فانتازي الدوري الإنجليزي الممتاز، حين يصبح المشجع مدربًّا

أكبر أحلام عشّاق كرة القدم أن ينخرطوا في عالم هذه الرياضة، معشوقة الجماهير الأولى، حلمٌ قد يبدو من المستحيل تحقيقه، وإذ انخرط البعض في عالم المراهنات لاختبار قدرته على قراءة الفرق وتوقّع سَير المباريات، وجد آخرون طريقة أخرى لتحقيق شغفهم، دون التّورّط بدفع المبالغ الخياليّة وتكبّد الخسائر التي قد لا تعوّض.
الحديث هنا عن لعبة (فانتازي الدوري الإنجليزي الممتاز)، والّتي تتيح لكلّ مشترك بها أن يبني فريقه الخاص من لاعبي الدّوري الممتاز، ومنافسة مشتركين آخرين ضمن دوريات وكؤوس.
اللعبة بسيطة، الإشتراك بها مجاني، فبمجرّد تثبيت الحساب تمنحك اللعبة مبلغًا وهميًّا قيمته 100 مليون جنيه استرليني لاختيار 15 لاعبًا، موزعين بين حارسَي مرمى وخمسة لاعبين في خط الدفاع وخمسة في خط الوسط وثلاثة مهاجمين، وتختلف أسعار اللاعبين بحسب مستواهم، فمثلًا تبلغ قيمة مهاجم مانشستر سيتي ايرلينغ هالاند 14 مليون، ومحمد صلاح لاعب وسط ليفربول 12.5 مليون، وتنخفض القيمة مع تراجع مستوى اللاعب، مع العلم أنّه لا يمكن لصاحب الحساب اختيار أكثر من ثلاثة لاعبين من فريق واحدٍ، ثمّ عليه اختيار قائد الفريق، قبل خلق أو الانخراط في دوريات ومنافسة أصدقائه، كما يتنافس مع المشتركين من بلده ومشجعي النادي الإنجليزي الذي يختاره، كما أنّ اللعبة تتيح تبديلًا واحدًا كلّ أسبوع، مع بعض الامتيازات مثل مضاعفة النقاط، أو إجراء تبديلات لا محدودة لمرّات محدّدة، ويتمّ احتساب النقاط بحسب أداء اللاعبين الذين اختارهم في مباراة كلّ أسبوع في الدوري الفعلي على أرض الواقع، فللهدف نقاطه، وللتمريرة الحاسمة كذلك، وللشباك النظيفة أيضًا، لكن في حال تسبّب اللاعب بهدف عكسي أو تلقى المدافع أو حارس المرمى هدفًا فسيتمّ خصم النقاط.
يعتبر عشّاق كرة القدم بشكل عام، ومتابعي الدوري الإنجليزي لعبة الفانتازي طريقهم نحو دخول عالم كرة القدم وتقييم اللاعبين وحتّى اكتشاف مواهب جديدة، فهي قد غيّرت طريقة متابعة كرة القدم بشكل جذري، إذ عزّزت من دخول المشجّعين إلى عالم هذه الرياضة، وحتّى اختبار شعور المدرّبين إلى حدّ ما، فحين يختار المشترك عناصر فريقه لا يتبع فقط عواطفه، بل عليه قراءة أفكار المدربين وتحليل طبيعة مباريات كلّ أسبوع ليدرك مَن مِنَ اللاعبين سيشارك ومن سيجلس على الدّكّة.
ممّا لا شكّ فيه أنّ لعبة الفانتازي قد أحدثت تغييرات كبيرة في عالم الرياضة، وزادت من رغبة المشجّعين بمتابعة جميع مباريات الدّوري الممتاز، لمتابعة لاعبي فريق الفانتزي الخاص بهم، بعد أن كان أغلبهم لا يتابع سوى فريقه المفضّل والخصم ربّما، هذا الارتفاع بعدد المتابعين ينعكس إيجايًا على الأندية من ناحية الإيرادت أو حتى ازدياد عدد مشجّعيهم، وينعكس إيجابًا أيضًا على المتابعين لأنّهم لن يكتفوا بالمشاهدة بشكل آني فقط، بل ستمنحهم نظرة المحلّل وشعور المدرّب.
تجدر الإشارة إلى أنّ فكرة الفانتازي (أو الدّوري الوهمي) غير محصورة بالدّوري الإنجليزي الممتاز، فهناك فانتازي خاصّة بدوري أبطال أوروبا وبدوريات أوروبيّة أخرى، ولكنّ الأشهر والأكثر انتشارًا على الإطلاق هي الخاصّة بالدّوري الإنجليزي، ولكن الأروع بهذه اللعبة هي أنّها تتيح للمشجّع أن يصبح مدرّبًا، ويعيش حلمه، ولو لساعات قليلة.