كما ذكرنا في المقال السابق الذي تكلمنا فيه عن النحلة السورية وعن اهمية النحل في حياتنا لجهة تلقيح الأشجار والنباتات المثمرة والبرية ومساهمتها الكبيرة في ذلك وفي التجدد البيئي ،بالإضافة الى الجدوى الاقتصادية التي تدرها النحلة لمربيها لكن اذا تعمقنا بذلك نجد بأنها تجمع الرحيق وتخزنه ليصبح لاحقا غذاء لها وليس لنا وبالتالي هي تدافع عنه بشراسة عندما تشعر بأن مربيها يأخذ ما جنت وتستبسل بذلك (على عكس ما فعلنا عندما نهبوا مدخراتنا في البنوك اللبنانية) بغض النظر عن كل ذلك الكثيرون لدى سؤالهم ماذا ينتج النحل ؟تكون الاجابة “العسل” لكن في الواقع ان منتوجات الخلية تتخطى ذلك بأشواط سوف نتكلم عن كل منتج منها بالتفصيل فهي عديدة وذات اهمية كبيرة بحيث نستطيع اطلاق اسم الصيدلية الطبيعية على خلية النحل وبذلك لن نكون مبالغين في تسمتها لأنها الحقيقة بحيث تستعمل جميع منتجاتها كدواء ليس ببديل انما اصيل وليس له اي اثار جانبية ومن هنا سوف نبدأ بشرحنا عن كل منتج من هذه الصيدلية التي نعتبرها كشرقيين كماليات انما في الغرب يعتبرونها من الضروريات ،علما انه تغيرت النظرة نسبيا في بلادنا اليها بعد جائحة كورونا واصبحنا ننظر اليها كما ذكرنا سابقا “صيدلية طبيعية “
العسل: هي مادة حلوة المذاق كربوهيدرات مؤلفة من غلوكوز وفركتوز كتلتين منفصلتين ودون ال 18%من الماء كما تحتوي على فيتامينات وبروتينات مصدرها نباتي من حبوب اللقاح ومادة يطلق عليها اسم hydroxymrthylfurfural تحت مصطلح hmf وهي تصبح ضارة إذا تخطت الرقم 20 لدى تعرض العسل للحرارة او الرطوبة بسبب سوء التخزين علما ان الرطوبة اذا تخطت الرقم 18 يصبح العسل معرضا للتخمر والفساد ويصبح غير صالح للاستهلاك، السؤال هنا كيف تصنع النحلة العسل؟
تتنقل النحلة في طلعاتها على الازهار لتجني الرحيق في تركيز عال للرطوبة لتضع هذا الرحيق في معدة مخصصة للعسل تدعى حصالة العسل (هناك معدتان للنحلة واحدة مخصصة للعسل واخرى جهاز هضمي وقناة هضمية) لدى عودتها الى الخلية تبدأ رحلة تحول الرحيق الى عسل ،لدى وصولها الى الخلية تستقبلها العاملات وبواسطة التقيؤ ينقل الرحيق من معدة الى خرطوم الى معدة من نحلة الى أخرى وتضيف اليه النحلة انزيم الانفرتايز وانزيمات اخرى ليوضع بعدها في العيون السداسية برطوبة عالية ليتم بعده تجفيفه بواسطة اجنحة النحل التي تستعمل كمراوح تجفيف بسرعة 400حركة في الثانية لتصبح رطوبته دون ال18%من المياه وبذلك يصبح ناضجا وتغطيه بقشور شمعية من الاعلى الى الاسفل ليصبح جاهزا لفرزه وتخزينه من قبل النحال وهو منتج غذائي مهم ويستعمل كدواء شفائي(يخرج من بطونها شراب مختلف الألوان وفيه شفاء للناس)كما جاء في القرآن الكريم
نلاحظ ان ألوان العسل تختلف الوانها بين المراعي وهذا يعود الى نوع النبات والى الخلط الرحيقي بحيث يؤثر في ذلك نوعية الأزهار والوانها
هناك نوعان من العسل منه الرحيقي مصدره الاشواك والازهار وهو غني جدا بالفيتامينات وهو يتبلور خلال فصل الشتاء ومنه ندوة عسلية مصدره الصنوبريات واشجار الارز والسنديان وذلك بعد تعرض هذه الاشجار لحشرة من السنديان (حشرة يبلغ حجمها حوالي نصف سم تتنقل بواسطة القفز حوالي 50سم على الاشجار) ولدى استشعار النحل بوجودها يفرز مادة دفاعية سكرية defense naturel يجمعها النحل ويضعا في خليته وهي غنية جدا بالمعادن وهذا العسل غير قابل للتبلور