أقل من شهرين وتنطلق بطولة كأس العالم في قطر، النسخة الشتوية الأولى من البطولة الأغلى والأكبر في عالم كرة القدم.
اثنين وثلاثون منتخبًا تتنافس لحصد اللقب، بينها ثمانية فقط سبق لها وأن توّجت بالذهب، منها ثلاثة أندية من قارة جنوب أميركا (الأوروغواي – البرازيل والأرجنتين) وخمسة من القارة الأوروبية (إيطاليا – ألمانيا – إنجلترا – فرنسا وإسبانيا) ولا يبدو أن النسخة الحادية والعشرين تعد ببطل من خارج القارتين.
فالتحليل الفني للمنتخبات ولاعبيها يمكن أن يقودنا لاستنتاج أبرز خمس مرشحة لحصد اللقلب:
- منتخب البرازيل
منتخب راقصي السامبا شهد تطورًا كبيرًا بأدائه في الفترة الأخيرة، ففي التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم لم يذق منتخب البرازيل طعم الخسارة وتمكن من الفوز بأربع عشرة مباراة من سبع عشرة خاضها.
تواجد لاعبين مثل نيمار، ريتشارلسون، ماركينيوس وغيرهم يعد بمزيج من المتعة والأداء العالي ينتج عنه منتخب قادر على المنافسة بشكل قوي على اللقب وبعودة قوية للبلد الأنجح في البطولة بعد أن غاب اللقب عنه لعشرين عام.
- مننخب الأرجنتين
هي بطولة كأس العالم الأخيرة لميسي، والذي فاز بكل الألقاب الجماعية والفردية الممكنة باستثناء الكأس القارية.
وبعد فوزه ببطولة كوبا أميركا الأخيرة عام ٢٠٢١ على غريمه البرازيلي أثبت منتخب الأرجنتين أنه أصبح يملك كل مقومات المنتخب المتكامل والمنافس، من تناغم بين العناصر إلى مدرب قادر على إخراج أفضل ما في لاعبيه، إلى لاعبين يقاتلون وفق مبدأ “الواحد للجميع والجمبع للواحد”.
الحديث كله يدور حول انصباب اهتمام ميسي على البطولة المقبلة واهتمامه بأدق التفاصيل وحتى بأداء ومستوى وحالة زملائه، واسمه وحده كافٍ لترشيح الأرجنتين للفوز بأي بطولة تشارك فيها.
- منتخب فرنسا
بطل النسخة السابقة من بطولة كأس العالم مرشح بقوة لتكرار إنجازه، فالمنتخب الفرنسي يمتلك عناصر شابة (متوسط الأعمار فيه يبلغ ٢٦ عامًا) وفي الوقت عينه صاحبة خبرة، وعلى رأسها مبابي، وهذه الميزات تجعل منه مرشحًا بارزًا للفوز باللقب، بالإضافة إلى تواجد ديدييه ديشامب كمدرب وهو الذي أثبت أنّه محنّك لناحية استغلال نقاط خضمه واللعب على نقاط قوّة لاعبيه. فعلى الرغم من غياب المتعة عن أداء منتخب الديوك لكن والحق يقال أنّه منتخب يعرف تمامًا مفاتيح الفوز بالمباريات.
- منتخب إنجلترا
مهد كرة القدم، إنجلترا، لم ينجح منتخبها بالفوز سوى بلقب واحد يوم كانت البطولة تجري على أرضها، وإن كان الإنجليز قد أطلقوا شعار “عائد إلى منزله” في النسخة السابقة، رافعين أمالهم بالفوز باللقب بعد التطور الكبير للمنتخب، فهم قد مٌنيوا بخيبة كبيرة بعد الخسارة في نصف النهائي ضد الوصيف كرواتيا ثم في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث ضد بلجيكا، وتكررت الخيبة في خسارة نهائي اليورو ضد إيطاليا، والتي لم ينجح منتخبها حتى بالتأهل لبطولة كأس العالم.
إلّا أنّ هذه الخيبات لم تقف عائقًا ضد المنتخب الذي ما زال يعمل على التطور واستغلال قدرات لاعبين كبار كهاري كاين وساكا وستيرلينع وغيرهم وهو سيدخل بطولة كأس العالم في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل كمرشح بارز للبطولة.
- منتخب إسبانيا
على الرغم من أنّه منتخب “حديث العهد” بين كبار كرة القدم، لكنّ منتخب مصارعي الثيران تمكن وفي مدة زمنية قصيرة من تحقيق ما عجزت عنه كبرى المنتخبات، فحين كان الإسبان وحتى العام ٢٠٠٨ لا يملكون سوى لقب قاري أوروبي يتيم حققوه عام ١٩٦٤، تمكنوا من الفوز بلقبي يورو متتاليين (٢٠٠٨ و٢٠١٢) وبينها لقب كأس عالم (٢٠١٠)، وإن كان المنتخب الإسباني قد شهد تراجعًا كبيرًا بعدها وتخبطًت واسعًا لجهة تغيبر المدربين إلّا أنه يعود عام ٢٠٢٢ كمنافس يحسب له حسابًا في المنافسة على اللقب وهو الذي يمتلك لاعبين شبانًا أثبتوا أنهم من طينة الكبار أمثال بيدري وغافي وفاتي، أضف إليهم أصحاب الخبرة ككوكي، وبوسكيتس وكارفخال وغيرهم.
الأكيد أن منتخب إسبانيا سيكون له حضور مميز في البطولة لكن يبقى الخوف الأكبر من صغر سن لاعبيه خاصة أن بطولات بحجم كأس العالم تحتاج لخبرة واسعة وثقة كبيرة.
وإن كانت هذه المنتخبات هي الأبرز للمنافسة في البطولة فلا يمكن أن ننسى المنتخب البلجيكي الذي أصبح في السنوات الأخيرة “الحصان الأسود” لأي بطولة يشارك فيها، وإن كان حتى الساعة عاجزًا عن تحقيق الألقاب، فهو قد حقق برونزية النسخة السابقة، وهو قادر دون أدنى شك على تعقيد مهمة أي منتخب يواجهه. كما لا بد من الحذر دائمًا من المنتخب الألماني، فالماكينات وعلى الرغم من تراجع الأداء وسوء النتائج في الآونة الأخيرة ولكن “لا أمان مع الألمان” القادرين على النهوض من الأزمات التي تعصف بهم والعودة من المجهول للمنافسة بجدية على الألقاب.
ريتا الصيّاح