شهدت سوريا، هذا الأسبوع، واحداً من أهمّ الاكتشافات الأثريّة في منطقتنا، وربّما عالميّاً. وللمرّة الأولى منذ بداية الحرب الكونيّة عليها، يوضع اكتشافٌ بهذا الحجم في خانة الاكتشافات الايجابية في سورية، بعيداً من التّهديم والقتل والسرقة والدمار، بحيث اكتُشفت لوحة فسيفساء رومانية كاملة عمرها يتجاوز الـ 1,600 عام في منطقة الرستن بالقرب من مدينة حمص، وتبلغ مساحتها حتّى الآن، 20× 6 متراً.
توصّل لهذا الاكتشاف، الفريق المختصّ في منزل سكني قديم كانت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية تنقّب فيه، بعدما حصلت عليه بالتعاون مع متحف “نابو” والذي يُعدّ مساهماً أساسياً في الحدث. أعلنت المديرية عن الاكتشاف بمرافقة إعلامية، فيما رصدت عدسات المصوّرين الآثار النادرة ذات الحالة الممتازة.
يؤكد مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف، الدكتور هُمام سعد، في تصريحات إعلامية، أنّ من بين المشاهد، ما يُظهر تصويراً نادراً لمحاربي الأمازون القدامى في الأساطير الرومانية. ويقول لوكالة “أسوشيتيد برس”: “أمامنا اكتشاف نادر على نطاق عالمي وغنيّ بالتفاصيل… تتضمّن اللوحة مشاهد من حرب طروادة”.
وتُعتبر هذه اللوحة استثنائية ونادرة على مستوى العالم، كونها الأكمل التي تروي قصة حرب الأمازونيات. وهي غنية بالمشاهد، حيث نجد في المشهد المركزي تمثيلاً لـ”أخيل” لحظة مقتل “بنثيسيليا” التي وقع في حبّها. وهناك تمثيل لـ”هرقل” الذي أنهى حياة ملكة الأمازونات “هيبوليتا” واستحوذ منها على الحزام السحري، في واحدة من مهامه الاثنتي عشرة. وهناك إطار آخر للمحاربات الأمازونيات في أرض المعركة مع الطرواديين ضدّ اليونانيين، وقد دُوّنت أسماؤهم بدقّة. ويظهر في اللوحة جنود يحملون أسلحة ودروعاً، وهم في وضعية قتال كما لو أنهم في ساحة حرب، وتضمّ الفسيفساء كذلك كتابات باليونانية، وتصوّر أيضاً إله البحر الروماني القديم “نبتون” وأربعين من عشيقاته.
وفي السياق، يشدّد سعد لوكالة “فرانس برس” على أنّ “اللوحة عبارة عن مشهد نادر، تبدو فيه بوضوح تفاصيل قطع الفسيفساء، وأسماء ملوك اليونان الذين شاركوا في حرب طروادة”. ويشار إلى أنّ هذه الأسطورة موجودة في الإلياذة عند “هوميروس”.
اللوحة التي يتجاوز عمرها 1600 عام “ليست الأقدم بين اللوحات السورية، لكنّها الأكثر اكتمالاً والأندر”، بحسب سعد الذي يوضح في الوقت نفسه أنّه “ليست لدينا لوحة مشابهة… الجزء المكتشف حتى الآن بطول عشرين متراً وعرض ستة أمتار، وثمّة أجزاء أخرى لم يُكشف النقاب عنها بعد”.
الجدير بالذّكر أنّ المنطقة التي جرى اكتشاف لوحة الفسيفساء التاسعة فيها، التي يتمّ العثور عليها في هذه المدينة استُعيدت قبل نحو أربع سنوات من الجماعات الارهابية المسلّحة التي كانت تسيطر عليها وتسرقها على مرّ الوقت، وتبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صباح الخير
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fnabumuseum%2Fposts%2Fpfbid06zyZNHw9vKwho4QEkJcpwkQykdGoYLqnMBqMyUZ4nw9JU3sb78AtJEywNnK4YPLYl&show_text=true&width=500
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fnabumuseum%2Fposts%2Fpfbid02vgB55PHSyAcq1ZXsaJF7SS3XZcviDrVuEx7EK5AZd7a47Kt3Tfi9oh3ekQVhNmUAl&show_text=true&width=500