اسمه يعني “الشباب” ولقبه “السيدة العجوز”، هذا التناقض ما هو إلّا دليل على أنّ نادي يوفنتوس يجمع بين التاريخ العريق والتجدّد، كيف لا وهو أحد أعرق الأندية الإيطالية وأكثرها شعبية، النادي الباحث عن الأمجاد منذ نشأته وحتى اللحظة، وبعد.
لكن، كما قميصه المخطّط بالأبيض والأسود، كذلك كانت مسيرته منذ نشأته عام 1897 وحتى يومنا هذا، مسيرة شهدت الكثير من التقلّبات والمطبات وتغيّر الأحوال.
ويطول الحديث عن نادي يوفنتوس وانجازاته، كما إخفاقاته عبر التاريخ، وهو النادي الذي خسر نقاطًا في المحاكم ربّما بقدر ما خسر في الملاعب.
من ينسى فضيحة عام 2006، حين عوقبت عدة أندية إيطالية وعلى رأسها اليوفنتوس وخصمت نقاطه ونزل إلى دوري الدرجة الثانية وحُرم من اللقب.
سيناريو شبيه، لكن أخف وطأة يحدث هذا الموسم، ففي كانون الثاني / يناير عوقب النادي بخصم 15 نقطة من رصيده بعد إصدار المحكمة قرارًا بحقه إثر اتهامات بتزوير أرقام الميزانية وأسعار اللاعبين، قرار استأنفه اليوفي فأعيدت له نقاطه في شهر نيسان / أبريل، بانتظار الحكم النهائي، ولكأنّ مصير الدوري الإيطالي أن تحسمه المحاكم.
إلّا أنّ هذه القضية ليست مشكلة يوفنتوس الوحيدة، كما لم تكن استقالة الإدارة الصيف الماضي أيضًا المشكلة الوحيدة، فما يشغل بال مشجعي”السيدة العجوز” والذين يفوق عددهم الثمانية ملايين في ايطاليا وحدها هو مستوى ونتائج الفريق خاصة على الصعيد القاري. فآخر لقب دوري أبطال حققه يوفنتوس كان موسم 1995 – 1996، بعدها دخل النادي في دوامة من الإخفاقات أوروبيًا، على الرغم من ألقابه وسيطرته محليًا.
وربما لم يفز النادي بعدها بأغلى الألقاب الأوروبية لكنه خسر أكثر من نهائي وبطريقة دراماتيكية أحيانًا، وآخرها كان نهائي عام 2017 ضد ريال مدريد.
ولا يمكن الحديث عن يوفنتوس دون الحديث عن عائلة أنييلي، ملّاك النادي بين عامي 1923 و 1943 ومن العام 1947 حتى اليوم، وقد ساهموا بشكل كبير في انجازات النادي عبر تاريخه.
مئة عام من تاريخ العائلة مع اليوفي، الأطول في تاريخ الكرة الإيطالية، كانت، وما زالت مثل القصص الخيالية، فيها الفرح والفرح وفيها المشقات والإخفاقات، فعائلة أنييلي المعروفة كإحدى أعرق سلالات الأعمال في ايطاليا ومؤسسة شركة فيات للسيارات قد نجحت في إدارة النادي بشكل كبير، وما كون اليوفي النادي الأنجح محليًا، بوجود عمالقة كانتر ميلان وآي سي ميلان، والتواجد الدائم على الساحة القارية، إلا دليلًا على حسن الإدارة، ولكنّ فإنّ الفضائح التي طالت النادي وكلفته الكثير وكانت دفعة إلى الخلف، هي خطأ هذه الإدارة أيضًا، لكن في المقابل مكنت العائلة يوفنتوس من النهوض بعد كارثة العام 2006 وغيرها، واستطاعت الاحتفاظ بالعديد من النجوم، وما زال النادي يستقطب نجوم الصف الأول.
لكن ما تواجهه الأندية اليوم يختلف عن كل ما مر به عالم الكرة ربما، من الارتفاع المجنون في أسعار اللاعبين ورواتبهم، إلى أزمة كورونا وما ترتّب عنها من خسائر في عائدات النوادي، إلى قوانين اللعب المالي النظيف المشدّدة، إلى التضخم العالمي، وهذه الأوضاع الاستثنائية تتطلب قرارات استثنائية وخطوات جريئة، وبعد كل المشاكل التي يمر بها اليوفي، لا بد من التساؤل حول نية عائلة انييلي تجاه النادي، وطريقتها في التعامل مع الوضع، وخطواتها التي تنوي اتخاذها لتفادي تكرار هذا السيناريو، فهل ستصمد “العائلة المالكة” لحقبة جديدة، أم أنّ الأزمات الاقتصادية ستجبر رياح التغيير على الهبوب على السيدة العجوز.