باريس سان جيرمان، لماذا كل هذا الفشل الأوروبي؟

باريس سان جيرمان، لماذا كل هذا الفشل الأوروبي؟

أكثر من مليار يورو في سوق الانتقالات، لاعبون من الصف الأول، أساطير، الأفضل في مراكزهم… هذا ما فعلته إدارة باريس سان جيرمان منذ تسلمها زمام الأمور في النادي الفرنسي، ورغم ذلك يفشل النادي في تحقيق أي إنجاز يذكر في دوري أبطال أوروبا منذ وصول القطريين عام 2011.مشوار باريس سان جيرمان، قياسًا بما يملكه من نجوم، في البطولة الأوروبية كان فاشلًا حتى اللحظة، فباستثناء الوصول إلى المباراة النهائية موسم 2019 -2020، ودّع النادي البطولة من الدور ربع النهائي أربع مرات، ومن ثمن النهائي خمس مرات، ومرة من نصف النهائي في المواسم الحادية عشرة الأخيرة.بعد هذه التعثرات في أوروبا، وعلى الرغم من النجاحات في الدوري المحلي، فإنّ مشجعي ولاعبي النادي السابقين بدأو بإعلاء الصوت ضد سياسة النادي، وآخر مطالباتهم هي رحيل ميسي، الذي وضعوا عليه كل الأمال لمساعدة الفريق بتحقيق الإنجاز الذي طال انتظاره، إذ يرون أنّه لم يقدّم أي إضافة للنادي على الرغم من الراتب الكبير الذي يتقاضاه.فشل سان جيرمان يمكن تفسيره بالنقص الذي يعاني منه الفريق في تشكيلته، فالأسماء “الرنانة” لا تكفي وحدها لبناء فريق منافس، فكرة القدم لعبة جماعية، ونجاح أي نادٍ أو تعثّره تحدّده المنظومة لا الأسماء، ولو مهما حاول البعض إقناع أنفسهم بالعكس.المشكلة إذًا ليست بالتعاقدات، فالإدارة كانت أكثر من كريمة في أسواق الانتقالات المتتالية، وهي التي صرفت ما يقارب 1.3 مليار دولار منذ وصولها، لكن يبقى السر في “الدهاء” في الصفقات، وفي التوجه نحو اقتناص لاعبين يحتاجهم الفريق، لا نجوم وأسماء كبيرة فقط.لنكن عادلين، نعم عانى الباريسيون من إصابة لاعبين بارزين كنيمار وكيمبيمبي وماركينيوس وموكيلي، ولكن النادي الذي يضع نصب عينيه المنافسة على أكثر من جهة، يجب ألّا تشكل الإصابات عائقًا أمامه، بل أن يمتلك لاعبي دكة بجودة الأساسيين، لكن ما فعلته إدارة النادي هو تجميع لاعبين من هنا وهناك، متقدمين بالسن، متخمين بالألقاب، وفشلت ببناء “المنظومة” المتعطشة للمجد، التي يجمعها رابط الولاء بالنادي.فالمطلوب إذًا في سوق الانتقالات المقبلة، أن تصرف الأموال بذكاء ودهاء لا بعشوائية، ويبدو أنّ إدارة النادي بدأت تعي هذا الأمر، فمن المرجح، ومع صول ميلان سكرينيار كلاعب حر نهاية الموسم، أن يتم التوجه نحو لاعبين أمثال راندال كولو مواني، مانو كوني وكيفرين تورام، وهم لاعبون شبان وباريسيون، كما يجب التخلي عن لاعبين شارفوا على نهاية مسيرتهم ومنهم من يكلف النادي أموالًا طائلة كنيمار، ميسي وراموس، وبناء فريق يكون مزيجًا بين اللاعبين الشبان وذوي الخبرة، والاعتماد على مدرب خبير بالفوز بالبطولات الكبرى.الأموال ضرورية جدًا، وأصبح النجاح في عالم كرة القدم الجديد مستحيلًا بدونها، ولكن التجارب أثبتت أنّها وحدها غير كافية لتحقيق المجد، فكما أنّ أي فريق يحتاج للاعبين بمهام مختلفة على أرض الملعب ومدرب بتكتيكات عدة، فإداريًا هو بحاجة أيضًا لرجال بأفكار مختلفة، واستراتجيات ذكية خاصة في سوق الانتقالات.