الصورة تتكلم …الأرض لنا ..إرحلوا

لأن الطبيعة ترفض التعدي والقهر والإحتلال وكل أصناف إغتصاب حقوق الآخرين، وبينما الواقع اللبناني الرسمي وحتى الشعبي منهمك في إنتظارما سيأتي من الخارج من أجل حل أزمة الشغورالرئاسي وما بعدها من أزمات، تبرز في ربيع نيسان وفي كل مرة يتكلل فيها جبل الشيخ بالثلوج ، ملامح وتفاصيل خارطة لبنان بشكل طبيعي وفي موقع هام جداً بالنسبة لأبناء بلدة شبعا الجنوبية ومزارعهم المحتلة.

فهذه الصورة التي تشاهدونها، تُعبرعن تحدي الطبيعة للإحتلال الذي لا زال يجثم على أراضي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخصوصاً موقع الرادارالبارز في الصورة فوق الخارطة، ولهذا الموقع قصة ربما الكثيرلا يعرفها وسط الإجتهادات والآراء المتضاربة والمختلفة حول موقع وطبيعة الأراضي اللبنانية المحتلة.

فهذا الموقع تم إستحداثه في العام 1985 ، أي بعد إجتياح قوات الإحتلال للبنان عام 1982 بثلاث سنوات وبالتالي فهو ليس جزءا أو مرتبطاً بالإمتداد الجغرافي لأراضي مزارع شبعا التي تم إحتلالها تباعاً قبيل الإجتياح، بل هو تابع لخراج بلدة شبعا وكان يجب أن يتم الإنسحاب منه عام 2000 ، ولكن تقرير تيري رود لارسن ومكرماته للإحتلال الإسرائيلي، من جهة ، وعدم الوعي والمتابعة الرسمية اللبنانية ، من جهة ثانية، أدت إلى ما نحن فيها، علماً أن جهوداً متميزة بُذلت من قبل رئاستي الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش اللبناني في فترة التحرير والتحقق من الإنسحاب، ولكن هذه من الثغرات التي بقيت دون جواب واضح حولها.

كذلك فإن هذا الموقع يخضع بالكامل لمضمون القرار الدولي 425 الذي يقضي بالإنسحاب الكامل من الأراضي المحتلة دون قيد أو شرط.

وهذا الموقع تم إيصال الخط الأزرق إلى محاذاته لكي يبقى تحت سيطرة قوات الإحتلال نظراً للأهمية الإستراتيجية التي يُمثلها، فهومجهزبمحطة إنذارمبكر ويكشف كل من سوريا والأردن ولبنان، وبالتالي فإن كل بقية المبررات والتقارير ليست سوى للتمويه والكذب من أجل البقاء فيه.

كذلك ، فإن هذا الموقع يبعد جغرافياً عن المناطق الخاضعة لقوات “اليوندوف”، أي قوات الفصل بين الإسرائيليين والسوريين التي أستحدثت بعد حرب العام 1973، ولا يُمكن أن يكون خارج منطق القرار 425 وإلحاقه بالقرار 242 كما يحلو للبعض أن يقول وأن يربط ملف المزارع والأراضي المحتلة في شبعا وكفرشوبا بالقرار 242.

هناك الكثير من الوقائع والمعطيات التي قيلت ونُشرت حول ملف تحريرالأراضي المحتلة وتحديداً في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولكن لعل عطلة عيد الفطرالسعيد ، وهذا المشهد الذي أفرزته ثلوج شهرنيسان، تُشكل محطة من محطات التذكير بأن صاحب الحق سلطان مهما طال الزمن، وبأن أرضنا المحتلة وحقوقنا التي سُلبت سوف تعود إلينا ولن نتخلى عنها، وحتى الطبيعة والقدرة الإلهية لن تقبل بعكس ذلك.

هذا المشهد الذي إستوقفني ومعي الكثير من أبناء بلدتي العزيزة شبعا ، ربما يُذكر من يجب ويقول للمحتل بالدرجة الأولى… إرحل فهذه الأرض لنا.