ليلة الثالث عشر من نيسان تكمل صبيحة السابع من تشرين الأول

كان واضحا ان عمليه قصف القنصلية الإيرانية في دمشق تختلف هذه المرة عن سوابق دوله الاحتلال في اعتداءاتها على إيران وان الرد الايراني لن يأتي نمطيا وعلى نحو ما سبق بان إيران تحتفظ بحق الرد في المكان المناسب والزمان المناسب وذلك كل أثر التغريدة التي كتبها المرشد على تويتر والتي قال بها كلمتين باللغة العبرية: اسرائيل ستندم فقامت الدنيا في الغرب ولم تقعد الامر الذي عاد اليه في خطابه صبيحة يوم العيد.
ارادت دولة الاحتلال من هذه الضربة ومما تلاها صبيحة يوم العيد عندما اغتالت ابناء رئيس المكتب السياسي لحماس ادخال المنطقة في حرب اوسع وجر الولايات المتحدة وحلف الناتو معها وتوريطهم بحرب اقليميه وبما يتجاوز دورهم الداعم عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا (لإسرائيل).
المراسلات الإيرانية- الأمريكية عبر الوسطاء: قطر وعمان وسويسرا التي ترعى المصالح الأمريكية في طهران منذ ما يزيد على اربعه عقود ارادت واشنطن منها ردع إيران بشكل استباقي في تلك الرسائل بقولها انها ستدافع عن (اسرائيل) في حال تحرشت بها إيران وأنها ستشاركها في الرد على اي هجوم ايراني محتمل.
لكن إيران بدورها لم تردعها هذه التهديدات، وابلغت بداية جوارها الخليجي بان اي تحرك عسكري من القواعد الأمريكية في تلك البلدان ضد إيران سيواجه بقوه وستعتبر إيران تلك الدول مشاركه في العدوان عليها.
وهنا بدت صورة إيران باعتبارها رادعة أكثر مما هي مردوعة عندما استطاعت ان تحيد جوارها الخليجي من هذا الصراع وابقته مع دولة الاحتلال وتحالفها الدولي الغربي و ثم العربي الذي لم تصله الرسائل على ما يبدو او انه تجاهلها وسيتحمل عواقب هذا التجاهل عندما شاركت في اعتراض المسيرات و الصواريخ الايرانية التي لتنهال على فلسطين المحتلة وتنال من القواعد والاهداف التي حددت بدقة.
قد يكون من الصحيح انه تم اعتراض قسم كبير من هذه الصواريخ والمسيرات واسقاطها قبل وصولها الى الهدف ولكن قسما اخر وهو كبير ايضا استطاع ان يصل الى اهدافه وان يحقق عمليه الردع المطلوبة لا بل وما هو أكثر من ذلك.
ليله السبت الثالث عشر من نيسان تشبه في نتائجها صبيحة السابع من تشرين التي لها ما بعدها والتي استطاعت ان تساهم في تغيير قواعد الصراع مع دولة الاحتلال ومع الغرب الداعم له وحققت مجموعه من النتائج فلم تعد (اسرائيل) تستطيع ان تضرب وقت ما تشاء وحيثما تشاء فيما يصر الغرب ان على الاخرين ضبط النفس (فإسرائيل) اصبحت مكشوفه تماما وعاريه من قدراتها الوهمية مما سيؤثر على دورها في المستقبل. هذه الدورة المصطنعة التي على راس وظائفها حماية مصالح الغرب والتسيد على امتنا وعالمنا العربي وجوارنا الاقليمي لم تعد تستطيع ان تقاتل في غزه المحاصرة والصغيرة وذات الأسلحة المتواضعة دون الدعم المتواصل السياسي والعسكري والقانوني من الولايات المتحدة كما انها لا تستطيع ان تقاتل في الاقليم بل ان ما جرى في السابع من تشرين وفي الثالث عشر من نيسان قد اثبت بالدليل الحي انها هي من تحتاج الى من يحميها.
اصبحت إيران بعد ليلة السبت قادرة على تحطيم قواعد الجغرافية السياسية فهي اليوم دولة مجاورة لفلسطين المحتلة او تجاوزا (لإسرائيل) واصبحت تستطيع ان تقصفها من داخل اراضي الإيرانية دون ان تبالي بالدعم والرعاية الأمريكية.
اسرائيل اصبحت مكشوفة لا امام المقاومة في غزة وإيران فحسب وانما امام المقاومة في لبنان والعراق واليمن، ومن كان يعتقد ان (اسرائيل) تستطيع ان تحميه أصبح يدرك ان هذا الكيان الهش أضعف من ان يوفر لها الحماية لا بل انه يحتاج الى من يحميه وهو غير قادر على حماية نفسه اصلا وجريا على قول المثل الشعبي: المتغطي فيه بردان.
الولايات المتحدة بدورها لم تعد تستطيع ان تدير الصراع وان تتحكم في ايقاعه وهي لم تستطع ان تمنع وصول الصواريخ الى حيث إرادتها إيران ان تصل.
أصبح من المستحيل تجاهل إيران واي ضربه لها في المستقبل في أي زمان وفي اي مكان في العالم سوف يحسب لها حساب بعد طول العربدة (الإسرائيلية) خاصة بعد ان تفوقت على الجغرافيا واصبحت اللاعب الاول في الاقليم واصبحت كما سلف القول دولة حدودية مع فلسطين المحتلة.
امور حدثت ليلة السبت الماضي لم تحدث خلال السبعة عقود ونصف من عمر دولة الاحتلال:
انها المرة الاولى التي تدخل بها اسرائيل في صراع عسكري مع دول غير عربية.
وهي الحرب الاولى التي نخوضها كأحزاب ومنظمات في غياب دول المواجهة.
وهي المرة الاولى التي تشارك بها دول عربية دولة الاحتلال في الحرب الى جانبها وتتولى الدفاع عنها بحيث لم تبقِ أي ورقه توت لستر عيوبها وعوراتها.
هل سترد اسرائيل الضربة؟ ان استطاعت فإنها ستفعل ولكن هذه المرة سوف تحتاج الى ضوء اخضر ساطع من الولايات المتحدة التي لا زالت غير راغبة في توسيع الصراع، من هنا قد يأتي ردها في غزة او لبنان وقد يأتي بتسريع مشروعها بالضفة الغربية. والايام قادمة.
سعادة مصطفى ارشيد
جنين- فلسطين المحتلة