عن ملحمة خيخون الكروية

بينما يتم إسدال الستار عن بطولة كأس العالم لكرة القدم بنسختها الثانية و العشرين التي تستضيفها قطر هذا الاسبوع, بحلاوتها و بمرّها, و بالانجازات التي حققتها المنتخبات المشاركة فيها أو بالاخفقات التي حققتها المنتخبات المشاركة فيها.
لكن لا بد أن نستذكر و نحن نشاهد الرمق الأخير من نهائيات كأس العالم 2022 في قطر, ماذا حصل قبل أربعين عاماً ضمن النسخة الثانية عشر لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها اسبانيا, و تحديداً في موقعة كروية كبيرة جمعت بين ألمانيا الغربية بطلة العالم أنذاك مرتين سنة 1954 و سنة 1974 و الجزائر التي كانت تشارك للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم, التي حصلت في مدينة خيخون الاسبانية في 16- حزيران – 1982 حيث اسقط المنتخب الجزائري نظيره الألماني الغربي بنتيجة 2-1 سجّل للجزائيريين كل من رابح ماجر ولأخضر بلومي أما هدف الألمان اليتيم سجله كارل هاينز الرومانيغه.
هذه المباراة أسماها الجزائريون بملحمة خيخون الكروية (اتت كلمة ملحمة بمعنى بموقعة كروية).
سبق هذه المباراة تصريحات من قبل الألمان تقلّل من مكانة المنتخب الجزائري, فمدرّب منتخب المانيا الغربية يوب درفال قال في حال خسرت المانيا سوف أعود في أول قطار الى بلادي, أما النجم الألماني لوثار ماتيوس قال سأسجّل الهدف الثامن في المرمى الجزائري .
بعد المباراة التي جمعت الجزائر مع ألمانيا الغربية و انتهت جزائرية بنتيجة 2-1 التقت الجزائر مع النمسا و انتهى اللقاء نمسوياً بنتيجة 0-2 و اللقاء الأخير ضمن هذه المجموعة التي كانت تضم الى جانب منتخب الجزائر كل من منتخبات المانيا الغربية, النمسا و منتخب تشيلي الذي هزمته الجزائر بنتيجة 3-2 و كاد الحلم أن يتحقق و تتأهل الجزائر الى الدور الثاني من كأس العالم 1982 في أولى مشاركات الجزائر في نهائيات كأس العالم, و لكن ما لم يكن متوقعاً هو المؤامرة الألمانية الغربية – النمساوية على اخراج الجزائر من الدور الأول و تأهل المانيا الغربية مع النمسا في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات الى الدور الثاني .
للتذكير هنا في مونديال اسبانيا 1982 كان معتمد في الدور الأول أي دور المجموعات النظام كالآتي : الفائز يحصل على نقطتيين و المتعادل يحصل على نقطة و الخاسر لا شيء.
قبل لقاء المانيا الغربية مع النمسا كان ترتيب المجموعة على النحو التالي: النمسا في الصدارة بأربعة نقاط – الجزائر في المركز الثاني باربعة نقاط – المانيا الغربية في المركز الثالث بنقطتيين – تشيلي في المركز الرابع و الأخير من دون نقاط.
أي ان النمسا و الجزائر هما المتأهلان و ألمانيا الغربية تشيلي سيودعان وقتها نهائيات كأس العالم في اسبانيا 1982 و لكن الاتفاق الألماني الغربي النمساوي غيّر معادلات هذه المجموعة عندما بانتهاء مباراتهما نتيجة 1-0 لصالح المانيا الغربية و تأهل كل من المانيا الغربية و النمسا الى الدورالثاني و اخراجهما الجزائر من الدور الأول من نهائيات كأس العالم سنة 1982 التي كانت تجري وقتها في اسبانيا.
و بعد مباراة المانيا الغربية و النمسا أصبح ترتيب هذه المجموعة على النحو التالي: ألمانيا الغربية في الصدارة بأربع نقاط- النمسا في المركز الثاني بأربع نقاط – الجزائر في المركز الثالث بأربع نقاط فرق الأهداف لصالح النمسا – تشيلي في المركز الأخير من دون نقاط .
ما يؤكد صحة المؤامرة بين ألمانيا الغربية و النمسا ضد الجزائر ما قالوه اللاعبون الألمان عنها مثلاً الحارس الألماني آنذاك سنة 2008 أثناء زيارته للجزائر هارالد شوماخر خجلت من نفسي بعد مهزلة لقاء النمسا, أما المدافع الألماني بريغل فقال عار علينا لما قمنا به ضد النمسا. أما المدافع كارل هانز فوستر فقال ما قمنا به لاقصاء الجزائر سنة 1982 غير أخلاقي.
و بعد فضيحة مباراة المانيا الغربية مع النمسا في نهائيات كأس العالم 1982 التي استضافتها آنذاك اسبانيا و ادّت الى اقصاء الجزائر من دور المجموعات لذلك قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تقام مباريات الجولة الثالثة من دور المجموعات ان تقام في نفس اليوم و نفس التوقيت لمنع اي تلاعب في المباريات من أجل رفع الظلم عن أي منتخب و لكن هذا لم يمنع بعد ستة عشر عاما” ان تحصل مؤامرة بين البرازيل و النروج على الاطاحة بمنتخب المغرب ضمن نهائيات كأس العالم 1998 التي استضافتها فرنسا وقتها .