إحتفال مديرية أوتاوا المستقلة في الذكرى 93 لتأسيس الحزب

تحيةُ وفاءٍ لفلسطين ولبنان ومهرجان محبة لأبناء الجالية

تحوّلت مناسبة التأسيس في اوتاوا إلى مظاهرة تأييد وطني لقضايانا القومية، بكل ما في الكلمة من معنى، حيث لبّى الدعوة التي وجّهتها مديرية أوتاوا لإحياء الذكرى الى ما يقارب الثلاثمائة والخمسين من أبناء الجالية الاغترابية في العاصمة الكندية أوتاوا، الذين شاركوا في حفل العشاء مؤكدين أهمية المناسبة وعمق ارتباط أبناء الجالية بالوطن وقضاياه المصيرية. وقد خصص ريعه لتخفيف أعباء ما حلفته حرب الإبادة على غزة والاعتداءات المستمرة على لبنان

 تميز الحفل بحضورٍ دبلوماسي وسياسي مميز، إلى جانب مرجعيات دينية وممثلين عن التنظيمات السياسية والجمعيات الفاعلة في المدينة وكندا عموما إلى جانب القوميين الاجتماعيين وأصدقائهم من الجاليتين السورية والكندية سفير لبنان الجديد لكندا السيد بشير طوق القنصل اللبناني السيد علي ديراني وسماحة الشيخ علي سبيتي، إمام المجمع الإسلامي، والنائبين الكنديين السابقين المؤيدين لقضايانا، السيد ماثيو غرين والسيد جويل هاردن.

افتتحت عريفة الحفل، الرفيقة أمال حجارأيوب، بالنشيدين الكندي والسوري القومي، ثمّ تلت وثيقة إعلان أحقية سكان كندا الأصليين على الأرض التي سُلبت منهم. وقرأت مقدمة مقالة جبران خليل جبران الشهيرة «مات أهلي »، مشبهة الظروف الصعبة التي عاشها السوريون في تلك الحقبة من الزمن، من جوع واحتلال وعنجهية المتكبّر الأجنبي، هي هي نفسها التي يعيشها أهلنا اليوم.

بعدها ألقى حضرة مدير المديرية الرفيق إيلي الشنتيري كلمة ركّز فيها على معاني التأسيس وأوضاع الأمة. وفيما يلي اهم ما جاء فيها

لقد أدرك سعاده أن الفكر وحده لا يصنع التغيير، وأن مواجهة المؤامرات الاستعمارية والصهيونية التي تستهدف أمتنا تحتاج إلى تنظيمٍ فاعلٍ يُحوّل الفكرة إلى حركة، والإيمان إلى فعل، والرؤية إلى خطة عمل.

ورأى في الصهيونية مشروعاً استعمارياً يهدف إلى تفكيك الأمة وسلب هويتها، محذراً من خطرٍ وجودي يتطلب مقاومة شاملة على المستويات كافة.

واليوم، ونحن نرى ما يجري في فلسطين وغزة من مجازر وعدوان، وما تمتد إليه العربدة الإسرائيلية من لبنان إلى اليمن مروراً بسوريا والعراق، ندرك كم كانت رؤية سعادة بعيدةً وبصيرته ثاقبة.

ولولا صمود المقاومين وتضحيات الشرفاء، لكانت منطقتنا بأسرها قد وقعت تحت الهيمنة والاحتلال.

وفي هذه المناسبة، نجدد عهدنا لمعلمنا وملهمنا:

أن نصون فكره وإرثه، ونواصل الدرب الذي سلكه في مواجهة التبعية والاحتلال.

أن نبني دولةً موحدةً عصريةً علمانيةً، تقوم على العدالة والمساواة والحرية.

ثم تحدث العضو السابق في البرلمان الكندي عن حزب الديموقراطيين الجدد السيد ماثيو غرين، الذي أشاد بالدور الذي يلعبه النادي السوري الكندي في تعزيز الوعي في كندا عامة ومدينة أوتاوا على وجه التحديد، من خلال تعريف الكنديين بالقضايا المحقّة للفلسطينيين وإبراز معاناتهم، إضافةً إلى الدور الثقافي والإنساني الذي اضطلع به منذ تأسيسه حتى يومنا هذا.

وشدّد على أهمية إبقاء الصوت عالياً لمجابهة مشاريع الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في فلسطين وكل بقعة من بقاع وطننا.

وقد لاقى كلامه تجاوبا كبيرا وتصفيقا ووقوفا وتقديرا من الحضور

ثم تحدث مطران القدس لطائفة الروم الأرثوذكس عطالله حنا بالمحتفيين، في رسالة صوتية تناول فيها المناسبة والأوضاع التي تعيشها غزة والضفة الغربية وفلسطين عموماً.

