التاسع والعشرين من تشرين الثاني ‎اليوم العالمي «للتضامن» مع الشعب الفلسطيني ‎أم اليوم العالمي «للتآمر»على الشعب الفلسطيني؟

الكيان الصهيوني يحتفل بالمناسبة على طريقته، مرتكباً جرائم حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. 

‎والأعراب « يتوّسطون » متفرّجين وكأنّهم أغراب.

يُقدّم اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الفرصة لاستدعاء انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة حتى يومنا هذا، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار رقم 181وهي الحق في تقرير المصير دون أي تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هُجّروا منها

‎ولقد تزامن هذا العام مع الكوارث التي تعصف بالمنطقة على مدى العامين الماضيين، والتي ذهب ضحيتها الألاف من الأطفال والنساء والمسنّين الذين يدفعون أثماناً باهظة من دمائهم جيلاً بعد جيل.

‎في هذا اليوم علينا أن نتذكّر…

نحن نعرف جيّداً  ـ قبل أن يتساءل المتسرّعون ـ  للقول:

‎وماذا ينفع التذكير؟؟

‎لأنّه ….

لن يُطعم جائعاً..

‎ولن يكسي عرياناً…

‎ولن يُعيد شهيداً …

‎ولن يٌضمّد جرحاً …

‎ولن يفُكّ قيداً…

‎ولن يُحرِّر سجيناً

‎ولن يسترجع أرضاً

‎ولن يردع محتلّاً. 

‎نعرفُ ذلك تماماً، ولكنّنا أردنا التذكير لَعَلَّه يخلق صدمةً وصحوة. إنَّه صرخة ضمير في عالمٍ فقد ضميره وعميت بصيرته، وغرقت أخلاقه وسياساته في آبار النفط والغاز، وجفّت عروقه وشرايينه من أدنى القيم الإنسانية.

‎ ـ أردنا التذكير لعلّنا بذلك نساهم في إعادة توجيه البوصلة إلى فلسطين وشعبها، إلى أولئك العزّل  ـ إِلَّا من الكرامة  ـ والذين يواجهون صَلَفَ الاحتلال وجبروته وغطرسته بصدورهم العارية وجباههم الشامخة وسواعدهم المفتولة.

‎  ـ أردنا التذكير لأنّه لم نستطع ـ حتى تاريخه ـ  من بناء المؤسسات الجاليوية في مغتربنا الكندي للدفاع عن قضايانا وفي طليعتها القضيه الفلسطينية.

 ـ أردنا التذكير، لأنّنا لا زلنا عاجزين عن حلّ خلافاتنا وتوحيد صفوفنا من أجل مواجهة التحديات الجمّة التي تعترضنا جميعاً.

 ـ أردنا التذكير في زمن «التطبيع» وصفقات القرن، واتفاقات إبراهام، في زمنٍ ترتفع فيه الأعلام الإسرائيلية في عواصم الذلّ، في زمنٍ يقف فيه الجلّاد والمتآمر والمطبّع على منبرٍ واحد للاحتفال بتبادل العلاقات الديبلوماسية واستئناف الرحلات وتعميق الروابط الاقتصادية والرياضية، والثقافية، والسياحية، والأمنيّة.

إنّهُ زمن النذالة بامتياز….

عندما خدّرنا المُستعمِر بالاستقلال بعد اتفاقية سايكس ـ  بيكو عام 1916, جعلنا نعتقد أَنَّهُ استقلالاً عنه، لنكتشف متأخرّين أنّه انفصالٌ عن فلسطين وعن محيطنا القومي.

وبعدها في العام 1917 نصّبوا «بلفور» وكيلاً عقارياً، ليقدّم فلسطين وليمةً على طبقٍ من فِضَّة لكلّ ذئاب هذا العالم.

وها نحن ندفع ضريبة انفصالنا و«استقلالاتنا» وتبعيتنا، دون أن ندرك بعد ، أن مصير فلسطين هو مصيرنا، وقدَرُ فلسطين هو قدرنا ، ومستقبل فلسطين هو مستقبلنا، أملاً بأن يشّق الفجر طريقه إلى غدٍ واعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *