مانشستر يونايتد، حين تابت الشياطين الحمر

مانشستر يونايتد، حين تابت الشياطين الحمر

قد تكون كلمة “معاناة” هي الأنسب لوصف حال مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة، فبطولة الدوري الممتاز غائبة منذ عشرة مواسم، وآخر لقب دوري أبطال حقّقه النادي يعود لموسم 2007 / 2008، أمّا لقب الدوري الأوروبي وألقاب الكؤوس المحليّة فهي غير كافية بنظر جماهير اعتادت على أن يكون ناديها من أنجح الأنديّة محلّيًا، وأبرز الأندية المنافسة على الألقاب أوروبيًّا.

بعد انقضاء ستّ جولات من الدوري الممتاز يحتلّ اليونايتد المركز التاسع برصيد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات وثلاث هزائم، وفي الجولة الأولى من دوري الأبطال، مُنيَ النادي الإنجليزي بهزيمة ضدّ بايرن ميونخ.

فما هي المشاكل التي تعصف بمانشستر يونايتد، وما هي أسبابها؟

يعاني اليونايتد من مشاكل في جميع خطوطه، فالهجوم متهوّر والوسط غير مترابط والدّفاع مفكّك.هجوميًّا، أصبح الفريق يعتمد على الهجمات المرتدّة ولكن بشكل عشوائيّ، فاللاعبون لا يمكنهم السيطرة على الكرة، لذلك يجدون صعوبة في فرض إيقاع واتجاه المباريات. وما غياب القائد في أرض الملعب إلّا نقطة ضعف أخرى في الفريق، خاصّة لناحية توجيه العناصر فوق أرضيّة الميدان.

أمّا خطّ الوسط فهو لا يتمتّع باللياقة المطلوبة لنادٍ كبير في إنجلترا، مانشستر يونايتد يشارك في الدوري المحلّي، بطولة دوري أبطال أوروبا وبطولتي الكأس المحلّيتين، لذلك هو بحاجة للاعبين رياضيّين يتمتّعون بلياقة عالية، وهذا الأمر مفقود في النادي. وهذا الضعف يجعل من التفوّق على خطّ وسط مانشستر يونايتد أمرًا سهلًا على الخصوم، وقد كان ذلك واضحًا خلال مباريات الفريق هذا الموسم، الأمر الذي يشكّل ضغطًا كبيرًا على خطّ الدفاع أيضًا.

إن كان الشياطين الحمر يعانون من مشاكل في جميع الخطوط، لكنّ الضعف الأكبر يكمن في خطّ الدّفاع، إذ أنّ شباك اليونايتد تلقّت حتى الجولة السادسة عشرة أهداف، وغيرها أربعة في مباراة دوري الأبطال ضد البايرن. وإن كان حارس المرمى أونانا، والذي يُعتبر حتّى اللحظة كارثي في الدفاع عن شباك اليونايتد، قد اعترف بعد الهزيمة أمام بايرن أنّه لم يكن جيًّدا بما فيه الكفاية، لكن في الواقع فإنّ لاعبي الدفاع فشلوا في تشكيل وحدة دفاعية ناجحة وجيّدة. وقد زاد غياب الفرنسي فاران من التعقيدات في الدّفاع، فهو لاعب مؤثّر لما يمتلكه من حس القيادة والذي يفتقر إليه باقي اللاعبين. ما يحدث في الخط الخلفي كارثيّ، وقد تلقى الفريق أربعة عشر هدفًا في ستّ مباريات فقط، إذ دخل شباكه هدفان من توتنهام ومثلهما من نوتنغهام وثلاثة أهداف من أرسنال ثمّ من برايتون وأربعة من بايرن ميونخ، وما تلقّي هذا الكمّ الكبير من الأهداف في كلّ مباراة إلّا دليل على عدم قدرة اليونايتد على التّعافي وحلّ مشاكله وأنّ المعاناة مستمرّة طوال التسعين دقيقة، ومباراة بعد مباراة.

يمرّ النادي الإنجليزي بفترة من عدم الاستقرار حتّى على الصعيد الإداري، مع كلّ المشاكل المحيطة بعمليّة نقل ملكيّة الفريق، ولكن يجب تحييد اللاعبين عن كلّ هذه الأجواء. إلّا أنّ أوّل ما يجب الحديث عنه هو قدرة إريك تين هاغ على إخراج مانشستر يونايتد من وضعه الحالي، فبحسب سير الأمور لا يبدو أنّ المدرّب الهولندي قادر على حلّ المشاكل الّتي تعصف بفريقه، وقد أتت الإصابات العديدة لتزيد من صعوبة مهمّته، ولكن ربّما آن أوان أن تطرح الإدارة السؤال عمّا إذا كان تين هاغ هو الرّجل المناسب لليونايتد، ليس تقليلًا من قيمته كمدرّب، لكن الفترة الّتي يمرّ بها الشياطين الحمر تتطلّب مدرّب بحنكة شيطانيّة لإخراج الفريق من “معاناته”.