في ذكرى التأسيس، تأسيس حزبنا السوري القومي الاجتماعي، تحضر فلسطين، بعظمة الإيمان، وقمة الوعي، بأساسيات التأسيس الذي سار إليه سعاده لإنقاذ فلسطين ولإنقاذ الأمة السورية كلها، لا بل العالم العربي بأجمعه.
فمنذ مطلع العشرينات من القرن الفائت، أي قبل تأسيس حزبنا، تنبّه سعاده لمخاطر الحركة الصهيونية وخطتها النظامية، محذّراً من ضياع فلسطين ومن نافذتها ضياع الأمة السورية كلها وأسرلة العالم العربي بأجمعه، مدركاً أن “إنقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم، كما هو أمر شامي في الصميم، كما هو أمر فلسطيني في الصميم”، داعياً إلى إنشاء جبهة عربية للتصدي لهذه الهجمة الخطرة الوجودية على أمتنا والنهبوية للعالم العربي كله.
في البدء نجحت الحركة الصهيونية في تقدمها واغتصبت فلسطين واغتالت سعاده بغية اغتيال مشروعه الوحدوي في وحدة الأمة والمجتمع الواحد لمنع نهوض القوة القومية القادرة على المجابهة والتحرير، لأن مقاومة فلسطين لن تسطع وحيدة من سدّ هذه الهجمة الشرسة التي تودّ اقتلاع وجودنا من الوجود، من طوروس إلى سيناء ومن زغروس إلى بحرنا السوري.
ولقد أطلق زعيمنا النفير من أجل إنقاذ فلسطين، فكانت فرقة الزوبعة تقاتل في الداخل، والشهيدين سعيد العاص وحسين البنا أوائل الشهداء من أجل تحرير فلسطين، وانطلقت مدرسته الاستشهادية تُخرّج المقاومين وتسعى إلى تأسيس جيش قومي قادر على المجابهة والتحرير.
وضمن السياق الطبيعي للأحداث، نشهد اليوم الصمود البطولي الأسطوري الذي سجّله شعبنا في فلسطين وغزّة العزّة في وجه حرب الإبادة التي يشنّها تنين هذا العصر نتنياهو بدعم أميركي لإفناء شعبنا. نحيي صمود شعبنا وتضحياته في فلسطين كما نحيي صمود المقاومين الأبطال في لبنان وشهداءها البررة الذين قدّموا الغالي والنفيس، ولنا بينهم كحزب الشهداء البواسل، وذلك لمساندة مقاومة فلسطين كما للحؤول دون تمدّد براثن هذا التنين في بطاح لبنان كما نراه في مرامي الشام وعيونه على العراق.
في الواقع، إننا نكبر بوقفة العزّ التي يقفها شعبنا في مقاومة فلسطين ولبنان، وندعو قوى شعبنا الباسل أن لا تركن لدعوات الاستسلام تحت مسميات باتت واضحة المَعْلَم، كما نبّهنا سعاده: “يُحدثوننا عن السلام ويُهيّئون للحرب”. دعوتنا لوحدة قوى الأمة وتكاتفهم وعدم الركون للدعوات التي تُحبط العزائم وتَعِد باللبن والعسل بمسميات التطبيع التي ما هي إلا مشاريع التطويق لخنق إرادة الصمود والتحرير من اغتصاب أرضنا القومية واستلاب مقدراتنا والسيطرة على العالم العربي برمّته.
تحية إلى شهداء شعبنا الباسل ومقاومته الجبّارة.2025-11-16
عميد شؤون فلسطين
الأمين إميل غزالي