كلمة مطران القدس عطالله حنا في ذكرى تأسيس الحزب في اوتاوا

بناء على دعوة وجهها القوميون الاجتماعيون في اوتاوا الى مطران القدس عطالله حنا للمشاركة في احتفال الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس الحزب، كانت هذه الكلمة المعبرة من القدس، وتوجه بها الى أبناء الجالية السورية والعربية في اوتاوا كندا قائلا:

 يطيب لي أن أخاطبكم من القدس، وان نقول معاً وسوياً وأن نهتف قائلين فلتحي سورية.

أحيي الأخ أيوب أيوب الذي تواصل معنا باسم النادي لكي ننسق هذه المشاركة، ولكي نكون معكم من خلال هذه الكلمة التي نبعثها إليكم من القدس، مع تمنياتنا بان تكونوا دائما في صحة وعافية وقوة. ففي الوقت الذي فيه نتمنى الخير لسورية، سوريا التي تمر اليوم بمرحلة في غاية الصعوبة والدقة والتعقيد. نحن نتمنى لسورية التي نحبها أن تبقى دائما موحدةً وعنوانا للشهامة والأصالة والوطنية والبوصلة التي يجب أن تكون دائما نحو فلسطين، قضية الأمة الأولى ونحو القدس حاضنة أهم مقدساتنا المسيحية والإسلامية.

فلسطين تنزف دما ويتم التآمر عليها وعلى شعبها ويراد تصفية قضيتها. وما حدث في غزة خلال عامين من حرب الإبادة يندرج في هذا الإطار، في إطار التآمر على هذا الشعب المظلوم الذي يسعى ويناضل ويكافح من اجل تحرير أرضه ومقدساته، لكي يعيش بحرية وكرامة وسلام مثل باقي شعوب العالم.

غزة المنكوبة والمكلومة تحتاج منا جميعا أن نكون معها بدعائنا.. بموقفنا.. بكلمتنا.. بمؤازرة أبنائها الذين يعيشون فوق ركام منازلهم بسبب هذا العدوان الغاشم الذي تعرضوا له.

إنها حرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث، والتي خلفت تقريبا ربع مليون إنسان بين شهيد وفقيد وجريح. وهؤلاء الأحياء الباقون يعيشون فوق ركام منازلهم، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

المؤامرة هي على فلسطين كلها. في الضفة الغربية تتابعون ما يحدث، والاحتلال يسعى لابتلاع الأرض الفلسطينية وسرقة الأراضي وبناء المستوطنات والحواجز والأسوار العسكرية تفصل المدن والبلدات والمحافظات الفلسطينية عن بعضها البعض. والهدف من كل ذلك جعل الفلسطينيين محاصرين يعيشون وكأنهم في كانتونات متباعدة عن بعضها البعض وبعيدة عن القدس.

الفلسطينيون يمنعون في الضفة الغربية من الوصول الى القدس، في حين أن القدس هي مدينتنا، هي عاصمتنا، هي حاضنة اهم مقدساتنا. والفلسطينيون محرومون من ابسط حقوقهم، وهو حرية التنقل والوصول الى القدس والى المقدسات والى أعمالهم وأشغالهم.

أشكركم أيها الأحباء لأنكم أتحتم لي الفرصة أن أخاطبكم.

أحبكم.. احترمكم.. أقدركم.. أثمن مواقفكم وأتمنى أن يكون لقاؤكم ناجحا، وهو لقاء محبة وأخوة بين أبناء الجالية الواحدة التي تركت هذا المشرق وتركت سورية وغيرها من الأقطار العربية، ولكن هذا المشرق في قلبكم في وجدانكم، وقضية هذا المشرق وهذه الأمة القضية الأولى. قضية فلسطين هي في قلب كل إنسان حر في هذا العالم.

اسمحوا لي أيضا من خلالكم أن أوجه تحية مقدسية عطرة وفلسطينية لكل الأحرار في العالم، وهم في كندا وفي أمريكا وفي كل القارات الذين جالوا الباحات والساحات وهم يعبرون عن وقوفهم الى جانب شعبنا وينادونا بوقف حرب الإبادة.

نحن نقدر ونثمن ونحن أوفياء لكل إنسان حر، سواء من أبناء جالياتنا أو من كل الشعوب ومن كل الأديان والأعراق الذين وقفوا وقالوا “لا” لإسرائيل ولاحتلالها ولحربها وهيمنتها وممارساتها الظالمة بحق شعبنا.

أحبائي، دمتم ودام هذا المشرق ودامت فلسطين قلبا نابضا وقضية توحد الأمة كلها.

فلتحي سورية فلتحي هذه الأمة.

واليوم يجب أن نكون موحدين جميعا في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تعصف بمشرقنا وبأمتنا وبفلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *