زيف الادعاءات اليهودية

إذا كانت نظريات علم الاجتماع تقول ان الاجتماع البشري يقسم الى نوعين رئيسيين الاجتماع الابتدائي ورابطته الاقتصادية الاجتماعية هي رابطة الدم، والاجتماع الراقي ورابطته الاقتصادية الاجتماعية، مستمدة من حاجات الجماعة الحيوية للارتقاء والتقدم بصرف النظر عن رابطة الدم. وفي الاجتماع الاول تقع الشعوب والقبائل التي هي في بداوة او بربرية، وفي الاجتماع الثاني تقع الشعوب التي اخذت بأسباب الحضارة وانشأت الثقافة. انطلاقا من هذه القواعد نجد ان الاجتماع الانساني في سورية او المجتمع في سورية اسس وشق طريق الثقافة العمرانية منذ ما قبل التاريخ الجلي، واقام واستقر بالبيئة الحاضنة له، وعمل على تحصيل الرزق واستدرار موارده وابتدع التنظيم الاجتماعي الاقتصادي. وهذه الامور تتوج بالحياة العقلية المشتملة على المنطق والاخلاق وسلامة الذوق. وتصاعد التقدم الثقافي في سورية وصولا الى معرفة المعادن وثقافة التعدين، وابتدعت سورية فن زراعة الحبوب والبقول من فلح وتسميد كما برعت في فن الاعتناء بالأشجار المثمرة وتشذيبها. وصولا الى الصناعات كالنسيج والصبغ والزجاج وغير ذلك، فضلا عن صناعة القوارب والمراكب وصولا الى التجارة وسلك البحار، بهذا تكون سورية اوجدت الثقافة الاجتماعية الاقتصادية الراقية واسست اساسا متينا للثقافة الانسانية، واكملت ثورتها الثقافية وفتحت طريقا للارتقاء الثقافي، فاستنبطت الاحرف الهجائية فتممت قاعدة التمدن الحديث. وسورية اولى الامم التي اسست الدولة ووضعت لها القوانين، وفي سورية كان ينتخب الملك انتخابا شعبيا فالفضل لها في خلق الديمقراطية، وفي سورية منع الكهنة من التدخل في شؤون ادارة الدولة او قضائها او التدخل في الشأن السياسي وبذلك لسورية الفضل في تأسيس الدولة المدنية الجامعة الموحدة لجميع ابناء الدولة. ولسورية فضل ابتداع الاحرف الهجائية، ولقد قادت الأبجدية العالم كله في طريق المعرفة وتفوق القوى العقلية على صعوبات الطبيعة. ان الابجدية والتجارة ارست اتجاها ثقافيا جديدا انتهى الى عصر الالة. فانطلقت الثقافة النفسية في سورية وجاءت الثقافة المادية وقامت عليها، اذ ان الحياة العقلية لا يمكن ان تأخذ مجراها الا حيث تستتب لها الاسباب والمقومات، وفي سورية كان الشعب مؤهلا والبيئة الجغرافية غنية. والأكيد ان هذا الصرح الانساني العظيم ما كان ليتم لو فقد أحد هذين العنصرين، الشعب المؤهل والبيئة الغنية، وما كان تم هذا النشوء والارتقاء الحضاري في سورية لولاهما.
هذه هي مجاري تطور الامة السورية واسهاماتها الحضارية والثقافية للإنسانية جمعاء، وهذه هي الامة السورية التي صنعت فجر التاريخ الثقافي الاقتصادي الاجتماعي والروحي والسياسي لها وللعالم. وهذه هي الارض تنطق وتخبر بواسطة آثارها المحققة علميا عن تاريخ هذه الامة العظيمة. كما ان الامم الاخرى المنتشرة على بقاع الارض لها اسهاماتها الحضارية ولها تاريخها وثقافتها، كل حسب مؤهلاتها.

سردنا كل ما سلف حتى نسأل سؤالنا أين كان اليهود مستقرين حتى نصفهم بصفة شعب او امة وعلى أية ارض تفاعلوا؟ واين انشأوا ثقافتهم؟ وفي اية بلاد أنتجوا تراثهم الثقافي والحضاري؟ وفي اي ارض تركوا آثارهم؟ وماهي اسهاماتهم الثقافية؟ ومع من تفاعلوا وتاجروا واحتكوا او مع من تحاربوا؟ وأين اثار الدولة او المملكة المزعومة الذين يتشدقون بها؟ سواء قامت في سورية او في اية بقعة بالعالم.
