“دماء غزة تنتصر، وكيان العدو يحتضر”

“دماء غزة تنتصر، وكيان العدو يحتضر”

            لم تكن هذه الجولة كسابقاتها، إن لجهة المبادرة وأخذ القرار أو لجهة القدرة والكفاءة والشجاعة، وما بينهما من إعداد وتخطيط وتدريب ورصد وتجهيز وتنسيق… كل شيء كان مميزا وفوق التوقعات… لا بل الأحلام.

            النتيجة حسمت، ومنذ السابع من تشرين الأول، رأس التقويم الحديث، لمصلحة شعبنا ومقاومته الباسلة، وبنسبة حاسمة لا تقبل الشك أو الجدل، ومهما كانت قساوة الأثمان أو التضحيات الحالية واللاحقة، والتي تتركز على أهلنا في غزة، على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هؤلاء الذين يشكلون الحاضنة الشعبية للمقاومة ومنبع أصالتها وقوتها وإرادتها الحرة. هؤلاء الأحبة الذين ما بخلوا يوما على فلسطين وقضيتها، فقدموا كل شيء، أرزاقهم ودماءهم وأرواحهم فداء لقضية تساوي وجودهم.

            قد تصل وحشية وبربرية الأعداء لتنال من حياة وأرزاق مئات الألوف من أهلنا وأطفالنا، لكنها لن تنال من عزيمة وإرادة المقاومين الأبطال وحاضنتهم الشعبية التي ترحب بالاستشهاد في سبيل الحياة الحرة الكريمة.

            لهذا نستطيع أن نؤكد أن نتيجة هذه الجولة من الصراع قد حسمت بالكامل لمصلحة المقاومة وأهل غزة وشعبنا في فلسطين وكل الأحرار في أمتنا والعالم. لا بل نستطيع أن نضيف بكل ثقة وفخر واعتزاز أن إنجاز وإعجاز المقاومين الذي تحقق ذلك اليوم المجيد، 7 ت1، يمكن له أن يضاعف ويفاقم تداعياته لدرجة عظيمة قد تلامس تحقيق النصر الكلي والتحرير النهائي لكامل تراب فلسطين، فيما لو قدر لبقية أبناء شعبنا أن يتمثلوا بأبطال غزة وعائلات غزة، ملائكة الأرض والزمان.

            إنها اللحظة التاريخية، إنها الفرصة الحقيقية، التي إذا تلقفها شعبنا وقواه الوطنية الحية، وانخرطوا جميعا في هذه المعركة المشرفة، قد تتراءى لنا قمم وإنجازات جديدة كانت في الماضي مجرد أحلام.

            قد تطول وتتوسع هذه الحرب، وقد نشاهد قصفا ودمارا أفظع، وقد نقدم شهداء وتضحيات أكثر، لكننا بالتأكيد سوف نوفر خسائر أكبر، ونوفر مزيدا من الإحتلال والقهر والغطرسة والحصار والقتل والتدمير والمجازر والإبادة نتيجة بقاء هذا الكيان الإرهابي الغاصب جاسما على أرضنا ومغتصبا لثرواتنا ومهددا لمصير ووجود وحياة من تبقى من بنات وأبناء شعبنا العظيم.

            إننا ندين في هذه الأيام المجيدة والعابقة بالحرية والعز والكرامة والمجد والإباء لكل مواطن حر وعزيز وغالي في غزة العظيمة، للأطفال وأهاليهم، للشهداء، للأسرى، للجرحى، للأبطال، للمقاومين، للقادة، لعقولهم، لسواعدهم، لصدورهم، لحناجرهم… بل لأقدامهم المقدسة.

27 كانون الأول 2023

عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي

الأمين خضر سليم