ريتا زيادة بين مدرحية أنطون سعاده ووجودية ميكوس كزانتزاكيس؛ النزعة المتوسطية فلسفياً

ريتا الياس زيادة، في رسالتها النزعة المتوسطيّة فلسفياً: بين وجودية ميكوس كزنتزاكيس ومدرحية أنطون سعاده تقليد أم فكر جديد؟ تعالج مفهوم النزعة المتوسطية من الناحية الفلسفية متخذة نموذجين من المفكرين نيكوس كزنتزاكيس من اليونان وأنطون سعاده من لبنان. يعود تكوين كزنتزاكيس الفلسفي الوجودي إلى التأثر العميق بكل من هنري برغسون وفريدريك نيتشه، ويصبّ تركيزه، بشكل كبير، على مغامرات النفس والعقل الباطنية وتبرز هذه الدراسة أوجه فلسفته الوجودية المتعالية التجاوزية، أما الجدلية المدرحية عند سعاده، فتتمثل في الدعوة إلى التخلّي عن فكرة أن العالم هو بالضرورة عالم حرب مهلكة بين القوى الروحية والقوى المادية؛ وإلى أن الارتقاء الإنساني يُبنى على الجدلية المدرحية ذات الاتجاه الأخلاقي. في هذه الدراسة، محاولة لمعرفة العوامل المؤسسة للفلسفة المتوسطية وتحليلها وفحصها بشكل نقدي. وهي تستنبط نسقاً فلسفياً وجودياً مدرحياً، ينتمي مادياً ونفسياً إلى العالم المتوسطي، ونهجاً تطبيقياً موازياً له. تتناول هذه الدراسة منطلقات المفكرين في الحقول الفلسفية: ما وراء الطبيعة، المنطق، المعرفة، الاخلاق، السياسة والجمال؛ وتبيّن خصائص النزعة المتوسطية وتجلياتها، التي، متى تفاعلت قد تشكّل بناءً فلسفياً خاصاً. تخلص هذه الدراسة إلى أن الفكر الفلسفي المتوسطي هو مجموعة سمات قد تساعد على تحقيق إمكانات الأفراد المتوسّطيين وعلى بناء مجتمعاتهم، من خلال فضائلهم الخاصة، كما قد تمكنهم من تحقيق مراتب عليا في المعرفة والإنجاز. إنها سمات أصيلة متجذّرة في أرض المتوسط ونزعة تجديدية متفاعلة مع الآخر.

جاء العنوان الأساسي لهذه الدراسة “النزعة المتوسطية فلسفياً” للدلالة على ومضات قد تثبت وجود فلسفة متوسطية، دون تسميتها صراحة “الفلسفة المتوسطية” كونه سابقاً لأوانه. تنطوي هذه النزعة على مبادئ فكريّة عدة كالتوفيق والوساطة والتفاعل والتكامل والإبداع والاستقلال الفلسفي، وليس فيها من حياد في المواقف الأخلاقيّة الحاسمة.   

النزعة المتوسطيّة فلسفيًا لريتا الياس زيادة رسالة أعدت لنيل شهادة الماستر البحث في الفلسفة مسار الفلسفة العامة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانيّة بإشراف د. نور الهدى عبيد وعضوي اللجنة د. نايلة أبي نادر ود. حسن خليل.

استفادت الباحثة زيادة من التوجيهات القيّمة التي تفضلت بها البروفسورة نور الهدى عبيد، المشرفة على هذا البحث والحريصة عليه. وتقرّ بأنّ فضلاً عظيماً في هذا البحث يعود إلى الأستاذ مكرم غصوب والبروفسور علي حميّة والأستاذ فهد الباشا.

محمود شريح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *