القومي يحيي ذكرى الثامن من تموز في النبطية

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي، ذكرى الثامن من تموز، باحتفال أقامه في مدينة النبطية، حضره رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التل، عدد من أعضاء المجلس الأعلى ومجلس العُمد، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” الحاج محمد رعد، عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي، رئيس لجنة التربية النيابية النائب حسن مراد مُمَثًلاً بالسيد أحمد حسن، إضافة إلى عدد من مسؤولي حزب الله وحركة أمل، و وممثلون عن الأحزاب الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية، كما حضر وفد من مشايخ منطقة حاصبيا، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، وممثلون عن عدد من الجمعيات والأندية، وشخصيات وفاعليات المنطقة.

افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ووقف الحضور دقيقة صمت عن أرواح شهداء تموز وشهداء المقاومة في لبنان وفلسطين.

كلمة حركة أمل ألقاها النائب هاني قبيسي، قال فيها أننا نرى تكريساً للغة جديدة في موضوع التعامل مع النازحين السوريين، ونتعجب من قرار الاتحاد الأوروبي الذي دعا إلى تثبيتهم في لبنان ودول أخرى، ولا ننسى دور هذا الاتحاد في حياكة المؤامرة التي دمرت سورية وفككتها، ودوره في دعم الإرهاب، وقتل الشعب السوري وسرقة أمواله، ونحن نقول أن من سعى لتدمير سورية، وضرب استقرارها وقسّم مناطقها وشرّد أهلها هو المسؤول الأول والأخير عن واقع النازحين السوريين في لبنان، وعن إعادة الاستقرار إلى سورية، حتى تتعافى من مؤامرة شكلت مفصلاً تاريخياً في بلد أسّسه الراحل حافظ الأسد، وقاده، وقدم لأجله الشهداء، ونقول اليوم لهؤلاء كفاكم تآمراً على سورية ولبنان، وأضاف أنّه علينا أن نحافظ جميعاً على وحدتنا وقوتنا كما أرادها المقاومون، ولن نرضى بأن تُفرض علينا قرارات من الخارج، فلبنان دولة حرة مستقلة سيدة على أرضها رغم كل المؤامرات والمعاناة.

كلمة حزب الله ألقاها النائب محمد رعد، أكّد فيها أننا نتشارك مع رفقائنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي في الكثير من المساحات الرؤيوية، والكثير من مواقع النضال، والأداء والسلوك، لقد تشاركنا معهم في القيام بعبء المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني للبنان، ونطمح معهم لأن يكون لنا أمة قوية متماسكة عصية على الابتزاز، والارتهان لشروط الأجنبي، مستعمراً كان أو صاحب سلطة انتداب، كما نطمح إلى تحرير وطننا كل وطننا، ونطمح إلى إزالة العدوان عن فلسطيننا، من قِبل الكيان المؤقت الصهيوني، الذي لا يهدد وجودنا فحسب، بل يهدد موقعنا ودورنا، وأمننا واستقرارنا على امتداد مناطق وجودنا، وأضاف أنّه في ذكرى استشهاد الزعيم أنطون سعاده، نستحضر تلك الأمثولة، وهو يعتلي منصة الإعدام، وهو واثق أنه ذاهب إلى الموت، وواثق أن حزبه باقٍ، باقٍ يلتزم الرؤية القومية، التي تنهض ضد كل رؤية تجزيئية، وتنأى بالوطن والأمة عن الفيدراليات ونزعة التقسيم، التي تستهوي البعض في بلدنا ومنطقتنا، لتشكل خدمة للمشروع العدو الصهيوني، وأسياده الاستعماريين الذين يرون في  تجزئة المنطقة إضعافاً وتهيئةً للهزيمة، لهزيمة شعوب هذه المنطقة ولهزيمة دولها، وتابع رعد أن سورية ستبقى قوية ممانِعة تأخذ دورها في مواجهة الرؤية التجزيئية للمنطقة، والتي يمهد لها تطبيع هنا، وعلاقات دبلوماسية هناك، هذا الأمر يبقى يصب في خدمة  تقوية روح المقاومة ومشروعها للحفاظ على مناعة أمتنا وهويتها وعقيدتها، والحياة بنظر أنطون سعاده، ليست مجرد عيش، بل تعني العز والكرامة والإحساس بالوجود الإنساني المتحرر من كل مطامع المستعمرين والمستعبدين، والذين يريدون سوءاً وشراً بأمتنا وبمنطقتنا، على هذا الأساس نحن نفخر بشراكتنا مع أمثال الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي يحمل رؤية أنطون سعاده، ويحمل مصداقية أنطون سعاده، وسلوكه، ويتبنى ويلتزم شجاعته.

وتابع رعد أننا نتشارك مع الحزب القومي في كل محاور المواجهة لأعدائنا، الذين أمام صمودنا بدأوا يتداعون ويتساقطون، العدو اليهودي الصهيوني الغاصب لفلسطين، هو اليوم ليس كمثله منذ أربعين عاماً، مع تنامي وجود المقاومة، هذا العدو بدأ يعترف أنه كيان مؤقت، وأنه يتدرج في معارج النزول والسقوط والانهيار والزوال إن شاء الله، والذين يرغبون بالسيطرة على المنطقة من حولنا، بدأوا يغيّرون استراتيجياتهم، وينكفئون على الأقل عسكرياً، وينقلون قواعدهم العسكرية إلى مناطق أخرى، لأن هذه المنطقة قد سرت في شعوبها روح المقاومة، وباتت رؤيتها واضحة للعدو الذي يريد بها شراً، وملتزمة التحالف والتشاور مع الأصدقاء الذين يريدون مساعدتها ومساندتها، نحن في لبنان نكابد بعض المشكلات، لكن نفسَنا طويل، في الصبر على شركائنا في الوطن من أجل أن يصلوا إلى نفس القناعة، التي نحملها تجاه رئيس نريده، في أن يكون أميناً على إنجازات شعبنا المقاوم، ولا يطعن ظهر هذا الشعب، لا بإخلال سيادي، ولا بتواطؤ أو تقصير منهجي يفضي إلى هدر التضحيات التي حققت تلك الإنجازات، لدينا أدلتنا وحججنا القاطعة، التي من شأن أي لقاء حواري أن يقنع الآخرين بما نرتضيه ونطرحه من خيارات، لكننا لا نعلم إذا كان الإلهام سيسمح لشركائنا بأن يرتضوا سلوك الطريق الذي يفضي إلى استقرار البلد، وإلى الوصول لحل بأسرع وقت لمسألة الاستحقاق الرئاسي.

وفي ما خص قرار الاتحاد الأروبي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، قال رعد أننا نتشارك مع كل القوى الوطنية التي دأبت على إدانة العدوان على سورية، وأدركت مسبقاً الاستهدافات والتداعيات التي يمكن أن تنشأ عن ذلك العدوان، ومنها مسألة النازحين، ولئن أراد البعض في لبنان من التقسيميين أو المراهنين على الأجنبي لمساعدتهم في الوصول إلى السلطة اللبنانية، وتسلم مقاليد القرار فيها، فهم روجوا للنازحين، وخططوا ليكونوا لاجئين، وسوَّقوا وابتزوا في موضوع النازحين، من أجل أن يُخضعوا سورية والنهضويين في هذه المنطقة، الآن يستشعرون هم قبل غيرهم عبء ما فرّطت به أيديهم في هذا الموضوع، ولذلك أول الصراخ يصدر عنهم، ونحن لا يسعنا إلّا أن نقف في وجه أي قرار يمس سيادتنا، ويُعتبر تدخلاً في شؤوننا الداخلية والسيادية.


وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين ربيع بنات، كلمة الحزب، قال فيها أنّ الثامن من تموز، بكل مشاهده، من الاعتقال إلى السجن والمرافعة وعدمها، والرد، والرد على الرد، وحتى شرب القهوة، بكل مشاهده ملحمة، وجب علينا تشريحها والتمعن فيها لنفهم معنى الاقتداء، فقد كان يمكن لسعاده أن يتجنب موته المحتم، كان يمكنه أن يهادن حتّى لا يستشهد، كان من الممكن أن يحمّل القوميين مسؤولية إبقائِهِ حيّاً، لكنّ الزعيم القدوة، رفض إلّا أن يدفع حياته قرباناً على مذبح الفداء، غير آبهٍ برصاص ولا سجن، من غير أن يترك ميراثاً، بل ترك ثلاثة أقمار وأُمّهم، أنطون سعاده ليس رجلاً أسّسَ حزباً ورحل، فرحلت معه محاولات ضبط الفكر ضمن أُطُره الحركيّة، سعاده فكرةٌ قبل أن يكون رجلاً من لحم ودم، هو امتدادٌ لمفهوم الفداء الذي جسّدهُ أدون، إله الحب، والمسيح، والحُسين، بذل نفسَه في سبيل أن نقتدي، وفعلنا، حسناً فعلنا، بالدّليل الأمين البطل حبيب الشرتوني، والعميد الشهيد محمد سليم، ومَن بينهما، وغيرهما، وتابع بنات أنّ يوم الفداء، يوم سقت دماء سعاده مفهوم الزعامة، والأبُوة، والاقتداء، يوم صار الزّعيمُ معلماً، بكلِّ المقاييس، بمقاييس الوجود والخلود على حدٍّ سواء، هذا يوم يختصر معنى أن نردَّ الوديعة للأُمّة متى ما طلبتها.

أضاف أنّه في هذا الجنوب، شبان قاعدون على المسافة صفر من المحتل اليهودي، شبان ما عاصروا أنطون سعاده، لكن عجنَته في عقولهم مختمرة جاهزة، لهؤلاء مشروع تحرير، إن لم يشعر كلّ قومي اجتماعي أنّه معنيٌّ به، فاستشهادُ سعاده لم يفعل فيه، على كلّ قومي أن يسعى لأن يكون جزءاً من هذا المشروع، وعضواً فاعلاً فيه، ومقاتلاً في صفوفه، فالعمل هو التشريف لاستشهادِ سعاده، وما سواه اقوال لا تُحرِّر.

وتابع بنات : ولأننا في الجنوب، وبعد 17 عاماً، على حرب تموز، نقول بيقين لا يقين بعده، أن المقاومة لم تعد قوة دفاعية مهمتها حماية الأراضي المحررة فحسب، بل أصبحت  قوة هجومية تردع العدو، وتسعى لتحرير الأراضي المحتلة، ولا بد من التأكيد أن احتلال بلدة الغجر لن يمر كما يعتقد العدو، وأن سيادة أبناء شعبنا على كافة الأراضي المحتلة، هي أمر طبيعي لن تفرّط به المقاومة، كما ونذكّر العدو، أن مشهد عودة أبناء شعبِنا إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم، عند الساعةِ الثامنة من صباحِ يوم الرابع عشر من آب 2006، وقت الإعلان عن بدء سريانِ وقف إطلاق النار، هو مشهد سيتكرر قريباً، مع أبناء المناطقِ المحتلة، عند تحريرِها، فوحدة الساحات من فلسطين إلى الجولان ولبنان، هي عملية ستسرع الوصول إلى النتيجة الحتمية، التي لا نرى سواها، وهي عملية إخراج  الاحتلال من بلادنا، ومن الجنوب يجب التأكيد على أن تراكم القوة والخبرات لدى المقاومة، هو الرادع الوحيد للعدو، والذي منعه من مجرد التفكير بارتكاب أي عدوان على شعبنا، أو شن أي حرب ضده، فقوة المقاومة هذه محت صورة  الجيش الذي لا يقهر، وثبتت صورة جديدة مكانها، تتلخص بالقول " وجعلنا منه جيشاً مقهوراً"، وبناءً عليه لن نقف في موضع تحدي بعض أبناء شعبنا، ولكن ندعوهم بصدق أن يأتوا إلى طاولة حوار وطنية، بعيدة عن الرعايات والتوجيه الخارجي، من أجل تبديد الهواجس، للعبور إلى مرحلة أخرى عنوانها الاستقرار والخروج من الأزمة الاقتصادية، من هنا الدعوة لما هو أهم وأعمق من مسألة انتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية، الأهم اليوم بناء دولة المواطنة والمقاومة.