوذ الصيني.
مخاطر متزايدة في حالة حدوث أزمة في تايوان، حيث قد يؤدي ذلك إلى انهيار صناعة الرقائق عالميًا.
ظهور أسواق جديدة للمعادن الأرضية النادرة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
يبقى السؤال الرئيسي: هل سيشهد العالم صراعًا طويل الأمد على موارد التكنولوجيا، أم سيتمكن من التوصل إلى حلول جديدة تحقق التوازن بين القوى العظمى؟