في فلسطين المحتلّة، يشهد الشارع “الإسرائيلي” ارتفاعاً في حدّة الاحتجاجات في ظلّ تسارع المسار التشريعي في الكنيست لإقرار الخطّة القضائيّة. وترافقت الاحتجاجات مع استمرار الائتلاف الحكوميّ في إقرار قوانين وبنود الخطّة القضائيّة التي يسعى من خلالها رئيس حكومة العدوّ نتنياهو للتهرّب من ملاحقات مرتبطة بقضايا فساد. والملفت في المشهد، أنّه للمرة الأولى تشهد الساحة “الإسرائيليّة” ارتفاعاً في حدّة العنف المتبادل بين المتظاهرين والشّرطة ما أدّى إلى سقوط مصابين وجرحى.
النّبرة العالية للخطاب الانقساميّ في الشّارع، معطوفاً على مشاهد العنف، دفعت المستوى السياسيّ إلى تبادل الاتّهامات وتقاذف المسؤوليّات عمّا يجري على الأرض. وقد طرح أعضاء كنيست من الائتلاف والمعارضة للمرّة الأولى منذ بداية الأزمة، مُبادرةً جديدةً دعوا فيها الطّرفين إلى قبول اقتراح التّسوية وفقاً لصيغة الرئيس الصّهيونيّ إسحاق هرتسوغ.
في المقابل، أكّدت فصائل المقاومة على رفضها للتنسيق الأمني، وما صدر عن مؤتمر العقبة، وأن خيار المقاومة سيبقى الخيار الوحيد في مواجهة عدو الأرض والإنسان الكيان “الإسرائيليّ”. وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في كلمة له خلال حفل تأبين شهداء جنين والمخيم، إنّ “أبطال العمليات الخاصة في القدس وفي حوارة والأراضي المحتلة عام 1948، ومجموعات كثيرة تتشكل وتتجاوز المستحيل” وأضاف إنّ “عملية حوارة قد أفشلت مؤتمر العقبة”. ودعى إلى اتّحاد كتائب المقاومة في مواجهة العدو.
أمّا في لبنان، ما تزال مؤسّسات الدّولة معطّلة في ظلّ الشّغور في كرسيّ الرّئاسة الأولى، حيث كسر رئيس مجلس النّواب نبيه برّي الصّمت في هذا الملف معلناً للمرّة الأولى عن ترشيح رئيس تيّار المردة النّائب السّابق سليمان فرنجيّة. موقف برّي أتى ضمن مقابلة له مع صحيفة “الأخبار”، حيث أكّد أنه لا حلّ إلّا بالحوار بين جميع القوى السياسية وأنه دعا وما زال يدعو للحوار وأنه منفتحاً على الجميع، مهاجماً “المرشّح الأنبوبي” كما وصفه، النائب ميشال معوّض، ممّا استدعى ردّاً عنيفاً من معوّض واصفاً برّي بـ “أستاذ الفساد”.
في سياق منفصل، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله اليوم عند الساعة الثالثة عصراً بمناسبة يوم الجريح، ومن المتوقّع أن يكون للملف الرئاسيّ حصّة كبيرة من حديث نصر الله، وربّما يعلن عن ترشيح فرنجية إسوةً بحليفه حركة أمل.
وفي جنوب لبنان، حاولت قوّة “إسرائيليّة” راجلة تخطّي الخطّ الأزرق، ما استدعى الجيش اللبناني والأهالي عند حدود بلدة عيتا الشّعب للتّصدّي لها، وجرى تدافع بالأيدي مما أدّى إلى انسحاب القوّة المعادية.