من مذكرات صالح سوداح (الحلقة الرابعة والأخيرة)

من مذكرات صالح سوداح (الحلقة الرابعة والأخيرة)

تنشر مجلة صباح الخير/البناء على حلقات من مذكرات الأمين الراحل صالح سوداح، كيف تعرف على الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد رحلة الشتات التي عاشها من ترشيحا في فلسطين
المحتلة الى بنت جبيل وصور في جنوب لبنان ثم الى مخيمات اللجوء في مدينة حلب ثم بيروت حيث تلقى
خبر اعدام زعيم الحزب أنطون سعادة عام 49

الحلقة الرابعة والأخيرة
بيروت 9 تموز 1949
عدت صباحاً إلى ساحة البرج وتأملت الصحف المعلقة على أحد الجدران قارئاً عناوينها العريضة، وكلها تدور حول حدث الأمس، بعضها يلمح لدور سوري في عملية الإعدام انتقيت إحداها ويممت شطر ذات مقهى الأمس وأخذت أقرأ
ذهلت … فجريده اليوم تروى التفاصيل الكاملة لعملية إعدام أنطون سعادة وتفضح دور حاكم دمشق آنئذ في عملية التسليم وهي تسمي الأسماء صراحة. روايتها تناقض رواية التلغراف. لم يجبن ولم يتراجع، بل على العكس، واجه حكامه بجرأة متناهية وتحمل المسؤولية كاملة وتقبل الموت وتصرف حياله بهدوء عجيب. أكثر من ذلك، تقول الجريدة. أنه حمل الحكومة مسؤولية الأحداث وحمل على تصرفاتها
قارنت ما قرأته اليوم بما قرأت بالأمس … وساء لت نفسي من الكاذبة.. أ صحيفة اليوم أم صحيفة الأمس؟ الحقيقة لم تكن بحاجة لكبير عناء، فلا أحد يكذب ليعرض نفسه للمخاطر، فلا بد أن تكون “التلغراف “هي الكاذبة وأن تكون “كل شيء “هي التي تقول الصدق.
فكرت طويلاً بالرجل الذي يقول لجلاديه شكراً، ويواجه الموت وكأنه أمر روتيني ويقبل عليه ثابت الجأش لأنه يموت من أجل عقيدة. هزتني البطولة
عدت إلى واجهات المكتبات وتأملت عناوين جميع الصحف كان بودي لو أشتريها كلها لأقرأ….. واقرأ.
التقيت مساءً بعدد من رفاق الدراسة والأصدقاء، تحد ثنا في كل شيء إلا السياسة … ولما انفردت بفوزي ذكرت له عما قرأت وأعطيته الجريدة
قضيت بين برج البراجنة وبيروت تسعة أيام، لقيت الكثيرين من الأقارب والأصدقاء ورفاق الدراسة مما أشعرني بالسعادة ولكن … كاد ما معي من المال ينفذ فلا بد من العودة
أثناء عودتي اجتزت نقطة الحدود اللبنانية دون عناء يذكر، إلا أن مسؤول الأمن في نقطة الحدود السورية استوقفني سألني عن تصريح الأمن فأجبته بأنه فقد مني في بيروت … تأملني طويلاً … سألني عن نقطة الدخول وعن أسباب زيارتي للبنان … وعاد إلى الإسهام والتأمل، ثم سمح للسيارة بمواصلة السير

حلب 1949- 1954
عدت من بيروت وأنطون سعادة والحزب السوري القومي الاجتماعي ملء جوانحي وزايلتني أوهامي السابقة عن عقم الأحزاب وفساد السياسة وغير ذلك من الأفكار التي رسخت في أذهاننا أثراً لما نسمعه من الكبار. بت أنصت للأحاديث السياسية وأفكر كثيراً بما يتوجب عمله. وأخذت أقرأ الصحف يشيء من الانتظام
كنت عائداً إلى المضافة، وأمامي في السيارة مجموعة تتحدث حديثاً سياسياً لا أول ولا آخر. لفت نظري أحدهم فهو يكثر من قوله نحن … نحن نرى … نحن نؤمن … نحن نعتقد … فتدخلت في الحديث وسألته ممكن يكونون فقال: نحن سوريون قوميون اجتماعيون فسألت إذا كان لديهم منشورات او كتب لاطلاع الراغبين فأجاب بالإيجاب ووعد أن يزودني ببعضها فور وصولنا إلى المضافة ولكنه لم يفعل حتى يومنا هذا
كانت بعض الأحاديث تتناول اسم الحزب وتذكر أشياء عنه فإذا سألنا عن اسم نستطيع الاتصال به، لزم الجميع الصمت، ولم نحظ بمن يمكننا التفاهم معه حتى تكررت حادثه النحن في السيارة فهذا آخر يكثر من نحن في حديثه، وعرفنا منه أنه ينتمي إلى الحزب، طلبنا منه كتب ونشرات فوعد بالتلبية. ولما حدثتته عما جرى مع سابقه استنكر واعتذر واكد وعده ، وفغلا حضر في الوقت المحدد ومعه كتيب التعاليم .
قرأت الكتاب مرتين او ثلاثا ،وقفت عند كثير من التعابير ولكني لم اجد صعوبة تذكر في الفهم ،ولما أعدته بعد أيام سألت عن النظام الداخلي، فبدا لي أنه لم يفهم ما عنيت. طلبت كتب ومنشورات أخرى أقرؤها أثناء غيابي فقد عينت مدرسا في قرية نائية، فاعتذر مع وعد بتأمينها فيما بعد.
طفت بعدة مكتبات في حلب سائلاً عن كتب عن الحزب وفقت في إحداها فاشتريت كتاب “سعادة والحزب القومي “الذي أصدرته مجلة الدنيا الدمشقية، وعددين من سلسلة النظام الجديد وكلها مقالات بقلم أنطون سعادة.
أثناء وجودي في القرية قرأت الكتب الثلاث وأخذت أهداف الحزب ومبادئه تتضح أمامي ووجدتني أقبلها دون تحفظ، مما جعلني أصمم على الانتماء للحزب فور عودتي إلى حلب
زارني من أهل القرية كبير في السن فتناول كتاب عن طاولتي وسربه سروراً كبيراً. فسألته: هل تعرف الحزب؟ فتهللت وقضى ساعات وهو يحدثني عن نضاله ونضال الحزب ضد الاستعمار الفرنسي في المنطقة، وعن القمع الوحشي الذي مارسه الفرنسيون حيالهم وعن تحالف إلا قطاعيين، حتى رؤساء عشيرتهم، مع الاستعمار
سألت محدثي عن غيره ممن انتموا للحزب في المنطقة ولكنه لم يسم أحداً. اكتفى بالقول إنهم كثيرون ولكن النشاط توقف منذ مدة، فقد خفت الاتصالات بالمركز أثناء الحرب العالمية، وأثمر القمع الاستعماري وبلغ غايته فتوقف الكثيرون عن الحركة
زرت مركز القضاء حيث تعرفت على أساتذة المدرسة وبعض الموظفين. سألني أحدهم عما إذا كنت أنتمي لحزب ما فنفيت ذلك ولكني أعربت عن تأييدي للحزب السوري القومي الاجتماعي وعزمي على الانتماء إليه. فوجئت بأحد الحضور ينبري لمهاجمة الحزب وكيف أنه لا يجوز لي كمسلم أن أنتمي إليه لأن زعيمه مسيحي ولأنه ينادي بفصل الدين عن الدولة. تحاورنا طويلاً حول هذا الموضوع دون أن يقنع أي منا برأي الآخر المهم، علمت فيما بعد، أن صاحبنا هذا شيوعي، ورغم ذلك قامت بيني وبينه علاقة ودية دامت سنوات
راجعت العضو الذي زودني بكتاب التعاليم وأبلغته عزمي وكان برفقتي صديق آخر فرحب بنا ووعدنا بالسير في الإجراءات
جاءنا بطلبات الانتساب وأبلغنا أن الموافقة عليها في حلب شرط ضروري، يجري بعدها أداء القسم
طلب إلينا بعد أيام أن نرافقه إلى حلب، وهناك قابلنا رجل طويل القامة لطيف الحديث، جالسنا ساعة أو يزيد تحدثنا خلالها عن التعليم والوطن والعمل وموضوعات شتى. وخرجنا دون أن ندري أن ما جرى كان امتحان لنا.
أيام أخرى، ويأتينا العضو نفسه ليبلغنا قبولنا ويحدد لنا موعد القسم. مساءً في الثامنة، وحدد موعداً للقاء.
جاء في الموعد المحدد فرافقنا إلى خارج المضافة، وبعد أن ابتعدنا مسافة لا بأس بها شرح لنا المراسم وطلب إلى أحدنا الابتعاد أديت القسم ثم أدى صديقي القسم هو الآخر وكانت البداية….
الفرع الحزبي في مضافة النيرب مديرية باسم الشهيد سعيد العاص، ثم غير إلى فيصل ناصيف وهو طيار استشهد أثناء حرب 1948، يوم انتمائنا كانت تضم خمسة وعشرين عضواً معظمهم من الشباب المتصف بالأخلاق الحميدة والوعي والثقافة الحزبية الجيدة، ولكنها لم تخل من بعض من تقدمت بهم السن قليلاً. مذيع المديرية هو أكبر الأعضاء سنا ويمتاز بقدرة هائلة على الحفظ فما أن توجه له سؤال حتى يسرد لك كل ما قاله سعادة حول الموضوع
اجتماعنا الأول عرفنا على أغلب الأعضاء ومن بينهم ذاك الذي وعد ولم يف، وقد اقتصر الحديث على عقيدة الحزب ومبادئه ومواقف الزعيم وترديد الجمل المأثورة عنه وهي كثيرة
لقاؤنا الأول مع منفذ عام حلب كان مؤثراً في نفوسنا، فالرجل قوي الشخصية، ثابت النبرات، يوحي بالثقة والارتياح.
ذكر لي اسم عضو في قرية قريبة من مركز عملي وطلب إلى الاتصال به.
إثر عودتي إلى القرية تكررت لقاءاتي مع مجموعة المدرسين والموظفين في مركز القضاء، وتكررت معها الحوارات السياسية التي أقنعتني بأني لا أعرف عن الحزب إلا القليل مما اضطرني إلى مزيد من الدراسة المتعمقة، كما شعرت بضرورة الإلمام بعقائد ومبادئ الآخرين وبدأت دراسات لم تنته حتى يومنا هذا
أثناء زيارة لمركز القضاء علمت بمقتل رياض الصلح على يد مجموعة من أعضاء الحزب، وتوقع الشيوعي إياه أن يتنصل الحزب من الحدث وتوقعت العكس وفي اليوم التالي جاء الجيل الجديد معلنه النبأ بالخط العريض الأحمر، وطريق روايتها له تؤكد تبنيه.
تعليقات الصحف الأخرى تراوحت بين التحفظ والاستنكار، وكذلك كانت تعليقات مجموعة مركز القضاء وقد أخذت ميولهم السياسية تنكشف وإذا بها تضم مختلف التيارات والاتجاهات
بانتهاء العام الدراسي عدت إلى حلب وبت أحضر اجتماعات المديرية بانتظام واقضي معظم أوقاتي مع الأعضاء في لقاءات بالمقهى أو الشارع أو سهرات في المنازل.
الموظفون ممنوعون رسمياً من القيام بأي نشاط سياسي ولكني رأيت الكثيرين منهم لا يبالون بالأمر فلم أبال أنا الآخر.
علم والدي بأمر انتمائي للحزب من أحد الأعضاء الذي زاره خصيصاً على ما يبدو لإبلاغه. دخلت فوجدتهما يتحدثان فسلمت وجلست وإذا بأبي يسألني لم لم أحيي رفيقي بالتحية الرسمية؟ ولما استأذن الرفيق وانصرف عاتبني والدي لأني لم استشره في الأمر فأجبته بأني لم أفعل لأن الأمر يخصني ويتعلق بحياتي وقد صممت عليه ورجوته ألا يفسر الأمر على أنه عصيان أو تمرد فمقامه محفوظ وسلطته في البيت كاملة غير منقوصة. والدتي استهولت الأمر وولولت وذكرتني بما حصل مع (م. ع) الذي حكم بالسجن لمدة خمسة عشرة عاماً. ذكرت لها أن ليس الوحيد الذي حكم وأن غيره قد أعدم.
والدي كان متفهماً وأخبرني أن لاحظ مواظبتي على قراءة جريدة الحزب منذ مدة فتركني وشأني، إلا أن حياده هذا لم يدم طويلاً فقد أخذ يتحول تدريجياً إلى رضا فتأييد ومحاورة من بجالسهم من الكبار والرد على انتقاداتهم، ولم يثنه عن ذلك اضطهاد الحزب وملاحقة أعضائه عام 1955
النشاط السياسي أشبه بالحمى وحواراته لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد. الصراع بين العسكر والساسة شبه علني. قاد الشيشكلي انقلابا داخلياً في الأركان فأقصى الحناوي عن القيادة رعين أنور بنود رئيساً للأركان والشيشكلي نائباً له. الهمس يقول إن الشيشكلي عضو في الحزب فكيف يفرض الحوراني وزيراً للدفاع في كل وزارة؟!! حقيقة الأمر أننا لم نكن يومذاك لنهتم بالمواقف السياسية أو حتى نسأل عنها إلا نادراً فقد كان همنا مركزاً على دراسة العقيدة وحياة الزعيم، وقد باشر المركز في طبع سلسلة من الكتب تحت اسم “النظام الجديد “وكنا ننتظرها بفارغ الصبر ونتلقفها بلهفة. الاجتماعات الرسمية طقس روتيني رتيب ورغم ذلك كنا نقبل على حضوره بشغف. راقت لي الأشكال النظامية كغيري وأثر في نفسي هذا الجو الحميم الذي يسود علاقة الأعضاء ببعضهم وانسجمت فيه شاعراً بمحبة رفقائي وقادتهم.
بلغنا أن الاجتماعات ستعقد في حلب، أما السبب فهو إصرار ضابط الأمن رئيس شعبة فلسطين في مديرية الأمن العام على ذلك، لأن اللاجئين، برأيه، لا يحق حد لهم الانتساب لأحزاب سياسية لذا فاجتماعاتهم غير مشروعة. ذكر لنا المنفذ العام (ن. خ) نبذة من الحوار الذي أجراه مع الضابط الهمام فاذا بمفاهيم على قدر كبير من الغرابة فهو يعتقد أن أبناء فلسطين لا يحميهم دستور البلاد ولذلك فهو حر في التصرف معهم حتى لو صب عليهم الكاز وحرقهم لما حاسبه أحد، إلا أن المنفذ العام توصل معه إلى حل وسط. سنلتقي مع هذا الضابط مرات عديدة لأن واظب على التحرش بنا وحاول مضايقتنا كلما ستحت له فرصة لذلك
الجو العام في مضافة النيرب مشجع في الغالب، والقوميون الاجتماعيون محترمون ومحبوبون من الغالبية والكل ينظر إليهم بعين الاحترام ويقدر ما يبدون من آراء، وهذا سهل نمو المديرية حتى بات البعض يعتقد أن الحزب اكتسح الجيل الطالع برمته رغم أن ذلك لم يكن صحيحاً من الناحية العددية. كنا نعلم بوجود مجموعة من الشيوعيين ونعرف جميع أفرادها الذين لم يزيدوا عن عدد أصابع اليدين. كانوا يمارسون نشاطا محدوداً جداً نلاحظه ولكننا لم نكن نعلم شيئاً عن اتصالاتهم في حلب. الأحزاب الأخرى لم تكن موجودة في المضافة ويوم أقام أكرم الحوراني مهرجانا لحزبه العربي الاشتراكي حض عدد من الشباب رغبة في سماع الحوراني الذي حارب في فلسطين. قلائل من الشباب كانوا متدينين إلا أن تنظيما للإخوان المسلمين لم ينشأ إلا فيما بعد.
