في الاول من آذار… كان موعد الأمة

في الاول من آذار… كان موعد الأمة

يومها، كانت الأمة في حال من الترهل والتشرذم والتخبّط، مقدراتها وثرواتها وتراثها مستباحة.
ليلٌ داجٍ أرخى سدوله على مطارحها وقوى البغي والعدوان والاستعمار والأطماع تتربص بكيانها وجغرافيتها وإمكانياتها في ظل أنظمة خانعة مستبدة بعيدة كل البعد عن الهم الوطني والقومي والاجتماعي رغم ما تملكه هذه الأمة من مقدرات وقدرات وقوى حية تتيح لها الانعتاق من الظلم والهيمنة والتفتت والولوج الى الحاضر المشرق والمستقبل الزاهي بوحدتها وعزها وتقدمها، فكان الأول من آذار يوم لا تشبهه الأيام، يوم انفرد بانتمائه الى التقويم القومي الاجتماعي والتأريخ الوطني الحافل بالعظمة والكبرياء .
في الاول من آذار كان موعد الأمة السامي مع ما وُلِدَ من رحمها: فتى على شاكلة أمة. كانت ولادته بمثابة خلاصها من كل الشوائب والشدائد والمحن والتعسر والهوان. فتى وُلد وفُطم على الوعي والادراك والإلمام وشاب على المقدرة على التحليل وبعد النظر. أمسك جيدًا بالجغرافيا وأتقن فهم التاريخ بموضوعية وصوابية وعلمية ونظرات ثاقبة الى الوطن وعبر الحدود.
عالمه بلاد الشام ماؤها وهواؤها وأثارها وخيراتها وأجيالها وأمعن في الغوص في حالها واحوالها ومعاناتها وكيفية خلاصها “إنّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تمر على الأمم الحية فلا يكون لها خلاص منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة”.
وفي خضم هذا الواقع المليء بالتحديات القومية والوطنية أدرك سعاده وعمل بتفان وببصيرة وبلا هوادة على ايجاد حركة حملت في ذاتها حياة أمة ومصدرًا للعقيدة القومية الاجتماعية التي ولدت في الأول من آذار فكانت بمثابة الخلق لحياة حرة لإنها حركة دائمة تنشد العدالة والحرية والنظام “لو لم نكن حركة صراع لما كنا على الاطلاق، لا تكون الحياة بلا صراع “.
إن الاول من آذار هو تاريخ مشرف في حياة الأمة، وهو اشتعال دائم في أعطافنا وحراكنا وتقويم نسير على هديه.
إن سعادة الذي أرسى نهجًا وشيّد حزبًا سوريًا قوميًا اجتماعيًا عنوانًا لحراكنا الذي ينبغي أن نسلكه لأن اعداء هذه الأمة وفي مقدمتهم الصهاينة اعتقدوا انها ماتت ولم يدركوا أنها عصية على الموت، وان فيها من القوة والإرادة ما يجعلها دائمًا في مواقع الاقتدار.
في الأول من آذار نعاهد انطون سعادة على متابعة النهج الذي آمن به، لأنه السبيل الأوحد لخلاص الأمة السورية وحريتها ومستقبلها وتطورها.
على مستوى الوطن إن الطريق لبناء دولة القانون والنظام والعدالة مع تأكيدنا على أن وحدة الحزب وتأسيسه كانا لنهضة الأمة وبناء تاريخها، “لأن التاريخ المستقل هو أساس الاستقلال لكل الامم واذا كنا نطمح الى الاستقلال في تدبير حياتنا فالواجب يدعونا الى الاستقلال في تاريخنا “.

عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي
الأمين وسام قانصوه