هذا الزعم اليهودي الذي اوهموا العالم به وجعلوا العالم يؤيدهم به دون تحقيق او تدقيق علمي. وللعلم ان كل الباحثين أكانوا سوريين او اجانب والذين عملوا في التنقيب الاثري في بلادنا، كانت آرائهم العلمية التحقيقية رافضة، لكل الادعاءات والمزاعم اليهودية سواء كانت روحية او مادية معتبرة انه لا وجود ولا اساس علمي لها وهي روايات كاذبة من نسج الخيال، بل ان كبار اليهود المتخصصين في الآثار قالوا ان كل قصص واسفار التوراة لا اساس تاريخي وأثري لها على ارض الواقع في فلسطين. فإذا أردنا ان نشرح بعض اكاذيبهم. يدعون انهم من نسل ابراهيم وداوود وباقي السلالة، فالحقيقة ان ليس لأمة من الامم اصل سلالي واحد، وإذا ادعوا انهم اصحاب دين واحد فالدين ظاهرة ينشأ ويرتقي بعامل التطور الاجتماعي الإنساني نحو سيطرة النفس وحاجاتها سواء كان الهيا او غير الهي فالحقيقة بانت بالتحقيق العلمي ،ان القصص والاسفار التوراتية منحولة من إرثنا السوري الثقافي الادبي، واليهود في توراتهم شوهوا المفاهيم الاخلاقية السورية الراقية واضفوا من نفسيتهم عليها الوحشية ، والارث الثقافي الادبي السوري يعود وجوده الى ما قبل التاريخ الذي حدده اليهود لبداية وجودهم بمئات السنين . وإذا ادعوا ان لهم تقاليد وعادات واحدة وهذا غير صحيح، فالعلم يقول ان التقاليد والعادات تنشأ بتفاعل المجتمع فهي شأن من شؤون المجتمع ونتيجة من نتائجه. وعلم الاجتماع يقول ان كل ميزة من ميزات الامة او صفة من صفاتها، تابعة لمبدأ الاتحاد في الحياة الذي منه تنشأ التقاليد والعادات واللغة والدين والآداب والتاريخ.
فأين كان المجتمع اليهودي وفي اي وطن او بيئة ليحصل التفاعل والاتحاد في الحياة، واين اختبرت حسنة تقاليدهم وعاداتهم ومعتقداتهم الدينية، واين طوروها او تخلوا عنها او هذبوها.
“الامة جماعة من البشر تحيا حياة موحدة المصالح موحدة المصير موحدة العوامل النفسية -المادية في قطر معين يكسبها تفاعلها معه في مجرى التطور خصائص ومزايا تميزها عن غيرها من الجماعات”.
نستنتج بعد ما اوردنا نظريات الزعيم سعاده في علم الاجتماع. ان اليهود ليسوا امة وليسوا شعب وليس هم من النسيج السوري، بل هم فكرة متأخرة بدائية سميت دين تأثرت بها جماعات قبلية منغلقة منعزلة متقوقعة على نفسها موزعة في اقطار العالم.
وامام هذه الحقائق العلمية من واجب المسلمين المسيحيين والمحمديين ، ان يعوا خطورة الخديعة اليهودية وان يدرسوا نشوء الامم والمجتمعات ،حتى يقلعوا عن اعتقاداتهم بالوجود اليهودي كشعب واحد او امة واحدة وبالتالي لهم وطن في فلسطين ، وعلى كل السوريين و العرب ان يكفوا عن السير في ركاب الخديعة اليهودية التي تُصور اليهود من نسل ابراهيم او على دين ابراهيم ، وعلى السوريين ان ينكبوا على التحقيق العلمي والتاريخي والاثري، ليؤكدوا الى العالم اجمع وبالوسائل العلمية ،زيف الادعاءات اليهودية في بلادنا وندعو كل الكيانات السياسية في بلادنا ، ان يبادر كل كيان سياسي من هذه الكيانات لعقد مؤتمرات يدعى اليها علماء الاثار والتاريخ والادب القديم ، وكل عالم آثار اجنبي عمل في بلادنا. من اجل تثبيت حقيقة بطلان الوجود اليهودي في بلادنا، ولتظهير الحقيقة العلمية، كي يخرج شعبنا وشعوب الارض الى الابد من الاعتقادات الوهمية، كما السوريون مدعون الى بذل كل التضحيات لإنقاذ فلسطين، والتنسيق والعمل بإرادة واحدة لسحق الوجود اليهودي في جنوبنا السوري