دكتور محمود حداد يكشف عن وثيقة تاريخية للدكتور ألبرت حوراني

د. محمود حدّاد، المؤرّخ البحّاثة، في كشفه عن وثيقة سرية يعود تاريخها إلى العام 1943، كان رفعها ألبرت حوراني بالإنجليزية وحفظها مكتب وزارة الخارجية البريطانية تحت خانة classified [محجور]، وتبقى شاهدًا على رؤية بريطانية الاستعمارية لفكرة القومية العربية، مع إقرار د. حداد بأن ليس من الصواب الحكم على هذه الوثيقة بمقاييس اليوم، إلاّ أنها تميط  اللثام  عن مفهوم حوراني لواقع العرب وسياستهم آنذاك مع نهضة الفكر القومي، سورياً وعربياً، في مرحلة استعمار المنطقة بموجب اتفاقية سايكس – بيكو، فيما رأى في تقديمه للوثيقة أن حوراني أولى دعماً كبيراً لقضية فلسطين وأكملها في شهادته التي أدلى بها عام 1946 أمام الجمعية الإنجليزية الأميركية لتقصّي الحقائق في فلسطين زمن كان حوراني في المكتب العربي في لندن.

وقَع د. حدّاد مؤخّراً على هذه الوثيقة السريّة بالصدفة في الأرشيف البريطاني مما أثار استغرابه أن أحداً لم ينشرها من قبل، فها هو يرفعها إلى مثقّفي العالم العربي آملاً أن يعمدوا إلى الكشف عن خفايا الماضي للإضاءة على نكبات الحاضر في المشرق العربي، في وقت عصيب من تاريخ فلسطين الحديث، سيّما وان الحرب على غزة وأهلها كشفت عن نوايا إسرائيل ليس التوسعية فحسب، بل كذلك تبنّيها سياسة الإبادة الجماعية. لكن د. حدّاد يردّنا إلى بدء النضال الفلسطيني والصراع في وجه الحركة الصهيونية على مدى قرن، ملحًاً على أن بريطانية كانت طرفاً ثالثاً في هذه المسألة، وعليه فقد أفلح في تبيان الغرض من نشر هذه الوثيقة على الملأ إذ رأى أن السياسة الاستعمارية في المنطقة لم تراوح مكانها، سيّما ظهورها من جديد في مأساة غزة وأهلها.

وثيقة ألبرت حوراني المعنونة أصلاً بريطانية العظمى والقومية العربية شهادة ساطعة على مدى إدراك فهم بريطانية لتصاعد الحركة القومية العربية، في بلاد الشام، ومن هنا استفاضتها في شرح واقع الحزب السوري القومي الاجتماعي آنذاك.

حسناً فعل د. محمود حدّاد في كشفه عن هذه الوثيقة إذ حان وقت إذاعتها لكرّ البصر وإعادة النظر في الموروث التاريخي لبلاد الشام.

محمود شريح