التحرّش بالأطفال.. هكذا نتأكّد من حصوله وهذه آثاره

التحرّش بالأطفال.. هكذا نتأكّد من حصوله وهذه آثاره

أصبح التحرّش الجنسي بالأطفال (دون 13 سنة “سن المراهقة”) من الظواهر الشائعة في السنوات الأخيرة. ورغم أنّ هذه الظاهرة ليست حديثة على المجتمع الإنساني، إلّا أنّه مع التّطوّر التكنولوجي وسهولة انتشار الخبر وتغيير التعاطي معه من حيث الإبلاغ عنه، تزايدت ملاحظة هذا السلوك في الأوساط العامّة والمعرفة بوجوده.

فالتحرّش الجنسي بالأطفال هو إشراك الأطفال بأفعال وسلوكيّات جنسيّة لإشباع الرغبات الجنسيّة لبالغ أو مراهق نحو أطفال دون سن البلوغ، ويمكن أن يحدث الأمر بين قاصرين مع فارق عمر يبلغ
خمس سنوات.

ويأخذ التحرّش الجنسي أشكالًا مختلفة، وقد يتضمّن شكلًا واحدًا أو أكثر في وقت واحد وهي كالآتي:

  • النّظرات: وتكون نظرات متفحّصة من قبل المتحرّش عبر التّحديق والنظر بشكل غير لائق إلى جسم الطفل أو أجزاء من جسمه.
  • تعابير الوجه: والتي تحمل اقتراحًا ذا نوايا جنسيّة (كلمس الشفاه، الغمز، فتح الفم).
  • لمس المتحرّش لفريسته: اللمس، التحسّس، الحك، الاقتراب بشكل كبير، الشدّ، الإمساك.
  • التّعرّي: إظهار الأعضاء التناسليّة أو الاستنماء في حضور الطّفل.
  • تهديد وترهيب المتحرّش لفريسته: التهديد بأي نوع من أنواع التحرّش الجنسي أو الاعتداء الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب.
  • الملاحقة والتتبّع: تتبّع طفل ما، سواء بالقرب منه أو على مسافة، مشيًا أو باستخدام السيارة بشكل متكرّر أو لمرّة واحدة.
  • الدّعوة إلى ممارسة الجنس: طلب ممارسة الجنس بشكل مباشر، أو طلب القيام بأفعال قد تحمل طابعًا جنسيًّا بشكل ضمني أو علني.
  • الاتصال الجنسي: ممارسة الجنس بالجماع أو اللواط أو السحاق أو الفموي.
  • التحرّش الجنسي الجماعي: تحرّش جنسي قد يمارسه شخص أو أكثر تجاه طفل أو عدّة أطفال.
  • التحرّش الإلكتروني: وهو أكثر الأنواع شيوعًا في ظلّ تزايد منصّات التواصل الاجتماعي، ومن أشكاله إرسال رسائل أو صور أو فيديوهات جنسيّة أو غير
    لائقة.

