الجولان يقاتل المحتلّ وطواحين هوائه

دخل أهل الجولان السّوريّ المُحتلّ في “هدنة” مع المُحتل بعد تصعيدهم بوجهه منعاً لإقامة مشروع مراوح الهواء الذي صادقت عليه حكومة العدو رسمياً أواخر عام 2020، بعدما أساء المحتلّ التّقدير معتقداً أنّه بالقوّة والفرض سيُمرّر مشروعه التّهديميّ.
صمود سوريّي الجولان وتصعيدهم بأطيافهم كافة بوجه المحتلّ دفع بمن هم على علاقة طيّبة مع المحتلّ الى المبادرة من دون التّنسيق معهم طلباً لتسوية أو هدنة، وبالفعل حقّقها موفّق طريف، مؤجّلاً عمل الاحتلال على مشروعه الى ما بعد عيد الأضحى.
مبادرة طريف، غير موافق عليها من قبل أهل الجولان، وفق ما أفاد مصدر داخلي من المنطقة لـ “صباح الخير-البناء”، فـ “موقف الأهالي كان القتال حتّى الرّمق الأخير، وحتّى لو أٌريقت الدّماء في سبيل الحفاظ على الأرض”.

لماذا يتمسّك أهل الجولان بأراضيهم الى هذا الحدّ؟

اعتمد سوريّو الجولان على الزراعة للاكتفاء الذاتي، وعدم الاحتكاك باليهود.الأهالي هناك، اعتمدوا سياسةً اقتصادية تؤمنّ معيشتهم بالحد الأدنى، من دون التخالط مع كيان الاحتلال، من خلال زراعة أراضيهم، خاصةً بالكرز والعنب والتفاح.
بالإضافة الى ذلك، هناك قرى كمجدل شمس، محاصرة من الشمال والشرق والغرب، بحقول الألغام، وخط وقف إطلاق النار، ومراكز الاحتلال الإسرائيلي. وسيأتي هذا المشروع ليزيد حصارها من جهة الجنوب أيضاً.
لهذه الأسباب المباشرة المُتعلّقة بأراضيهم، يعارض أهالي الجولان المحتل إقامة مشروع “قومي يهودي” بحسي تعبير الدولة اليهودية الزائلة، تقام فيه 32 مروحة جديدة لتوليد الطاقة البديلة في شمال الجولان، والذي يُلحق ضرراً بـ 4500 دونماً من أراضي المزرارعين السوريين، أبناء قريتي مجدل شمس ومسعدة بالتحديد.
ويبلغ طول كل مروحة 200 متر، ذلك عدا عن الطرقات المؤدية والخارجة من منطقة المشروع والمساحات التي ستصادر من أجل إقامة منشآت صيانة ومخازن تخدمه.

مشروع التوربينات وخطة الاستيطان

بالإضافة الى الاستثمار بخيرات أرض الجولان، للعدو مشروعه الاستيطاني المُخبّأ بعباءة التوربينات ومراوح الهواء، حيث أنشأ الاحتلال اليهودي الزائل، أكثر من ثلاثين مغتصبة، دعّمت ساكنيها بمشاريع استثمارية وصناعية وتجارية، لكي تضمن استمرارية احتلالهم هناك.
والجولان واحدٌ من أهم مصادر الطاقة والمياه للعدو، حيث يحصل الاحتلال على ثلث حاجاته المائية من الجولان، الغني بالأنهار والينابيع والمياه الجوفية، وبتراكم الثلوج على جباله. وتجري منذ سنوات عمليات تنقيب عن النفط الذي تشير الدراسات إلى وجوده بكميات وفيرة وتجارية.
اليوم، زيادة على احتلال الأرض واستنزاف مواردها، يخطط العدو لاستثمار الهواء، عبر إقامة توربينات هوائية عملاقة “مراوح”، لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.
مشروع غطاؤه “الطاقة النظيفة”، وباطنه مصادرة ما تبقى من أراضي الجولانيين لحصارهم وتهجيرهم، إفساحاً في المجال أمام تطوير مشاريع الاحتلال والسيطرة الكاملة على الجولان.

الهبّة الجولانيّة الشعبيّة
هبّ أهل الجولان بكبارهم وصغارهم وشيوخهم دفاعاً عن أراضيهم وبساتينهم وحقولهم في خطوة ليست بغريبة عنهم، هم الأحقّ بأرضهم وخيراتها، ولثلاثة أيام متتالية ردّوا محاولات اليهود لفرض لإقامة المشروع بلحمهم الحي وأصيب منهم عدد خلال المواجهات.
الى ذلك، أشادت الخارجية السورية بصمود السوريين القاطنين في الجولان، مشدّدةً على أنّ الجولان “كان وسيبقى جزءاً لا يتجزأ من أراضي سوريا”، وعودته كاملاً إلى الوطن “آتية لامحالة”.
كما أكّدت الوزارة أنّ “الاعتداءات الوحشية لقوات الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في الجولان، ليست إلا امتداداً لسياسات إسرائيل العدوانية وجرائمها، التي تعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وللقانون الدولي لحقوق الإنسان ولأحكام ميثاق الأمم المتحدة”.
ومنذ سنوات وسوريا توجّه للجمعية العامة للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الدولي، رسائل في شأن الخطوات العدوانية الخطيرة للاحتلال في الجولان المحتل، ولا سيّما مشروع المراوح ومشروع إنشاء تلفريك، واستمرار خرق القرار الدولي 497.