وقّعت عدد من الشخصيات الاردنية رسالة أرسلتها إلى الملك عبدالله الثاني، تشكو فيها الحال الذي وصلت إليه البلاد، على أكثر من صعيد.
صباح الخير البناء تنشر نص الرسالة كما جاءت:
لقد سبق وأن تم إرسال العديد من المناشدات والرسائل الى الملك مباشرة تبيّن حال الوطن وما آل اليه من ضياع وانحدار في مختلف الجوانب وشملت هذه الرسائل مطالب الأردنيين واحترام حقوقهم السيادية لكن يبدو أن الاستجابة كانت الإهمال والتطنيش.
لقد بلغ السيل الزبى في مستوى الضياع للوطن وانحدار مؤسساته وتولي مسؤولياتها عصابة من الفاسدين الذين يمارسون مسؤولياتهم حسب المنافع الشخصية دون أي اعتبار للمعايير والمصالح الوطنية؛ كل ذلك أدى الى فقدان السيادة الوطنية وإفقار الشعب الأردني وتجويعه ومحاولة تركيعه لمصلحة هذه العصابات ولمصلحة الكيان الصهيوني وحل مشاكله مع الأشقاء الفلسطينيين على حساب الأردن.
أيها الملك لو لم يوسد الأمر الى غير أهله لخاطبنا الحكومة و لم نخاطب غيرها، أما وأنّ الدولة كلّها بمؤسساتها وأجهزتها وبنكها المركزي ومجلس نوابها اختزلت بشخص الملك وحده وبنصوص الدستور التي تم تعديلها وتمريرها عبر أشخاص مشكوك في ولائهم وانتمائهم وجنسياتهم وأدائهم واستغلالهم لمناصبهم وتوزيرهم لأبنائهم وبناتهم، فقد أصبح لزامًا علينا أن نخاطب الملك بشأن الشعب والوطن والحقوق.
لن نتحدث عن القواعد العسكرية الأجنبية، ولا الاتفاقات مع العدو الصهيوني ولا الإفراط في النفقات والأفراح والاحتفالات ولا التفريط بالحقوق الوطنية، لن نتحدث عن كل هذا وسنكتفي اليوم بالحديث عن الأردنيين، الأردنيون الذين يجوع أبناؤهم و ينتحرون كل يوم، و الأردنيون الذين صار أكبر هم دولتهم مقررات سيداو التي تحض على محاربة الأديان ونشر الرذيلة وتبني حقوق المثليين وحقوق الكلاب الضالة بدلًا من إشباع جوع الأردنيين وستر عورتهم والمحافظة على كرامتهم.
بعض الأردنيين لا يجدون قوت يومهم إلا في حاويات القمامة، بعض الأردنيين يعانون سكرات الموت في سجون الدولة لأنهم يعبّرون عن أرائهم، مئات الآلاف من الشباب الأردنيين لا يجدون عملاً، مئات الآلاف من الأردنيات عوانس لأن الزواج يحتاج الى شباب والشباب يحتاجون للمال و الدولة لا خَيلَ عِندَها تُهديها وَلا مالُ، ومع هذا لا يُسعِدهاِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ كما قال الشاعر، {وصمتها عبادة ونطقها وعود} وكلام معسول ومخيب للأمال، وحتى لا يكون كلامنا مرسلًا دون هدف، و بما أن تلازم السلطة مع المسؤولية قاعدة لا فكاك منها في الدول الديمقراطية، فإنّنا نطالب الملك بضرورة التوقف عن الدوران في حلقة مفرغة من الأسفار والزيارات وأن يهتم بأمر الأمة وبالمسؤولية التي أوكلها له الأردنيون وأشهد الله على نفسه بأنه يقبل بحملها.
هنالك ملفات واجبة كالفريضة ضرورية كالماء والهواء عليك العمل على تبنيها؛ ملف الفقر والجوع والبطالة والصحة والتعليم وملف المياه والزراعة إضافة الى ملف الفساد ومكافحته بشكل جدي كما حدث في الجزائر والسعودية، وليس آخرها ملف الزيادة الظالمة في ملف رفع فوائد القروض وملف قهر الأردنيين ومصادرة حرياتهم واستخدام القبضة الأمنية لترويع الأردنيين في أرزاقهم ووظائفهم وتدمير الحياة الدستورية والحزبية وكذلك العشائرية.
نحن لم نعد نطيق الهوان الذي نعيش فيه و لا نقبل السكوت على ما يحصل، والمنية ولا الدنية وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا.
أيها الملك ببساطة الناس جوعى وعطشى ولا تصدق المنافقين والكذابين والسحيجة حولك فهم يزينون لك كل أمر قبيح، أيها الملك هذا وطننا، وطن آبائنا وأجدادنا ولا نقبل أن نكون متسولين على أبوابه بينما اللصوص يلعبون ويمرحون.
أيها الملك، لقد ذهب لصوص المال الحرام بكل أصول الأردنيين وأراضيهم وأموالهم وها هم يتنعمون ويسافرون ويحوّلون قوت أولادنا وحليب أطفالنا الى الملاذات الآمنة وأنت لا تحرك ساكنًا، أيها الملك، العدل أساس الملك فاعدل بين أبناء شعبك، وأنت لسوء حظك وحظنا معك أنك لا تقيم عدلً ولا تنصف مظلومًا، فإن كنت قدرنا فأعاننا الله عليك وإن كنا قدرك أعانك الله علينا وعسى الله أن يحدث بعد ذلك أمراً.
إنّ مجمل مطالب الأردنيين يتمثل بالاستجابة للمطالب الشعبية التي يجمع عليها أبناء الوطن والمتمثلة فيما يلي:-ط
أولاً: فك ارتباط الاردن مع أعداء الوطن المتمثلين في الصهاينة والامبريالية.
ثانياً: العمل على تبني دستور يحقق مبدأ الشعب مصدر السلطات ضمن انتخابات حرة ونزيهة.
ثالثاً: الإفراج فوراً عن معتقلي الرأي وتعويضهم.
رابعاً: تشكيل حكومة وطنية بعيداً عن زمر الفساد والإفساد ومن رجالات الوطن الشرفاء الأحرار يُعهد إليها بتغيير النهج كاملاً وإجراء التعديلات الدستورية اللازمة لبناء دولة ديموقراطية حديثة ومنتجة ينعم بها أبناء الوطن بالعيش الكريم وبالحياة الإنسانية التي تليق بهذا الشعب.
وخُتمت الرسالة بالعبارة الآتية: عاش الوطن عاش الشعب حراً كريماً.