وقد أظهرت الدّراسات أنّ أغلب المتحرّش بهم من أطفال هم فتيات، ولكن معظم الحالات لا يتمّ التبليغ عنها لخشية الأهل من وصمة تلاحق طفلهم حتى بعد أن يكبر، أو نتيجة عدم إبلاغ الضحيّة لأسرته من الأساس، خوفًا من تعرّضه للوم الأهل، أو نتيجة تهديد من المعتدي بإيذائه أو إيذاء أسرته، أو بسبب شعوره الخاطئ بالذنب لعجزه عن حماية نفسه، أو عدم قدرته على رفض الاعتداء، أو إيهام المعتدي للطفل أنّه استمتع بالتجربة.
أمّا المتحرّشون بالأطفال، فهم تبعًا للإحصاءات، معارف وأصدقاء (59%) أو أفراد العائلة (34%)، وليسوا كما يعتقد الكثيرون انهم من الغرباء، فنسبة الغرباء هي فقط (7%). وبالتالي فإنّ معظم حالات التحرّش تكون من قبل شخص معروف بالنسبة للطفل ويثق به، كالأشخاص الذين يعتنون به، كالخدم والسائقين والجيران وأصدقاء الأهل أو أطفال من نفس الفئة العمريّة أوأكبر. وأكثر من نصف حالات الاعتداء الجنسي (55%) تحدث في منزل الطفل أو في مكان قريب جدًّا منه.
يملك المتحرّش شخصيّة غير سويّة قطعًا، وتعرف بالشخصية السيكوباتيّة التي تتميّز بميول انحرافيّة ولا مبالاة وعدم اهتمام بالعواقب مع عدم امتلاك رادع داخلي أو “ضمير” أو أي مشاعر ذنب أو تعاطف أو شفقة. وتتميّز شخصيته بوجود النمطيّة وتكرار الفعل الخاطئ، لذلك فإنّ الشخص الذي يقوم بفعل التحرّش سيفعله مرّات متتالية. كذلك تشير
الإحصاءات إلى أنّ 50% من المتحرّشين بالأطفال يعانون من اضطراب البيدوفيليا (الولع الجنسي بالأطفال)، فهناك 50% لم يقوموا بذلك الاعتداء، بل اكتفوا بالصور والفيديوهات وما شابه ذلك على الانترنت. فنلاحظ أنّ ليس جميع المتحرّشين بالأطفال مصابين باضطراب البيدوفيليا بل هم مصنفون تحت عنوان “الاعتداء الجنسي على الأطفال (Child sexual offending)” نتيجة
الميول جنسيًّا لهم.

أمّا بالنسبة لآثار التحرّش الجنسي بالأطفال فنذكر منها على الصعيدين النفسي والجسدي:

  • على الصعيد النفسي:
  • الصدمة النفسيّة (Trauma)، والدخول باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • الدخول في حالة الاكتئاب والانطواء والعزلة والهدوء بشكل غير طبيعي.
  • التوتّر والقلق والخوف المستمرّ، بالإضافة إلى الأرق واضطرابات النوم والمعاناة من الكوابيس.
  • تدنّي الثقة بالنفس والتلعثم بالكلام.
  • قلّة الانتباه والتركيز وتغيّر في السلوك ليصبح عدائيًّا تجاه الأصدقاء أو الحيوانات الأليفة.
  • عصيان أوامر الوالدين.
  • حركات أو اضطرابات لا إراديّة كالتبوّل ومصّ الإبهام واضطرابات الشهيّة.
  • تعاطي المخدّرات على المدى الطويل أو الإدمان على الكحول.
  • تغيّر في الميول الجنسي نحو ذات الجنس، أو يصبحون هم متحرّشين انتقامًا ممّا حصل لهم فيعادون المجتمع ويحقدون عليه.
  • أمّا الأثار الجسديّة خاصة إذا تقدّم الأمر إلى الاعتداء الجنسي:
  • يمكن أن يموت الطفل نتيجة التعرّض لنزيف حاد.
  • التهابات الأعضاء التناسليّة عند الأولاد والبنات.
  • انتقال العديد من الأمراض المعدية عندما يستخدم المغتصبون أدوات معيّنة أثناء الاعتداء
  • تمزّق وتلف أعضاء الطفل التناسليّة إذا تعرّض الطفل لاعتداء شديد.
  • إصابات عصبيّة عديدة نتيجة الصدمة وظهور أعراض عصبيّة مشابهة لأعراض الصرع.

في حال الشك بوقوع تحرّش او اعتداء جنسي على الطفل، يجب محاورته في وقت مناسب وبطريقة هادئة وبخصوصية تامة، مع تطمينه انه لن يتعرّض للوم او عقاب او اذى من احد، وان المعتدي وحده هو من سينال عقابًا قاسيًا ورادعًا.

كما ان مراقبة الام لطفلها وفحص ملابسه بطريقة ذكية أمر ضروري، ويجب التنبّه الى وجود اي آثار غير عادي بملابس طفلها، مثل الدم او السائل المنوي.

وعند الاشتباه ممكن التأكيد من خلال الكشف الطبي وفي حال التأكّد يجب عرضه فورًا على طبيب مع التحويل لمختص في المجال النفسي بالتوازي مع السعي للتبليغ عن المعتدي ومحاسبته أصولًا.