الى حكومات الكيانات السورية

الى حكومات الكيانات السورية

إنّ الولايات المتحدة الامريكانية وحلفاءها اليهود وغالبية الدول الغربية توسٍع وتضغط بواسطة نشاطها الحربي والدبلوماسي الدموي في كلّ اتجاه وتحمل أطماع استعماريّة ودعوة يهوديّة وتعقد لذلك الاجتماعات الثنائية والجماعية في المنطقة والعالم، واستنفرت كل وسائل الدعاية لديها لتسويق الدعوة المؤسسة على محاربة الإرهاب وإنهاء حماس وكلّ فصائل المقاومة، وإقامة سلطة جديدة في غزّة لا وجود لحماس ولا لأي فصيل مقاوم فيها، وأن تكون تلك السلطة بإدارة أميركيّة أوروبيّة عسكريّة، أو بإدارة يهوديّة مباشرة، أو في ألطف الوجوه إقامة سلطة من بعض الفلسطينيّين شرط أن تكون تابعة للإدارة اليهوديّة بالكليّة. فالدّول الغربيّة وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركيّة كتلة متراصة ولها أهداف لا تخفيها، ورأس أهدافها ضرب المقاومة في بلادنا ومنطقتنا، والإمساك بقبضة حديديّة بمنطقتنا العربيّة عمومًا، والسيطرة على أمّتنا السوريّة بوجه الخصوص، وقد باشرت العمل في أمّتنا منذ وقت طويل عبر مزيد من تفتيت المفتت، وزرع الخصومات الدينيّة والمذهبيّة والكيانيّة بين أبناء شعبنا السوري، والإجهاز على كلّ حركة مقاومة للاستعمار الأميركي الغربي والتوسّع اليهودي المحتلّ، والوجه الحديث يتمثّل في هذة الوحشيّة الحاقدة المجرمة التي تمارس في غزّة وكلّ فلسطين وفي عموم سورية من قتل كلّ كائن حي وهدم وتدمير كل بيت ومنشأة وإحراق كلّ زرع ونبت بالسلاح الأميركي الغربي وبمساندتهم، وهذا دليل واضح أنّهم مصممون على جعل بلادنا خاضعة لهم سواء المؤسسات الحكوميّة أو المؤسسات الأهليّة.
أمام هذا المشهد العدواني الدموي المجرم علينا واجب أن نواجه هذا الحلف الكبير الموحّد الممتدّ من الولايات المتحدة الأميركيّة وصولًا إلى الدول الغربيّة الملحقة بها برصّ صفوفنا كأمّة سوريّة أوّلًا وكعالم عربي ثانيًا، لأنّ أهداف المستعمر لا تقف في غزّة أو فلسطين فقط بل تطال لبنان والشام والعراق والأردن وبقيّة العالم العربي وبالتالي إيران الصديقة لحركات التّحرّر في بلادنا ومنطقتنا، وإزاء هذه الهجمة الوحشيّة المطلوب من شعبنا في كلّ الأمّة السوريّة أن يعي المخاطر التي تستهدفه وعلى حكومات بلادنا أن تنظر إلى هذه الوحشيّة ولا تتركها بسلام ولو حاولت هذه الحكومات تحييد نفسها. فالمطلوب أن ترمي الحكومات السورية خلفها كلّ الخلافات والعنعنات السخيفة وان تدعو بعضها البعض إلى اجتماع استثنائي لكي تضع خطة واضحة جلية واحدة لمواجهة هذة الهجمة ،وتاليًا أن تعقد اجتماعات طارئة مع حكومات البلدان العربية الأخرى لتدرس معها كيفيّة مساعدتنا في تظهير الموقف الموحّد تجاه ما يحصل في فلسطين، وأن تنسّق مع الحليفة والصديقة الأولى إيران حول مواجهة الغطرسة الأميركيّة وحلفائها، وأن تتّصل بكلّ الدول الصديقة بالعالم الرافضة للعدوان على حقنا في فلسطين بدأً من الدول الشرقية وليس انتهاءً في دول أميركا الجنوبية.

وهذا يتطلب خليّة أزمة من الكيانات السورية وليس على مستوى الوزراء بل على مستوى رؤوساء هذه الكيانات، وأن تضع لنفسها أهداف لتفرضها بالدبلوماسيّة، أو تدافع عن هذه الأهداف حربيًّا، واولى هذه الأهداف وقف حرب الابادة الحارقة في فلسطين، وإمداد كل سبل الحياة للشعب الفلسطيني وحماية شعلة المقاومة المتمثّلة اليوم في حماس وكافة فصائل المقاومة الأخرى سواء في فلسطين أو الكيانات الأخرى، ودعم المقاومة وكلّ أسباب الصمود العسكري، وسحب الأساطيل من أمام شواطئنا وبحرنا، كما التّأكيد أنّ كامل فلسطين حقّ سوري لا يمكن التنازل عنه.
وأيضًا مقارعة الدعاية اليهوديّة والاستعماريّة بكلّ العالم، وإقامة لوبي سوري عربي وكل صديق لشرح حقوقنا في فلسطين لكل القوى الشعبية الحيّة بالعالم خصوصًا الولايات المتّحدة الأميركيّة وأوروبا.
كما وطرد سفراء وممثلي الكيان العدو المحتل، ومقاطعة الصناعات الأميركيّة والأوروبيّة، والطلب من العرب إيقاف تدفّق النفط والغاز إلى مصانع وبيوت قاتلينا.
وإن عجزت حكومات كيانات الأمّة عن القيام بذلك، على كل المؤسّسات الأهليّة في بلادنا، إضافة إلى كل فصائل المقاومة على قدر إمكانياتها، أن تتداعى إلى مؤتمر عام للاتحاد في جبهة واحدة كما هو متحد العدو الأميركي – الغربي اليهودي، وأن تشّكل هذه الجبهة قيادة سياسيّة وعسكريّة واجتماعيّة وإعلاميّة واحدة لتحقيق أهدافنا التي عجزت القيام بها حكومات ورؤساء بلادنا. لا يمكن ردع هذا العدو المجرم إلّا باللغة الذي يجيدها وهي النار بالنار حتى تتطهّر أرضنا ومياه بحرنا من رجسهم الخبيث.
ليعلم العدو اليهودي المحتل ومن ورائه من دول وأساطيل أنّ المقاومة لن تسقط ولن تهزم في فلسطين ولا في الأمّة، وأنّ العدوّ لن يحقّق أهدافه في أي منطقة من بلادنا لأنّ شعلة الحريّة متّقدة في نفس شعبنا، ولأنّ السوري يعرف الحق والحقيقة ومبتدع قيمة العزة والكرامة ومنذ زمن طويل تمرّس بالواجب، واجب التضحية والفداء
وسيشهد العالم أعظم انتصار.

ناموس المجلس الاعلى