الحاخامات هم معلمو الشريعة اليهودية، وهم الذين يصدرون الفتاوى، وقد ساهموا في تأسيس الفرق الدينية، المدارس الأهلية والأحزاب السياسية، كل هذا جعلهم المؤثرين الأقوى على الرأي العام، وعلى كل المسؤولين في “الدولة”، يُضاف إلى ذلك أنهم يستمدون قوتهم من نصوص تشريعية توراتية رفعت مكانتهم، وأحاطتهم بالقداسة والعصمة.
يتركز تواجد الحاخامات في الحاخامية الكبرى، ووزارة الشؤون الدينية، والأحزاب الدينية، والكيبوتس الديني، وينتشرون في المدن والمستوطنات، حيث أن لكل مدينة ومستوطنة حاخامها، كما أن للجيش حاخام، وهناك دار حاخامية لكل حزب ولكل طائفة، وهناك دار الحاخامية الكبرى التي تتكون من حاخامين كبيرين، الأول يمثل اليهود الغربيين "الأشكيناز" والثاني يمثل اليهود الشرقيين "السفارديم"، يُضاف إليهما خمسة أعضاء لكل فريق، يُنتخبون كل خمس سنوات، بالإضافة إلى حاخامات المدن الرئيسية.
ومن مهام الحاخامية تدريب القضاة في المحاكم الدينية، تفسير القوانين اليهودية وتطبيقها بما يتلاءم مع العصر الحالي، وتفويض السلطة.
لا تخضع الحاخامية للسلطات القضائية، وتسيطر العناصر الأرثوذكسية على دار الحاخامية، بيما اليهود المحافظون والإصلاحيون فهم غير مُمثَّلين فيها، أمّا الأصوليون الذين يرفضون فكرة "الدولة" فلا يعترفون بدار الحاخامية الرسمية.
يختلف الحاخامات في مرجعياتهم الدينية بشكل كبير، مما ساهم في توسيع الهوة بينهم، وصولاً إلى تبادل التهم بالحماقة والفسق والجنون والسرقة.
يلعب الحاخامات دوراً كبيراً في عالم المال والسياسة، فهم يملكون قوة تاثير كبرى في سير الانتخابات البرلمانية، وتشكيل الحكومات، واتخاذ القرارات داخل الأحزاب السياسية، حيث يستطيعون من خلال هذه الأحزاب التحكم بالقوانين التي تُطرح داخل الكنيست، وذلك من خلال فتاوى دينية يصدرونها في هذا المجال، وللحاخامات تأثير كبير على الجيش، حيث أن النسبة الأكبر من المجندين المتدينين يخضعون لأوامرهم، وفي حال تعارضت أي خطوة للحكومة مع رأي الحاخامات، فإنّ هؤلاء المجندين يلتزمون بتطبيق رأي حاخاماتهم، ولا يلتزمون بالأوامر العسكرية التي يتلقونها، إذا لم تكون موافقة لفتاوى الحاخامات الدينية.
يتنافس الحاخامات فيما بينهم بإصدار فتاوى متطرفة وعنصرية تجاه الفلسطينيين، وأبرز تلك الفتاوى، قتل جميع الفلسطينيين، صغاراً كانوا أو كباراَ ودون أي رحمة، وعدم التفريق بين الرجال والنساء والأطفال، فكلهم عدو وهم يشكلون خطراً على وجود "إسرائيل"، وهناك فتوى أخرى لا تُبيح فقط المس بالرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين، بل تدعو إلى قتل بهائمهم، وعلى وجوب قتل حتى الأطفال الرضع، بل بوجوب قتل غير اليهود، رجالاً أو نساءً أو أطفالاً، ضرورة اقتلاع أشجار الفلسطينيين، وتسميم الآبار التي يشربون منها، وسرقة محاصيلهم من الزيتون، كما أفتى البعض بتحريم جلوس اليهود مع الفلسطينيين على نفس الطاولة، وتناول اليهود الطعام والشراب معهم، والابتعاد عنهم وعدم التعامل معهم أو تشغيلهم، وأنّهم شرٌ مطلق، يضرون ولا ينفعون، وهم كالأفاعي السامة، يقتلون ويغدرون، ويؤذون ولا ينفعون، ويجب وضعهم في زجاجةٍ مغلقة، ليمنعوا شرهم، ويصدوا خطرهم، ثم ليموتوا خنقاً فيها، وصولاً إلى وصفهم بالصراصير التي يجب إبادتها، وأنّهم حمقى وأغبياء، كما أنه لا يجوز الموافقة على حصول الفلسطينيين الذين يعالجون في المستشفيات "الإسرائيلية" على الدم من اليهود لأنه لا يجوز المساواة بين الدم اليهودي وغير اليهودي.
ومن أبرز الفتاوى التي تظهر مدى العنصرية ووهم التفوق لديهم، هي ما أفتى به الحاخام "أليعزر كشتئيل"، أنّ السادة هم اليهود والعبيد هم العرب، والأفضل لهم أن يكونوا عبيداً لليهود، فهم شعوب لديها خلل وراثي، فالعربي يُحب أن يكون تحت الاحتلال، فهم لا يستطيعون إدارة الدول، وغير قادرين على فعل أي شيء نحن نؤمن بنظرية التفوق العرقي.