شئنا في يومِ القدس، أن نلتقي في الشمال، في طرابلسَ قلعةَ الإباء، إعلاميين مقاومين يُحيون تراثاً مقاوماً لهذه المنطقةِ، ويعلنون أنّ المواجهةَ يجب أن تنطلقَ من كلِّ نواحي بلادِنا، متخطيةٌ الحواجزَ المناطقية والطائفية في معركةِ الوجودِ التي تواجهُ هذه الأمة.
هنا في منطقةِ الأسيرِ الأقدمِ للمقاومةِ الوطنية، يحيى سكاف، شريك دلال المغربي
هنا في منطقةِ نورما أبي حسان ابنة زغرتا والشمال المتخطيةِ كلِّ لونٍ طائفي أو مناطقي في عمليتِها الاستشهاديةِ البطوليةِ هي وعلي غازي طالب ورفاقها على ذرى الجنوب المحتلِّ من أجلِ وطنٍ محرّرٍ وإلى سلسلةٍ من الشهداءِ النسور أخيرُهم لا آخرُهم الشهيد المهندس وسام سليم.
هنا لنقولَ “واعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباطِ الخيلِ ترهبون عدوَّ الله عدوكم”
هنا لنقول، إنَّ حربَنا هي حربُ الحديدِ والنارِ مع عدوٍّ جاءَ مستوطناً أرضَنا محمياً من الغربِ الاستعماري، مشرّداً أهلَ الأرضِ الى شتاتِهم ومخيماتهم، منذُ نحو سبعين عاماً ونيف ولا يزالون يحفظون مفاتيحَ بيوتِهم ومستعدين للعودة.
لم يتمكن هذا العدوِّ وداعميه من تطويعِ أهلِ الأرض وجعلِهم هنوداً حمر، استعمل كلَّ الأساليبِ في إضعافِ شعبِنا بالحروبِ والدسائسِ والمؤامراتِ والفتنِ، ساعياً إلى المزيدِ من تقسيمِ المقسمِ في بلادِنا وتدميِر نسيجِها الاجتماعي مللاً وطوائفَ، يقولُ أنطون سعاده “إن الدولةَ اليهوديةَ لم تنشأ بفضلِ المهارة اليهوديةِ بل بفضل التفسخِ الروحي الذي اجتاحَ الأمةَ السورية ومزقَّ قواها وبعثرَ حماسَها وضربَها بعضَها ببعضٍ”.
وهذا ما يقولُه بالأمرِ عينه آيةُ الله الخميني “لولا الضعفِ والوهنِ والانقسامِ والتشرذمِ لما استطاع حفنةٌ من اليهودِ المطرودين والمشتتين أن يجتمعوا ويتآمروا على الأمةِ”
هذه القناعةُ هي ما يجمعُنا مع الاخوةِ في حزبِ الله، وكذلك تجمعنا المقاومةِ وفلسطين.
نؤمنُ معاً أننا أصحابُ حقٍّ وأصحابُ الأرضِ، في فلسطينَ وغزةَ وفي جنوبِ لبنان، ولن يثنينا عن النضالِ من أجلِ استردادِ هذه الأرضِ وهذه الحقوقِ أيةِ ضغوط أو تهديدات، ونقولُ للمترددين، إنّ هذه الحربَ الوجوديةَ تستدعي انخراطَ الجميع، كلَّ أبناءِ شعبِنا في هذهِ المعركة، ان من خلال تعزيزِ الوعي، وتأطيرِ الوحدةِ إلى فعلِ القتالِ من كل من يستطيع، لمساندةِ غزة واستعادةِ الأرض وتحريرِ كلِّ الجنوب.
فــ “القوةُ هي القولُ الفصل “ولا شيء يردعُ هذا العدو إلا القوة.
(180 يوماً) وحربُ الإبادةِ مستمرة وهدمُ غزةِ مستمر، لا قانون دولي يردعُ أو منظمةٌ دولية تنهي ولا دولٌ عظمى تهتمُ برأيٍ عام يملأُ شوارعَ العالم، هو عدوٌّ يتخطى الإنسانيةَ وكلَّ مظاهرِها ومعانيها.
قتلت دولةُ العدوِّ إلى الآن، نحوَ أربعينَ ألفَ شهيدٍ وأكثرَ وأصابت أكثرَ من خمسةَ وسبعينَ ألفاً، وبلغَ عدد الصحفيين الذين قتلتهم عمداً 140 شهيداً في غزة وحدَها دونَ جنوبِ لبنان (الشهيدين عصام عبد الله وربيع معماري والشهيدة فرح عمر)، بقصدِ واضحٍ عند العدوِّ، منعَ ناقلي الحقيقة من إظهارِ ارتكاباتِ العدوِّ الإسرائيلي.
بالمقابل، نحنُ الإعلاميين نقولُ: إن بيدِنا اليومَ السلاحُ الأهم في تعزيزِ صناعةِ الوعي، دورُنا أنّ نوحدَ إعلامَنا باتجاهِ أهدافٍ سامية أبرزَها الحرية، فلا يظننّ أحدٌ أنّ الالتزامَ بالأهدافِ الساميةِ يعني مسّاً بالحريةِ فنحن نؤمنُ بما قالَه معلّمُنا “إذا كان في لبنانَ نورٌ فحقٌ لهذا النور أن يمتدَّ في سوريا الطبيعيةِ كلّها”
أمامَ توحيدِ أهداف هذا الإعلام لا شكَّ ثمةَ مصاعبَ جمة، أبرزَها أن ندركَ مخاطرَ شقاقِنا، ليس ذلك بمستحيلٍ وقد تكونُ وسائلُ التواصلِ التي لعبت دوراً فعالاً ومميزاً في هذه المعركةِ، وقد سبقتنا في جعلِ رؤوسِ العالم تستديرُ نحوَ حقوقِ بلادنا.
في يومِ القدسِ العالمي وتضامنِ العالمَ بأسرِه معَ وجعِ فلسطين، هدفُنا أن نصلَ إلى الشعبِ كلِّه ليكونَ سند هذه القضية، وبعدما أسقطَت فلسطين وغزةَ أحاديةَ القطب المهيمنِ على العالمِ وشريكتِه الصهيونيةِ من خلالِ كشفِ أهدافِهم، تحيةً إلى الاعلامِ الذي كشفَ الهولوكوست الحقيقيَّ القائمَ الآن رغمَ أن الثمنَ كانَ كبيراً عليهِم وهم روادُ الحقيقةِ، وصانعي الوعي لاجل وحدةٍ وطنيةٍ تجمعُنا نحو غاياتٍ أكبر.
شكرا لكم على هذا اللقاء وفي يوم القدس بالذات نحمل معا همومها وكذلك ايماننا بانتصار قضيتها