اختيرت أفضل قرية سياحية ضمن منافسة شملت 60 دولة
صمَّم أهالي قرية دوما البتر ونية على بلوغ أهداف بيئية واجتماعية من شأنها وَضْع بلدتهم على الخريطة السياحية العالمية. بعد سنوات من الاجتهاد والعمل المضني، حقّقوا أمنيتهم، إذ أعلنت الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية، عام 2023، عن فوز هذه القرية اللبنانية البديعة بلقب إحدى أفضل القرى السياحية في العالم.
التحدّي خاضته البلدة الشمالية مع 54 قرية أخرى من 60 دولة. ومن مدينة سمرقند في أوزبكستان، حيث انعقدت الجمعية، أُعلن فوزها.
يتحدّث رئيس بلدية دوما الطبيب أسد عيسى عن أسباب كثيرة أدّت إلى هذه النتيجة، أهمها أنّ البلدة تملك جميع المقوّمات السياحية التي يتطلّبها الفوز.: «جمال الطبيعة والبيوت التراثية الأصيلة والموقع الجغرافي وغيرها… ميزات أسهمت في تحقيق الحلم”.
رشّحت وزارة السياحة اللبنانية دوما لنيل اللقب، ضمن ملف شامل ومحكم»، وفق رئيس البلدية. لذا كان الأمل كبيراً. يتابع: «قرى جميلة أخرى رُشّحت للقب من دول عربية وغربية، ولم يحالفها الحظ، فالملف الذي قدّمته لم يخدمها. صوّبنا على دوما التراث والجمال والبيئة، وأرفقنا بالملف 1600 صورة فوتوغرافية عنها، فتعرّفت الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية إليها من كثب، وكوّنت فكرة واضحة عن أهميتها، فنجحنا في الامتحان”.
تقع دوما في أعالي قضاء البترون وترتفع ما بين 950 متراً و1800 متر عن سطح البحر، وتمتد على مساحة مقدارها 1100 هكتار، متّكئة على منخفض جبلي ومحاطة من جوانبها الثلاثة بالقمم والأودية. تنفتح على سهل كفرحلدا الفريد الذي كوّنته الزلازل، وتبعد 42 كيلومتراً عن مدينة جبيل ونحو 75 كيلومتراً عن بيروت على نقطة بين 3 أقضية؛ هي البترون والكورة وبيبلوس. تنتشر فيها أشجار التفاح والكرز وحقول الزيتون وتشتهر بإنتاجات مختلفة. فإلى زيت الزيتون والطحينة، تُعرف بصناعة راحة الحلقوم.
يعدّد عيسى ميزاتها: «تحتضن سياحة دينية غنية تتألف من 14 كنيسة و5 أديرة تعود إلى قرون سابقة. إضافة إلى 30 مَعْلماً تراثياً، تُعرف ببيوتها التراثية المغطاة بالقرميد. وهي نموذج حي عن منازل لبنان التراثية الأصيلة، فيها 17 جمعية ناشطة، وحافظت عبر الزمن على تراثها وثقافتها وملامحها العمرانية”..
تسهم «مهرجانات دوما الدولية» في الإضاءة على أهمية البلدة من نواحٍ عدة، وهي تُنظَم منذ عام 1995 بمحتوى ثقافي وفني واجتماعي لفت انتباه العالم. تقول رئيسة هذه المهرجانات حياة الحاج شلهوب (1): «منذ انطلاقها، ونحن نعمل على إبراز تراثنا اللبناني العريق، فيقصدها اللبنانيون من كل صوب، ويغرفون من جمالها. أسواقها القديمة وحاراتها الفوقى والتحتا وحارة الوادي، تعج بالنشاطات الثقافية. نحرص دائماً على إبراز تراثنا الحرفي وجمال قريتنا للفت الأنظار إليها”.
تُعدّ سوق دوما من الأقدم في البترون؛ فيها دكاكين وحوانيت صغيرة، بعضها يبيع المونة والحرفيات. «إننا بصدد ترميم هذه السوق ونتوقّع انتهاء الأعمال مع أوائل الربيع»، تقول شلهوب، وتتابع: «السوق بقيت على حالها منذ تأسيسها، وهي تضمّ (سينما دوما) ومقاهيَ صغيرة تحتفظ بنفحتها التراثية أباً عن جد”.
في دوما أيضاً متاحف وعيون مياه ومسارات خاصة برياضة المشي. أسهم تنظيمها المدني بمساعدة الدكتور رشيد شمعون في الحفاظ على بيوتها المغطاة بالقرميد. توضح شلهوب: «لا عمارات في دوما، بل بيوت من طبقتين أو ثلاث، جميعها مغطاة بالقرميد، ما يميّزها بمشهديه سياحية لا تشبه سواها. تشتهر دوما بإنتاجاتها الصناعية، من غذائية ومونة وحرف يدوية. فيها عيون مياه ومعالم أثرية. وتتميّز ببيئة سليمة، لا سيما أنها تواكب عصر الإنارة الحديث من خلال 600 صفيحة خاصة بتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية”.
إضافة إلى ناديها العريق، أسّست دوما طبقة في داخله تُعرَف بـ«بيت الشباب»، مُتّبعة المفاهيم والمبادئ العالمية. وهو مركز يضج بالحياة والنشاطات الشبابية، ومكان منامة ينطلقون منه نحو نشاطات عدة.
تمتاز دوما أيضاً بالفنادق وبيوت الضيافة، أهمها «بيت دوما». تشرح شلهوب: «أطلقه كمال الذوقي صاحب مفهوم مطعم (طاولة) التراثي العريق. كما أنّ بيوت ضيافة كثيرة أخرى نجدها في دوما، من بينها بيت لميشال إسحق، وهو قبو قديم تتفرّع منه 4 غرف للإقامة القروية الأصيلة؛ إلى (ديوان البيت) و(كازا سكاف) وغيرها”.
فوز دوما يخوّلها أن تصبح عنواناً سياحياً مشهوراً من لبنان، لتضعه مرة جديدة على خريطة السياحة العالمية، بعد مدينة جبيل التي نالت عام 2016 لقب «العاصمة العربية السياحية» من الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية. كذلك الأمر بالنسبة إلى بلدة بكاسين الجنوبية التي حازت اللقب عينه عام 2022.
*
يتحدث الأمين لبيب ناصيف عن” دوما “القومية الاجتماعية
اول ما عرفت عن بلدة دوما تمّ بواسطة الرفيق الدكتور بسام شلهوب (2)، فمع رفقاء آخرين من البلدة، لعل أبرزهم الرفيقة حياة الحاج شلهوب، الرفيق فؤاد معلوف (3)، شقيقه الرفيق عبد النور، فتباعا الرفقاء انطون صوايا الذي استقر في انطلياس، خليل صوايا الذي عرفته ناشطاً في سان باولو (البرازيل)، وكان مهتما بالمسرح والتمثيل، سمعان حنا شلهوب، عدنان شلهوب وبشارة الباشا.
ويضيف زرت دوما أكثر من مرة وقد وقفت بإعجاب امام جمال طبيعتها، ثقافة أهلها وسعيت كثيرا الى ان اكتب عن غناها القومي الاجتماعي وعمّا تميّزت به من حضور لافت، الا ان الحظ لم يحالفني رغم المحاولات الجادة وما زلت اسعى مع لفيف من رفقاء أبرزهم الرفيقة حياة الحاج شلهوب لنشر الكثير الحلو عن بلدة تتميّز بهذا الفيض من الجمال وهذا الإرث الغني من الحضور القومي الاجتماعي.
لعل الرفيق الدكتور الأمين بسام شلهوب، وشقيقه الصناعي الصديق الدكتور سليم، الذي اوجد حالة لافتة في دوما على اصعدة مختلفة، والرفيقة المميزة حياة الحاج شلهوب يجسدان الحضور القومي الاجتماعي الرائع في بلدة دوما.
هوامش:
حياة الحاج شلهوب: ابنة الرفيق اميل الحاج. متميّزة بحضورها الاجتماعي وانتمائها الحزبي. تولت بنجاح مسؤولية التنسيق بين النوادي في منطقة البترون، ودائما مميزة بحضورها ونجاحاتها. في فترة دراستها الجامعية كانت لافتة بصوتها الرائع عندما يصدح بأناشيد الحزب واغاني فيروز.
بسام شلهوب: للاطلاع على ما عممنا عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
فؤاد معلوف: كان ناشطا وشقيقه عبد النور في الجامعة اللبنانية كما في منطقة زحلة. عرفتهما جيدا وكنت على علاقة وطيدة بهما. نأمل من حضرة الأمين عصام حريق وهو كان عرف جيدا الرفيق فؤاد في فترة الدراسة الجامعية ان يزوّدنا بما يغني المعلومات عن الرفيقين معلوف.
من لجنة تاريخ الحزب