— «افيد بن غوريون» أوَّل رئيس وزراء لإسرائيل وأعرق مجرم حرب حين قال عن الفلسطينيين: « كبارهم يموتون وصغارهم ينسون»
ماذا كان سيقول عن غزّة اليوم لو زال حيّاً؟؟
«كبارهم سيموتون»!!! فهذه سنّة الحياة وقانون الطبيعة ولم يضف بن غوريون شيئاً على هذا المشهد.
«صغارهم ينسون » …. غير أنّ صغارهم خيّبوا آمال بن غوريون وأحلامه، وبالرغم من أن النسيان من طبائع الخلق أيضاً، فإن أطفال فلسطين خسروا حاسة النسيان نتيجة الجرائم اليومية المتعاقبة التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال يوميّاً بحقّهم، وبحقّ أهلهم، وشعبهم، ووطنهم.
فكيف ينسى صغارهم نكبة عام ١٩٤٨ وهم لا زالوا يعيشونها يوماً بعد يوم.
كيف ينسى صغارهم النكبة الثانية عام ١٩٦٧ وضمّ قطاع غزّة وتحويله إلى أكبر سجن على سطح الكرة الأرضيّة.
كيف ينسى أطفالهم وهم الوحيدين في هذا العالم، يكبرون جنيناً في بُطُون أمهاتهم وشهداءً على أكتافهنّ.
كيف ينسى أطفالهم وهم يعيشون جنازةً مفتوحةً على مدى سبعةٍ وسبعون عاماً من الاحتلال والقهر.
كيف ينسى أطفالهم وقد لحق بهم جيشكم إلى مخيمات النازحين في عين الحلوة وصبرا وشاتيلا وبرج البراجنة وتل الزعتر، وارتكب بحقّهم مجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية خجلاً.
كيف ينسى أطفالهم وجيشكم يقتحم بيوتهم ومنازلهم في منتصف الليل ويجرجر أهلهم في الأحياء والشوارع أمام ناظريهم.
كيف ينسى أطفالهم ومستوطنوك يا بن غوريون يرشقونهم بالحجارة كل يوم وهم في طريقهم إلى مدارسهم وأعمالهم.
كيف ينسى أطفالهم وجيشك يجرف بيوتهم ويصادر أملاكهم وينتهك حرماتهم ويقتلع زيتونتهم.
كيف ينسى أطفالهم ومستوطنيكم ينكّلون بالمؤمنين والمصلّين في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأطفالكم يمارسون هواية البصق عليهم وهم في طريقهم إلى مدارسهم وملاعبهم
وها أنتم اليوم تلاحقونهم في قافلات نزوحهم ومدارسهم ومستشفياتهم وتزرعون الموت في ديارهم.
كبارهم يموتون والموت حقٌّ على الجميع..
أمّا صغارهم فلن ينسوا على الإطلاق… وها هم اليوم يحتفلون و يصرخون في وجوهكم وفي وجوه هذا العالم، مؤكدين أن جرائمكم بحقّهم وحقّ امهاتهم وآبائهم وشعبهم ووطنهم وأرضهم وزيتونهم، تدقّ على ذاكرتهم كل صباح , لتوقظ فيهم عشقاً للحياة , ورغبة في الانعتاق من سلاسلكم وقيودكم.