زيارة البابا والسامري والشيطان

ذهبت السكرة وعادت الفكرة عبرت في أرضنا في لبناننا ريحٌ عطَّرة الاجواء بروائح جميلة…جلبتها معها زيارة البابا لبلدنا. فكان عطر اللقاءات الطيبة بينه وبين كل من التقاهم ظاهرة في الاجواء كما عبر عن ذلك عامة الناس والسياسيون والرسميون والحزبيون وخدام المؤسسات التي تعمل في الخدمة الانسانية والاجتماعية والدينية وحتى الاقتصادية…لا شك في جمال الزيارة وروعتها وتفاعل اغلب اللبنانيين معها بكل ايجابية ومحبة… ومن اهم تلك الروائح، رائحة التآلف والتعاون والتفاهم بين كل مكونات المجتمع اللبناني، دون ان نعددها اذ اصبح ذلك معروفاً لدى الجميع…والتي دعا  اليها البابا بروحٍ انسانية حقيقية… ولكن هل حاجة لبنان وشعبه هي لتلك العطور؟ وعلى حدوده تفوح رائحة البارود وغبار انفجارات الحقد والعدوان وارادة التخريب الطامعة بلبنان أرضاً ومياهاً وخيرات..َ ما فائدة كأس الاتراح والافراح الذي احتسيناه بحضورك وحضرتك قداسة البابا وما ان غادرتنا حتى قام بقصفنا بالنار من يعادينا بفكره ورؤاه فيما كان هؤلاء الناس يتمنون السلام ولشعبهم التقدم والازدهار..

وهكذا انتهت السكرة التي سكرتها مع اللبنانيين واليك الفكرة التي هي حاضرة ومعمولٌ على تحقيقها بزيارتك او بدونها…. وهي ان لا عدالة ولا سلام لان مفهومك للعدالة كمفهوم سيدك يسوع الناصري الذي حكم عليه اسلافنا وعلى كل من يسمع له ويتبعه.. بالموت. ودعوتك للسلام كدعوته لا قوة تحققه فيبقى حلم الضعفاء… بينما ابناء صهيون يرتفعون فوقكم جميعاً ويضحكون من طقوسكم وعليها وعليكم.. لا بل يتراءى لنا انهم يشفقون عليكم لأنكم تتحدثون بما لا قدرة لكم على تحقيقه وتدعون الناس لما لا قدرة لديهم على تجسيده لان بني صهيون بالمرصاد لكم جميعاً وعلى مستوى العالم وليس على مستوى لبنان وما تريدونه له…

وفي الختام وبإيجاز واختصار موجه الى قلب القضية ووراء اهمية هذه الزيارة نقول :

القوة ثم القوة ثم القوة هي التي تفرض منطق العدالة والحق في سبيل الانسانية الحقيقية والشراكة والمحبة بين البشر…اما غير ذلك فهو مضيعة للوقت والجهد ما دام من يعادي ذلك من أعداء الإنسانية، لهم فكرهم المختلف لجهة العدالة والحق .

القس معن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *