المساء الأسود الذي عاشته قرية الصفصاف وسقوطها مع طلوع الفجر في 28/10/1948

العصابات الصهيونية حشدت معظم مقاتليها وحاصرت قرية الصفصاف بأضخم عملية عسكرية لها سمّتها عملية حيرام. قرية الصفصاف صمدت صموداً أسطورياً، صموداً أثار الدهشة والرعب في قلوب اليهود الصهاينة. لقد جرّعتهم الصفصاف كأس الهزيمة في أكثر من معركة. الصفصاف التي ساهمت بفك الحصار عن العديد من قرى الجليل أصبحت تشكل هدفاً إستراتيجياً وعسكرياً لدى العصابات اليهودية الصهيونية، ليس بسبب بسالة مقاتليها فقط، بل لكونها كانت المقر العسكري لقيادة فوج اليرموك الثاني- من أفواج جيش الإنقاذ العربي الذي كان بقيادة المقدم الشامي ـ أديب الشيشكلي.

جيش الإنقاذ العربي الذي تخلت عنه جامعة الدول العربية التي ساهمت بإنشائها الحكومة البريطانية بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية، هذه الجامعة حوّلها البريطانيون والفرنسيون إلى مفرّقة للدول العربية، وإلى حصان طروادة يمتطونه عند الحاجة كي يتحكّموا بالقرارات المصيرية لكيانات الهلال السوري الخصيب والعالم العربي، ومنها قرار التنازل عن فلسطين للصهاينة اليهود.

 جيش الإنقاذ العربي الذي كلفوه مهمة إنقاذ فلسطين والدفاع عنها أرسلوه إلى فلسطين بمهمة انتحارية، لم تؤسس الجامعة العربية جيشاً لإنقاذ فلسطين، إنما لتسهيل سقوطها واحتلالها من قبل الصهاينة، ولكيلا يبقى وعد بلفور البريطاني الذي ينص على إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين حبراً على ورق.