أواخر عام 1950 قام الشيشكلي بانقلاب ثان وعين الضابط الكبير فوزي سلو رئيساً للدولة وتولى هو منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الأركان العامة ولم يشكل وزارة إذ اعتمد المديرين العامين الذين باتوا يمارسون صلاحيات الوزراء ويجتمعون برئاسته لمجلس وزراء
أثار انقلاب الشيشكلي حماساً لدى سكان المضافة فهم يعرفونه لأن معظمهم من المناطق التي كانت مسرحاً لنشاط عام 1948 في فلسطين، أما نحن فتريثنا بانتظار التعليمات التي جاءت سلبية في البدء.
دعينا إلى اجتماع عاجل وخطب فينا ناظر الإذاعة طالباً الكف عن تأييد الانقلاب ما لم تصدر أوامر صريحة بذلك وقبل أن تأتي الأوامر الصريحة دعينا إلى اجتماع آخر ترأسه المنفذ العام الذي أبلغنا أن الحكم الجديد سيصدر قراراً بحل الأحزاب لذا فان العمل سيتحول سرياً وشدد على ضرورة التقيد بالتعليمات وعدم الاندفاع في تصرفات قد تخالف خطة الحزب السياسية. خرجنا من الاجتماع وقبل أن نصل بيوتنا سمعنا قرار حل الأحزاب من الراديو فبدأت رحلة العمل السري.
علاقة الحزب بنظام الشيشكلي بعثت الحيرة في نفوسنا، لأن عميد الإذاعة كان قد صرح قبيل الانقلاب أن الحزب يؤيد استمرار المسيرة الديمقراطية في البلاد ولا يرى ضرورة للقيام بانقلاب عسكري، وهو – أي الحزب – لا يؤيد هكذا انقلاب إذا حدث، واليوم يتهامس القوميون الاجتماعيون بأن النظام منا ولنا ويصبون غضيهم على الأحزاب التقليدية ويكيلون لها شتى الاتهامات. تابعت خطابات الشيشكلي فلم أر فيها ما يدعو إلى تأبيده فقد كانت في فحواها انشائية بلاغية، تدغدغ عواطف الجميع دون استثناء.
وردت تعليمات بتأبيد النظام. تملكني العجب فالرجل لم يتغير. صرحت بهذا فلقيت اللوم والتأنيب، وفي حوار مع ناموس المنفذية. لم أقنع فحسم الموضوع بالسلطة النظامية مؤكداً ضرورة التزامي بالتعليمات حتى ولو لم أقنع بها، وهكذا كان.
أقام الشيشكلي مهرجانا في حلب حضره مئات الألوف، وبعض الصحف قدرت الحضور بما يزيد على المليون نسمة، خطابه كان أطول من المعتاد ولكنه كاي من خطاباته لا لون له، حتى أن أي حزبي يستطيع القول إن الرجل قريب منا. شرحت ذلك لبعض المسؤولين فكان ردهم أن لا بأس في ذلك فالخطاب سياسي في طبيعته ولا ضرورة للتريث.
المهم، رتبنا أمورنا على أساس العمل سراً فاستبعدنا من التنظيم عدداً ممن نشك بقدرتهم على الانضباط وحفظ الأسرار وقسمت المديرية إلى حلقات تضم كل واحدة منها خمسة أعضاء وحددت للحلقات مواعيد للاجتماعات. وطريقة للاطلاع على البريد الحزبي، وسارت الأمور سيرها المعتاد