لماذا الحلف الصهيوني العثماني العنصري

تحت شعارات السلام ويافطات النظام العالمي الجديد وبراقع الشرق أوسطية، تستمر الحرب اليهودية الإفنائية ضد شعبنا، متخذة كل يوم شكلاً جديداً من أشكال الاعتداء والعداء المطلق لمصالحنا وحضارتنا ووجودنا، ومسرباً جديداً من مسارب التآمر على أمتنا.

في سياق محاولات فرض برنامج السلام اليهودي الماحق لأمتنا في مختلف كياناتها، تدرجت الحرب البشعة، بعد مراحل الاغتصاب، من الحصار الإعلامي السياسي الاقتصادي الأمني، من مؤتمر مدريد، إلى اختراق الجبهة القومية في وادي عربة، إلى ما سمي الحكم الذاتي الفلسطيني ومشروع الدولتان الخلبي، إلى قمة شرم الشيخ الإرهابية التحريضية، والقمم العربية الأخيرة والاتفاق اليهودي العثملي الأخير وبيع القضية الأساسية واشعال فتيل الحروب في كيانات الأمة لبسط الهيمنة الجديدة والاحتلال الجديد وتقسيم المقسم وخاصة ما يحدث في الكيان الشامي من تضارب مصالح الدول وتوزيع الحصص تحت شعار نهضة الكيان الشامي بعد النظام البائد الذي خلفه نظام بشار الأسد.

لم يكن شعبنا بحاجة إلى برهان جديد على العدائية اليهودية العنصرية ضد وجود أمتنا الحضاري التاريخي، ومخلب الذئب الأزرق وأنيابه مغروزة في أجساد أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا في فلسطين والجولان والبقاع الغربي وجنوب لبنان.

كما أنه لم تكن بحاجة إلى إثبات أطماع ورثة العثمانيين في أرضنا ومواردنا، بعد التاريخ الأسود لمآسي الاستنزاف والتقتيل والتجويع وسفر برلك، ومجازر الأرمن البربرية، واغتصاب ماردين وديار بكر وكيليكيا واسكندرون و… ومشاريع حرماننا من مياهنا في أرضنا، والتهديدات الخبيثة المستمرة بالمزيد من التوسع في مناطق جديدة من وطننا الجريح تحت حجة ملاحقة الأكراد أبناء وطننا السوري خوفاً من انفصال الجانب الكردي المتواجد في شرق الدولة التركية والذي تخشاه السلطة العثمانية من امتداد مشروع الشرق الأوسط الجديد إلى وجود الدولة التركية.

إن هذا الحلف التاريخي غير المقدس، والذي كان مستمراً في المرحلة السابقة قد أعلن اليوم عداءه العلني السافر الذي يهدف إلى مايلي:

أولاً: إنه خطوة تصعيدية في الضغوط الموجهة على أمتنا من أجل إجبارها على الاستسلام الكامل لمخططات السلام اليهودي العنصري، وكشف الهيمنة الكاملة على المنطقة وخيراتها وإرادات شعوبها ومصالحها.

ثانياً: إنه تهديد مباشر لأمتنا ومصالحها، حيث أن ربط تركيا الطامعة في أرضنا، العاجزة عن توسيع أطماعها بالخطة اليهودية العدوانية، وتجميل هذا الاعتداء على أمتنا بمبررات واختلاقات وإغراءات لن تنال منها تركيا سوى التبعية الانقيادية للدولة العبرية.

ثالثاً: إن وضع كيانات الأمة بين فكي كماشة عبرية محضة مع شراكة تركية ظاهرياً. كل ذلك من أجل زيادة الضغط على الشام للاستسلام والربط بين مطار بغداد ومطار فلسطين المحتلة، عبر مطارات تنشأ في أراضينا المحتلة في ديار بكر وكيليكيا والاسكندرون.

رابعاً: إفساح المجال أمام الطيران الحربي اليهودي لضرب ثوار حزب العمال الكردستاني.

خامساً: إن هذا التحالف الاستفزازي الواضح إنما هو بمثابة تجديد لإعلان الحرب اليهودية الشرسة والمستمرة ضد أمتنا، وتأكيد على الحقد التركي العثماني الدفين ضد وجودنا وحضارتنا، وهو بمثابة تفجير الأوضاع بشكل خطير في أية لحظة.

وأمام هذا التهديد نجد أنفسنا وأمتنا في مواجهة هذا التهديد الواضح الفاضح لذلك واجب علينا مايلي:

1 – ضرورة حشد طاقات جميع قطاعات شعبنا للوقوف سداً منيعاً في وجه ما يحاك من مؤامرات والعودة إلى السيادة القومية.

2 – إن هذا اللقاء الطبيعي بين المعتدين يحتم علينا إلغاء حالة التشرذم والتفكك والاستفراد الواقع تحته كيانات الأمة السياسية، ويحتم علينا توحد هذه الكيانات على أساس الوحدة الطبيعية من أجل مواجهة ناجحة لهذا الخطر القديم – الجديد. وخصوصاً على صعيد قوة الأمة المركزية في الشام والعراق.

3 – إن يد ثوارنا وأبطالنا في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان والجولان هو الفعل الحقيقي القومي. رغم أنف الكيان العبري فالخيار العسكري هو الحل الوحيد في الصراع لردع طريق الإرهاب والترهيب الذي يلجأ له هذا الكيان المصطنع، كذلك بالنسبة لتركيا في كيليكيا والاسكندرون وشمال سوريا لأنها وضعت نفسها في موضع العداء اليهودي لأمتنا بالضبط.

4 – إن هذا الحلف يؤكد مرة جديدة على صحة نهج حزبنا واستشراف زعيمه للأحداث ولوسائل تحقيق سيادتنا ومصالحنا القومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *