قترن اسم الفيراري بالفورمولا ون، حتى أصبح أحدهما مرادفًا للآخر، ولكن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا وأخطاء كارثية للفريق الإيطالي.
بعد إقالة ماتيا بينوتو من مركزه كمدير للفريق والتعاقد مع فريدريك فاسور من ألفا روميو، تفاءل عشاق الفريق الأكثر نجاحًا في رياضة السرعة خيرًا، لكنّ الموسم الحالي أثبت مرّة أخرى أنّ الطريق ما زال طويلًا أمام الفيراري لمنافسة الريد بول، الذي يسيطر عبر سائقه فيرستابن على عالم الفورمولا ون في المواسم الأخيرة.
مشكلة سيارة الفيراري لا تكمن في سرعتها، بل في الاستراتيجية وطريقة إدارة الأمور خلال السباقات، على الرغم من أنّ فاسبور قد وصل وفي نيته إنهاء فترة الجفاف التي يمرّ بها الفريق منذ ١٥ عامًا.
ولكن، وبعد مرور عشر جولات من بطولة هذا العام، يتربّع فيرستابن على عرش صدارة ترتيب السائقين برصيد ٢٥٥ نقطة وصعد إلى منصة التتويج في جميع السباقات، وخلفه زميله في الريد بول سيرجيو بيريز برصيد ١٥٦ نقطة، في حين يحتل سائق الفيراري كارلوس ساينز المركز الخامس برصيد ٨٣ نقطة فقط، ولم يصعد أي مرة إلى منصة التتويج، في حين يأتي زميله شارل لوكلير في المركز السابع وفي جعبته ٧٤ نقطة، وحقق في سباقين مركزًا أهّله للصعود إلى المنصة.
وبطبيعة الحال يحتل فريق ريد بول صدارة ترتيب الفرق برصيد ٤١١ نقطة أمّا الفيراري ففي المركز الرابع برصيد ١٥٧ نقطة.
كان التأكد من موثوقية السيارة لموسم ٢٠٢٣ المهمة الأهم لفيراري خلال فصل الشتاء، لأنها المشكلة الأكبر التي عانى منها الفريق الموسم الماضي، وهي مهمة بدوا واثقين من نجاحهم فيها مع اقتراب الموسم الجديد، لكن مع انطلاق الموسم، وبعد عدة جولات تبيّن أنّ الأمر أكثر تعقيدًا ممّا كان يبدو عليه، إذ انسحب لوكلير من السباق الافتتاحي في البحرين نتيجة لمشكلة في وحدة التحكم الإلكترونية الخاصة به، والتي تم تغييرها بالفعل قبل السباق، ونظرًا لأنه استخدم وحدتي التحكم الإلكترونيتين المسموح بهما طوال الموسم، فقد تعرض لعقوبة خصم عشرة مراكز في المملكة العربية السعودية، الجولة الثانية فقط من موسم من ٢٣ سباقًا لاستخدامه وحدة ثالثة، وقد تجلّى عدم يقين الفريق بشأن موثوقيته بشكل أكبر من خلال تزويد كل من لوكلير وزميله كارلوس ساينز بوحدات طاقة جديدة تمامًا لجائزة المملكة العربية السعودية.
بعد الموثوقية، كانت ثاني أكبر مشكلة لفيراري في العام الماضي هي استراتيجيتهم، حيث كلفت سلسلة من الأخطاء سائقيهما نقاطًا، وشهد المتابعون كوارث في إدارة الأمور، من إدخال السائقين معًا إلى منطقة الصيانة، واستخدام الإطارات الخاطئة، والخطأ والتأخير في تغيير الإطارات، والأمور ليست أفضل بكثير هذا الموسم، مع التأخير في إيصال المعلومات للسائقين خلال السباقات.
أمالٌ كثيرة عُقدت هذا الموسم، لكن خيبة الأمل كانت أكبر، فيراري تملك سائقين شابين يطمحان للكثير، والأهمّ أنّ علاقة جيّدة تربط بينهما، فهما زميلان يتعاونان لا يتنافسان، وقد جنّبا الفريق الكثير من المشاكل التي عاشتها فرق أخرى بسبب المنافسة بين سائقيها، ولكن آن أوان إجراء تغييرات جذرية وعلى مستويات عالية، فبقاء الفيراري بعيدة عن المنافسة في الفورمولا ون جريمة بحق تاريخ الفريق وبحق سائقيه وبحق مشجعيه.