دور الرياضة في بناء شخصية الطالب

دور الرياضة في بناء شخصية الطالب

رغم أنّ الرياضة أصبحت مادة أساسيّة في أغلب المدارس في لبنان، إلّا أنّ أهميّتها ومساهمتها الكبيرة في مساعدة الطلبة على تحسين مستواهم العلمي كما في إكسابهم العديد من القيم والمهارات التي ستسمح لهم بالنجاح في الحياة الاجتماعيّة كما في العمل ما زالت مجهولة بالنسبة للكثير من الأهل وحتّى من المعلّمين.
فالرياضة لا يحب أن يُنظر إليها كمادّة ثانويّة في المدارس، وهي لا تهدف فقط للتسلية أو لإنشاء فرق للمنافسة باسم المدرسة، بل هي مادة إذا ما تمت الاستفادة منها، قادرة على لعب دور أساسي في بناء أجيال المستقبل.
دراسات عديدة أجريت في جامعات في الولايات المتّحدة الأميركيّة وإنجلترا وعدّة دول أخرى أظهرت أنّ الطلبة الّذين يمارسون النّشاطات الرياضيّة بشكل  منتظم في مدارسهم ينجحون بتحسين مستواهم العلمي أسرع من زملائهم الذين لا يفعلون، وذلك لأنّ ممارسة الرياضة  تؤدّي الى إفراز الغدد لعدّة هورمونات، منها ما يمنح الشعور بالراحة والاسترخاء ومنها ما ينشّط عمل الدماغ.
لكنّ أهميّة الرياضة لا تقف عند هذا الحدّ بل تتخطاه إلى ما هو أهمّ، ألا وهو المساهمة في بناء شخصيّة وأطباع الطالب، لذلك وجب توجيههم نحو الانضمام الى فرق الألعاب الرياضيّة، خاصّة الجماعيّة، لأنّها ستساهم في اكتسابهم للعديد من القيم والمهارات، مثل: 

  • أهمية التعاون والتضحية
    في الرياضات الجماعيّة، لن ينجح الفريق بالفوز إن لم يقم عناصره بالتعاون والعمل معًا، أمّا الأنانيّة والبحث عن المجد الشخصي فهي ستؤدّي حتمًا إلى فشل الفريق وسقوطه، فأيّ نجاح هو نجاح للجماعة وأيّ فشل هو فشل لها أيضًا. لذلك فإنّ ممارسة رياضات ككرة القدم أو كرة السلة وغيرها من الرياضات الجماعيّة ستجعل الطّالب يدرك أهميّة التعاون بين الأفراد الساعين لتحقيق هدف معيّن.
  • الإصغاء وطاعة المسؤولين
    لكلّ فريق رياضي مدرّب يوجّه اللاعبين ويضع الخطط، والاستماع للتعليمات والملاحظات التي يوجهها ضروريّ للفوز والنجاح. وبالتالي سيدرك التلميذ أنّ لكل شخص دوره في الحياة، وأنّ طاعة من هم في مركز المسؤولية ضرورة للنجاح.
  • تحديد هدف والسعي لتحقيقه
    تتشابه القاعدة الرئيسيّة بين أغلب الرياضات: محاولة تسجيل أو تحقيق هدف كي تتمكّن أنت وفريقك من الفوز. وجود هدف محدّد بشكل واضح في الألعاب الرياضيّة ودفع التلميذ للسعي لتحقيقه سيساهمان بجعله يدرك أهميّة وضع الأهداف لكلّ مرحلة من مراحل الحياة والعمل على تحقيقها.
  • احترام القوانين
    لكل رياضة قوانين يُلزم اللاعبون باتباعها. ومخالفة أي منها سيؤدي إلى معاقبة الفاعل مما سيؤثّر على الفريق بأكمله. وبذلك سيدرك الطلبة أهميّة القوانين والالتزام بها.
  • الروح الرياضيّة وتقبّل الهزيمة
    الجميع يحزن عند الخسارة، ولكنٍ طريقة التعامل معها تختلف بين شخص وآخر. والرياضة تلعب دورًا مهمًّا في تنشئة الطلاب وتوعيتهم على حقيقة أنّ الجميع معرّضون لمواجهة الهزيمة وعندها على الخاسر تقبّل الأمر وتهنئة الفائز، بالإضافة إلى محاولة تحسين نقاط الضعف لتفادي تكرار الخسارات.

والأهمّ من ذلك كله، هو أنّ الرياضات الجماعيّة تؤدّي إلى خلق علاقات اجتماعيّة بين اللاعبين، في زمن أصبحت أغلب العلاقات محصورة بقطعة إلكترونية بين أيدينا ونسي الأطفال كيفية التواصل واللعب معًا.

فإذًا تلعب الرياضة دورًا ايجابيًا ومهمًّا في بناء شخصية الطلبة ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمع المستقبل. ففي زمن حلّت فيه الآلة مكان الأصدقاء والنشاطات الأخرى تبدو الرياضة حاجة ملحّة في المدارس لتنشئة جيل قادر على إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع وتحمّل المسؤوليات الملقاة على عاتقه وتحقيق أهدافه.