سيرة الرفقاء الخمسة عشر الأول نواة تأسيس الحزب

لا نعرض هنا لموضوع تأسيس الحزب، لظروفه، وللصعوبات التي واجهت سعاده وقد بينها في رسالته الرابعة إلى غسان تويني تاريخ 26 أيار 1946 عندما أشار إلى النواة الجديدة التي بدأت تتكون. «لقد ظلت نبته ضعيفة جداً، سريعة العطب طوال سنة 1933 ولم تتجاوز عدد أعضائها الخمسة عشر»، إنما نتكلم عن هؤلاء الخمسة عشر الذين كانوا أول المنتمين إلى الحزب.

بداية كان انتمى في العام 1932 خمس رفقاء هم: جورج عبد المسيح، فؤاد جرجس حداد، جميل عبدو صوايا، زهاء الدين حمود ووديع تلحوق.

إلا أن سرعان ما تبين زيف اثنين منهم: زهاء الدين حمود، من الأردن وصديقه وديع تلحوق. ولما لم يكن قد وضع للحزب دستور فقد رأى سعاده أن يكون طرد الفاسدين بصورة حل الحزب فدعا الخمسة إلى اجتماع حضره الدجالان وأبدى لهم رغبته في تأجيل العمل الحزبي إلى أن يكون قد وجد استعداداً وتفاهماً تامين بين الذين يرغبون في السير معه (من خطاب سعاده في أول آذار 1938).

بعد ذلك، وفي الخطاب نفسه، يقول سعاده: «انصرفت بنفسي إلى البحث بين طلبة الجامعة الأميركية الذين كانوا يدرسون الألمانية، عن العناصر التي أريدها فاهتديت إلى فرد آخر (رجا خولي) ومعلمين في الاستعدادية والابتدائية واحد منهما لم يكن صالحاً لحمل رسالة الإيمان». هذا «الواحد» هو المهندس نصري خطار لخشيته على مستقبله ولأنه كان موعوداً بمساعدات ومنح مدرسية للسفر إلى الولايات المتحدة، أما الآخر فكان الرفيق موسى سليمان.

النواة الجديدة التي أعاد سعاده تكوينها طيلة العام 1933 تشكلت على الوجه التالي:

Ÿ عن طريق سعاده، انتمى كل من الرفقاء رجا خولي، أنيس أبو نعمة صوايا، د. محمد روح غندور، وفارس سليم سلامة.

Ÿ عن طريق الرفيق فؤاد حداد (أحد الخمسة الأول ) انتمى كل من الرفقاء فكتور أسعد، ايليا ربيز، وموسى سليمان ( أحد المعلمين اللذين أشار إليهما سعاده )

Ÿ وعن طريق الرفيق المهندس رجا خولي: كل من الرفقاء المهندس بهيج الخوري المقدسي، والصناعي أنيس قساطلي وسامي قربان.

Ÿ وعن طريق الرفيق سامي قربان: الرفيقان رفيق مروش وعمر اللبان.

هؤلاء هم الثلاثة عشرة، فإذا أضيف إليهم الرفيقان من أصل الخمسة، جورج عبد المسيح وجميل عبده صوايا فيكون عدد أعضاء الحزب عام 1933 هو خمسة عشر رفيقاً، وفيما يلي نعرض لهم بما توفر من معلومات عن الرفقاء المذكورين.

فؤاد حداد

في سنوات التأسيس الأولى وفي عز الملاحقات عنهم يقول الأمين عبدالله قبرصي: « كان آل حداد ينقلون الطعام إلى سعاده يومياً (فترة السجن )، هؤلاء الطيبون الذين صاروا تحت التراب يظلون في ضمير النهضة لأنهم وقد كانوا عائلة غير ميسورة كانوا يجوعون إذا اقتضى الأمر لكيلا يجوع الزعيم أو يجوع رفقاؤهم ».

جرجس سمعان حداد من عمار الحصن، كان يملك مطعماً في شارع بلس، ويستأجر بيتاً في بناية في شارع جان دارك، مطعمه المواجه للجامعة الأميركية بات ملتقى للأساتذة والطلاب، إلى هناك كان يتردد سعاده، فتعرف إلى فؤاد الذي كان يدير مطعم والده..

وهكذا كان فؤاد حداد أحد الرفقاء الخمسة الأوائل الذين انتموا إلى الحزب، ومنذ ذلك التاريخ راح فؤاد ينشط، كما راح منزل ومطعم آل حداد يشكل مكاناً للقاءات والاجتماعات وواسطة للاتصال بالأعضاء.

على يد فؤاد انتمى: فكتور أسعد، إيليا ربيز وموسى سليمان، ثم لاحقاً، الرفيق نعيم فتوح صاحب مقهى «فتوح» في ساحـة الشهداء (وسط بيروت) كذلك كان أحد معاوني الرفيق فكتور أسعد على صعيد العمل التأسيسي في بيروت، مع الرفيقين فؤاد خوري وجورج حنكش (من رومية).

رجا خولي

أربع عائلات كان لها دور بارز في تأسيس الحزب وفي مسيرته يصح أن نفرد لها حلقات خاصة، وهي عائلة حداد حيث قطن سعاده في إحدى غرف منزلها، عائلة الخولي وقد انتمى منها الرفقاء (رجا، بهجت، كمال وفضلو)، عائلة المعلوف (فخري، رشدي، فوزي، حلمي وفائزة) وعائلة الصايغ (فايز، أنيس ويوسف).

الرفيق رجا كان مهندساً من بلدة بطرام – الكورة وسكان رأس بيروت، والده البروفسور بولس خولي الذي كانت تربطه بالزعيم روابط احترام متبادل.

شارك الرفيق رجا قريبه ورفيقه المهندس الرفيق بهيج الخوري المقدسي في وضع القاعدة الهندسية لشعار الحزب الزوبعة، وهو أول من استعمل في رسائله لتحي سورية، فرأى سعاده تعميمها. وقد تمّ ذلك في فترة تواجده في بريطانيا لمتابعة دروسه واختصاصه في الهندسة كذلك فهو الذي وضع أول تصميم للباس ميليشيا الحزب، كما يفيد الأمين قبرصي في الجزء الأول من مذكراتـه.

ورجا خولي، إضافة للرفقاء بهيج الخوري مقدسي، أنيس قساطلي وسامي قربان، كان وراء انتماء عدد آخر من الرفقاء، منهم جميل بتلوني، أول قومي اجتماعي ينتمي في المصيطبة – بيروت، والده الدكتور نجيب بتلوني، وشقيقه سليم انتمى بعد ذلك بسنوات قليلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *