السعودية تصفع أوروبا: نحو دوريات ستّ كبرى؟

السعودية تصفع أوروبا: نحو دوريات ستّ كبرى؟

يترقّب الاوروبيون باهتمام كبير ما سيقفل عليه الميركاتو السعودي في كرة القدم، حيث تقوم الاندية الكبيرة، وبدعم وتخطيط حكوميين واضحين، باغراء كبار اللاعبين من الصفين الاوّل والثاني من اندية انجلترا وايطاليا واسبانيا والمانيا وفرنسا للقدوم واللعب في صفوفها.

غاري نيفيل، لاعب المانشستر يونايتد والدولي الانجليزي السابق، طالب بإيقاف انتقالات اللاعبين مؤقتاً إلى الدوري السعودي، لكن كلامه لن يلقى اي اذان صاغية نظرًا لان القوانين المرعية الاجراء تتيح لاي كان التعاقد مع اللاعبين تحت سقف العقود الواضحة والشفافية المالية التي أدرجها الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن معاييره للعب النظيف.

وشهد يوم الجمعة الماضي انضمام روبن نيفيز قائد ولفرهامبتون البالغ من العمر 26 عاماً إلى الهلال مقابل 47 مليون جنيه إسترليني، وهي صفقة ستترك اثرًا كبيرًا في الجو الكروي العام، كون نيفيز في عز عطائه الكروي ولا يبحث عن نادٍ يتقاعد فيه كحالة اللاعب كريستيانو رونالدو الذي عرض نفسه على عدة اندية اوروبية قبل ان يحط به رحال البحث في النصر السعودي، المتواضع نسبةً لتاريخ نجم البرتغال التاريخي.

وكان رونالدو نفسه اول الحاضرين الى السعودية، ولحقه كريم بنزيمة، ونغولو كانتي، وكان ليونيل ميسي قريباً ايضًا من الدوري السعودي، قبل أن يقرر الانتقال إلى الولايات المتحدة الأميركية احترامًا لتاريخه.

وبحسب «بي بي سي» البريطانية فإن هذا الاستهداف يؤكد طموح الدوري السعودي في أن يكون أحد الخمسة الأوائل في العالم.

شتان ما بين الصيني والسعودي

وكان الدوري الصيني الممتاز قد جذب في فترة ما الانظار وكذلك اللاعبين، حيث دفع ميزانيات ضخمة لجذب لاعبين بارزين، مثل مهاجم مانشستر يونايتد السابق ومهاجم مانشستر سيتي، كارلوس تيفيز، لكن مستويات الإنفاق الصينية لم تستمر طويلًا. لكن، وبحسب الاعلام الرياضي البريطاني، فإن السعودية تبني دوريها على أسس أكثر صلابة من الصين الهاوية كرويًا.

وقال مصدر كبير في الدوري السعودي لـ«بي بي سي سبورت»: «الدوري لدينا راسخ منذ السبعينات، والأندية لديها قاعدة جماهيرية حقيقية تهتم بكرة القدم؛ مما يجعلها أصلية وليست مصطنعة».

وأكمل: «عندما حدث ذلك في الصين، لم يكن الأمر صراحةً من أموال الحكومة، كان الأمر يتعلق بتشجيع رواد الأعمال على القيام بأشياء، ثم توقف ذلك».

واستكمل: «هنا يكون التمويل أكثر أماناً وجزءاً من خطة طويلة الأجل، الأندية راسخة في المجتمعات السعودية، وكرة القدم في جميع أنحاء البلاد هي الرياضة الأولى».

وتحدث المصدر السعودي: «على الرغم من أن الدوري يضم عدداً لا بأس به من اللاعبين الأجانب، فإن النجوم الكبار هم مَن يحصلون على تغطية تلفزيونية عالمية، وبمجرد دخول رونالدو، بدأ الدوري يظهر في كل سوق رئيسية، ويحظى بهذا الاهتمام الفوري».

وأكمل: «الإعلان عن أن الأندية الأربعة الأولى مملوكة بنسبة 75 في المائة لصندوق الاستثمارات العامة بدلاً من الدولة، يحولها إلى شركة، ولا يتعلق الأمر فقط بجلب أفضل اللاعبين، بل يتعلق أيضاً بتغيير اقتصاد اللعبة هنا لتحقيق النجاح، عليه مزيد من القطاع الخاص وتطوير الأندية والشركات والعلامات التجارية».

وختم حديثه: «لقد أثبت انتقال رونالدو أنه يمكن أن يحدث تغيير. إنه شيء واحد سنقوله، سنوقع مع أفضل اللاعبين في العالم، ولكن أن يأتي شخص من مكانة رونالدو ويعيش في الرياض ويلعب كل مباراة، كان ذلك مفاجأة، وأظهرنا أنه يمكننا جلب أشخاص آخرين ليأتوا هنا».

وتضيف «بي بي سي»: «إن خسارة لاعبين رئيسيين ليست تجربة جديدة، فقد أغرت الصين ودوري كرة القدم الأميركي النجوم في الماضي، ومع ذلك فإن رحيل اللاعبين في بداياتهم مثل نيفيز هو مصدر قلق. إذا كان بإمكانه الحصول على الراتب الممتع الذي توقعه، فكيف تستجيب الأندية الأوروبية؟ حتى من بين العشرين الأوائل في (قائمة ديلويت للأثرياء)، فإن الصناديق ليست بلا حدود، ويجب الالتزام باللوائح المالية، إذا حاولت المنافسة لفترة طويلة، فسيؤثر ذلك مادياً في أكبر نفقات الأندية، وهي الرواتب. وماذا عن (دوري الأبطال)، إذ بدأ تفوقها بوصفها مسابقة للأندية يتقوّض بسبب غياب أكبر الأسماء في كرة القدم في العالم… فهل يمكن للأندية من خارج أوروبا أن تُمنح دخولاً؟».

وتتابع الشبكة البريطانية، في تقريرها حول الدوري السعودي، قائلة: «ألكسندر تسيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يرى الأمر بهذه الطريقة».

وقال لمحطة «إن أو إس» الهولندية: «إنها في الأساس خطأ لكرة القدم السعودية، عليهم الاستثمار في الأكاديميات، وإحضار مدربيهم، وتطوير لاعبيهم».

وأكمل: «نظام شراء اللاعبين الذين اقتربوا من نهاية مسيرتهم المهنية ليس هو النظام الذي يطوّر كرة القدم، لقد كان خطأ مشابهاً في الصين عندما جلبت أنديتها جميعاً لاعبين في نهاية مسيرتهم الرياضية».

وختم حديثه: «الأمر لا يتعلق بالمال فقط. اللاعبون يريدون الفوز بالمسابقات الكبرى، والمنافسة الأولى في أوروبا».أوروبا «صانعة الاحتكار»… تبكي منه وتفرد «بي بي سي» انتقاداً واضحاً لرأي تسيفرين قائلة: «الحقيقة هي أن الرئيس ظهر بشكل مقلق في التصريحات، ولكن عندما تأخذ الأندية الأوروبية بأموالها أفضل اللاعبين في البرازيل والأرجنتين، وتقوم بصرف أموال كبيرة هناك، فهذا أمر عادي وحق مشروع، لكن عندما قامت السعودية بمشروعها الرياضي الذي يعتمد على جلب اللاعبين من أوروبا يرتفع صوت المعارضة وشعار تدمير كرة القدم». لو عدنا تاريخياً، فقارة أوروبا هي مَن جعلت كرة القدم محتكَرة في مكان واحد، قبل 1995 كان كل فريق أوروبي يضم 3 لاعبين فقط من خارج البلد، بعد «قانون بوسمان» وفتح عدد اللاعبين من خارج البلد لكل فريق التهمت الأندية الأوروبية أفضل المواهب حول العالم، وتبدلت موازين القوى على مستوى الأندية لمصلحة الأوروبيين.

فهل ستنجح السعودية في ضرب السوق الكروي الاوروبي، وهل ستستطيع اوروبا الراسخة تحت ازمة مالية قاسية ان نقف في وجه تنّين النفط القادم إلى كرة القدم بقوّة؟