سوريا بين المطرقة الصهيونية وسندان الطائفية

تتوالى الأحداث على الدولة السورية بوتيرة عالية فلا يخلو يوم من حدث يهزهم على كافة الأصعدة، وتتوالى عليهم الخطوب من كل حدب وصوب، وأمّا همومهم فلا حياة لمن تنادي.

كل يوم يتزايد الانتهاك الاسرائيلي لسيادة الأرض السورية مستغلة غياب الدولة وغياب أي جهة مدافعة لحماية الأرض والشعب، وازداد التصعيد حين دخلت دورية صهيونية قرية «بيت جن »جنوب غرب دمشق وقتلت عددا من سكانها واعتقلت آخرين مع وجود حالات مقاومة فردية وقفت وقفات عز رفضت الخضوع «الشهيد حسن عبد الرزاق السعدي»، وعلى هذا النحو تستمر دوريات الاحتلال بانتهاك أمن المواطنين السوريين مستغلة غياب حضور الدولة وانشغالها بتجميل صورتها أمام الرأي العام الغربي وإخماد الأصوات المعارضة لها داخلياً.

شهد الأسبوع المنصرم عدة أحداث داخلية في المحافظات السورية أثرت عليه بشكل كبير وكل حدث منها كان يجري نهر الدم في شوارع البلاد، فبعد دعوة الرئيس المؤقت مؤيديه  للنزول إلى الشارع رداً على الاعتصامات التي شغلت مناطق الساحل السوري ومحافظات المنطقة الوسطى في رد على الاعتداءات التي قامت بها عشائر بني خالد بعد جريمة جنائية كادت تشعل حرباً أهلية اتضح بالنهاية أن الجاني هو قريب المجني عليهم وأن الفزعة العشائرية لم تكن إلا تنفيساً طائفياً، تبع ذلك محاولة ذبح لسائق تكسي معمر في طرطوس ومع فشلها وإلقاء القبض على الفاعل من قبل الأشخاص المتواجدين انقسم الشارع السوري مباشرة ما بين محرض ومبرر وكان أبرز الغائبين القانون والهوية الوطنية، تبعها في ريف حمص مقتل المزارع «زاهد المصطفى» من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية في قرية كفرنان، بالاضافة لاستمرار عمليات التغييب القسري لكل من يشارك في المعارضة ضد النظام «المؤقت».

اما الإدارات الرسمية فقد شهدت الدوائر الحكومية والمدارس إجبار العاملين فيها على النزول في مسيرات تأييد للسلطة الحالية وإقامة فعاليات لاظهار احتشاد الشارع حول القيادة الحالية وانكار وجود معارضة وطنية ومطالب شعبية.

بعد عام من سقوط نظام الأسد ما زال النفس الذي كان يوم 08/12/2024 مستمراً حتى مع تغير التواريخ فلا توجد تغييرات جوهرية حاصلة فقط هناك ارتفاع بعدد الضحايا وبمنسوب الدم في الشوارع.

إن غياب مفهوم الدولة في الداخل السوري يزيد يومياً من مأساة هذا الشعب ويزيد الفجوة الاجتماعية بين مكوناته ويفتته أكثر، فوحدة المجتمع تأتي بوحدة المصالح ووحدة الحقوق والواجبات، وهذه الأشياء يضمن وجودها الدستور الذي غاب من نحو عام حين قام رئيس السلطة المؤقتة بتعطيله منذ وصوله إلى دمشق، فأصبحت العصبيات وتشريعات الأهواء هي أساس الحكم القائم ومعارضته.

سومر الفيصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *