جلجلة غزة

عندما تمطر السحبُ شظايا 

تهوي فوق الرؤوس.. 

وتشتعل الأرض صراخا 

تفتح ذراعيها السماء 

تستقبل الأرواح .. عِناقا

وتغرق الأرض بالأشلاء 

تثور كـبركانٍ فاضَ 

دماءَ..

تضيع بين الحنايا 

أحلام صغيرة 

وتتعلق فوق حائط النسيان 

ذكريات الطفولة المقتولة 

تنصبُّ العبرات نارًا 

تُلهبُ الوجنات 

تذيب القلوب… 

وما بين الأصوات 

والأنّاتِ…

 أم تنادي.. 

أبٌ يصرخ أين أولادي؟ 

صوت الخوفِ 

يعلو كلَّ الأصواتِ

السماء مزروعة بارودًا …نارا 

وأرواح الأطفال تغمر حضن السماء

علا صوتُ الحزن يمزق الأوصال..

والأعراب فوق الجثث… 

يرقصون

حتمًا بعد التفرّغ… 

حلًّا سيجدون

اجتمع الأعراب..  

يبحثون… 

بين ضمائرهم الميتة… 

ماذا يعثرون؟!

يا إلهي !!

الصهاينة يتألمون..

ترتفع الأيدي …

سنجد حلًّا في الحالِ.. 

فليرحل..

أبناء الزيتون …

من أرضٍ الأجداد يُنزعون!! 

تضحكُ السّماء..

تزمجرُ الأرض..

يا مهزلةَ التاريخ

وخزيها..

إنّكم تتوهّمون..

لن يُزرع الزيتون في الصحراء 

ما دام الدمُ يسقي العروق 

لن يتناثر أبناء الأرض 

ما دام الأبناء  من رحم الموت 

يولدون…

لن يُبَدَّلَ التراب مادامت 

الأذرع المقطوعة تثور .. 

تقاتل… تصنع الأمجاد..

تُطهّر راية العرب.. 

من رجس الأوغاد

مادامتِ القبضات..

 تعانق الأحجار ..

تصنعُ الإنتصار

ناديا قاسم عطوي