صوت سعاده

كل امة أو دولة إذا لم يكن لها ضمان من نفسها، من قوتها هي، فلا ضمان لها في الحياة على الاطلاق. يمكن أن تجد لها ضماناً مدة من الزمن في عهود وعقود ومعاهدات. ولكن هذه أمور قابلة للتطور والتحول والتغير. لا ثبات لها على الاطلاق.

كم من مرة نقضت أمة معاهداتها. كم من مرة انقلبت دولة على تعهد من تعهداتها. كم من مرة حصلت امة على تأكيد بأن حدودها لا تمس فاجتيحت في اليوم الثاني.

العقود والضمانات والمعاهدات تقوم ما ثبتت المصالح التي تؤمنها لجميع الأطراف المشتركة فيها. فإذا بطلت المصالح أو انتفى بعضها نقضت المعاهدة أو الاتفاق أو العهد.

لذلك لا يمكن مطلقاً التسليم باقتناع، أنه يكفي اظهار حق الجماعة على نفسها وفي وطنها لتحوز الحق لها. لا يكفي. إن الحياة صراع، خصوصاً الحياة القومية. وما زالت الإنسانية قوميات لا إنسانية واحدة، لا يمكن مطلقاً الاعتماد على فكرة نظرة حق مجرد.

                              المحاضرة التاسعة عام 1948

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *