مشهد عودة أصحاب الحق إلى غزة وجنوب لبنان، رغم الدمار والخراب وغياب الخدمات الأساسية، ليس مجرد عودة جسدية، بل هو شهادة عظيمة على جوهر الانتماء الحقيقي. إنه تجسيد لمعنى الوطن كرحم الأم، حيث لا تراجع ولا مساومة، بل تمسكٌ بالجذور مهما اشتدت المحن.
في المقابل، هناك من لا يعرف للوطن معنى إلا بقدر ما يحصل عليه من مكاسب ومصالح. هؤلاء لا يرون الانتماء إلا من زاوية الامتيازات، وكأن الوطن مجرد رقم وورقة ثبوتية تمنحهم سلطة أو نفوذاً. لكن الحقيقة التي لا يمكن التلاعب بها أن الانتماء للوطن يُقاس بالتضحيات، لا بالمكتسبات.
الذين يعودون اليوم إلى غزة والجنوب اللبناني، رغم كل شيء، لا يحتاجون إلى جوازات سفر تثبت انتماءهم، تماماً كما لم يكن عز الدين القسام وفراس العجلوني ومشهور حديثة الجازي و يحيى السنوار و سناء محيدلي بحاجة إلى أوراق لتأكيد وطنيتهم. فالانتماء ليس شعاراً يرفع في المناسبات، وليس تصفيقاً لمن يملك السلطة، بل هو إخلاصٌ ووفاءٌ وعطاءٌ مستمر، دفاعٌ عن الأرض والقضية، ورفضٌ لكل أشكال الخضوع والاستسلام.
أما من يقيسون الوطنية بحجم الامتيازات، ومن يتلونون وفق المصالح، فإن التاريخ لن يذكرهم إلا كأصحاب مواقف زائلة، لأن الوطن لا يحفظ إلا أسماء من ضحوا لأجله، لا من باعوه بثمن بخس. الوطن لا يحتاج إلى نعاج تبحث عن مأمن، بل إلى أسود تدافع عنه بكل شجاعة.
اليوم، يعود أصحاب الأرض بأقدامهم إلى الركام، بينما يهرب المحتل بكل ما يملك. أي شهادة أوضح من هذه على معنى الانتماء الحقيقي وتجسيدًا لوقفة عز؟
مقترح الى ترامب بدلا من تهجير الفلسطينيين، يمكنكم أنشاء ولاية جديدة لليهود في الأراضي الشاسعة والفارغة من أميركا مثل الاسكا، نيفادا وايومنغ، مونتانا، ويوتا وجمع يهود العالم فيها، من محتلي ارض فلسطين الى باقي يهود العالم المؤيدين للكيان الصهيوني .ستكون هذه الولاية مثل أي ولاية أميركية أخرى لها حاكم، مجلس نواب، مجلس شيوخ، ومحكمة عليا، ويمكنكم بناؤها كما تحلمون وتشتهون وتتخيلون، تماما كما تحدثتم عن مشروعكم الاحتلالي الاستيطاني على بحر غزة .هكذا تنتهي الحروب والأطماع في منطقتنا، ويخرج الجسم الغريب الى حيث يوجد داعموه وممولوه .
النائب السابق في مجلس النواب الأردني د. طارق سامي خوري