العالم يركل إسرائيل من ملاعب المونديال 2026

يتزايد الخناق الدولي يوماً بعد يوم على الكيان الصهيوني بسبب حرب الإبادة التي يشنها على غزة وعلى الغزيين، وآخر فصول هذا الخناق هو في الميدان الرياضي على المستوى العالمي. فقد ورد أخيراً في وسائل الإعلام العالمية تكاتف المنظمات الدولية في وجه مشاركة الكيان الصهيوني وفرقه الرياضية في البطولات الرياضية الدولية لا سيما كأس العالم لكرة القدم في عام 2026 التي سوف تدور فعالياتها على أراضي الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

وتتسارع اليوم المواقف الدولية المعارضة للكيان الصهيوني خصوصاً أننا على قاب قوسين من هذا الحدث الرياضي العالمي.

في نهاية أيلول المنصرم حثت الأمم المتحدة المنظمات على تعليق مشاركة الفرق الرياضية “الإسرائيلية” بسبب الحرب في غزة، بعد أن توصلت لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية في المنطقة. وفي الوقت نفسه وجّه ثمانية خبراء من الأمم المتحدة رسالة إلى كل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” والاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، طالبوا فيها بإبعاد “إسرائيل” عن البطولات الدولية، مبررين ذلك بـ”استمرار الإبادة في الأراضي الفلسطينية” وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان. وعقب هذه الدعوة، تقدمت مجموعة تضم 47 رياضياً، معظمهم من لاعبي كرة القدم العالميين، بمطلب رسمي إلى يويفا لاستبعاد الأندية والمنتخبات الإسرائيلية من المنافسات الدولية.

ومع اقتراب موعد المونديال تتصاعد وتيرة الاعتراض على مشاركة “إسرائيل” في كافة الفعاليات العالمية الرياضية لا سيما في أوروبا. ففي 30 أيلول الماضي ذكرت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية أن اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قد تصوت الأسبوع المقبل على تعليق عضوية “إسرائيل” في الاتحاد القاري الذي تُشارك فيه فرقها دولياً منذ تسعينيات القرن الماضي. الأمر الذي قد يُمهّد الطريق لاستبعادها تماماً من كرة القدم الدولية، تماماً كما فعلت منظمة “يويفا” ونظيرتها العالمية منظمة ال “فيفا” في عام 2022 مع روسيا بعد الحرب الأوكرانية.

من جهتها هددت إسبانيا بمقاطعة منافسات كأس العالم 2026 في حال مشاركة “إسرائيل”. وذهب بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية أبعد من ذلك حين دعا إلى استبعاد “إسرائيل من المشاركة في البطولات الدولية العالمية بسبب الحرب في غزة”. وقال “لا يمكن ل “إسرائيل” الاستمرار في استخدام أي منصة دولية لتلميع صورتها”، مضيفاً إنه يجب معاملتها بنفس طريقة روسيا، التي مُنعت من المشاركة في المسابقات الدولية من قِبل (فيفا) و(يويفا) عقب غزوها لأوكرانيا عام 2022. وفي السياق نفسه طالبت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية ووزيرة الرياضة، بيلار أليجريا، إلى استبعاد “إسرائيل” من المسابقات الدولية في ضوء تدهور الوضع في غزة. وقالت: “الرياضة ليست، ولا يمكن أن تكون، جزيرة بمعزل عما يحدث في العالم الحقيقي، خاصة عندما يُخبرنا هذا العالم الحقيقي أن حقوق الإنسان تُدمر”. ومن جهته أعلن الاتحاد النرويجي لكرة القدم في أغسطس/آب أنه سيتبرع بعائدات المباراة للمنظمات التي تقدم المساعدات في غزة.

الولايات المتحدة الأميركية وكعادتها في الانحياز للكيان الصهيوني، حذرت على لسان وزارة الخارجية أنها ستعمل بكل قوة لوقف أي محاولة لمنع المنتخب “الإسرائيلي” من المشاركة في كأس العالم. وكان ترامب أصدر قراراً يحظر فيه مواطني 12 دولة الدخول إلى أميركا مستثنياً اللاعبين والمدربين فقط، من دون التطرق إلى الجماهير التي ستحرم من دخول الولايات المتحدة بشكل عام. القرار الذي اتخذه يطال 12 دولة هي: أفغانستان، ميانمار، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هاييتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن.

ومن المتوقع أيضاً أن يعزز ترامب موقفه العدائي تجاه إيران بمنع جماهيرها من السفر إلى الولايات المتحدة لتشجيع منتخبها، كما يخشى بعض البرازيليين البارزين أن تُقيد إدارة ترامب منح التأشيرات للمشاهدين أو المسؤولين الحكوميين من بلدهم أيضاً، كوسيلة لكسب اليد العليا في المفاوضات التجارية. وهذا دليل دائم على أن ترامب هو دائماً في موقع المساومة والابتزار السياسي الذي يشمل كافة مناحي العلاقات بين الدول لا سيما الاقتصادية والتجارية والاجتماعية…

بالعودة إلى تاريخ الكيان الصهيوني في المنتديات العالمية لا سيما الرياضية منها، نذكر أنه لطالما كان موضع عدم استقرار وافتقاد إلى الدعم. فقد واجه منذ إعلان قيامه عام 1948، صعوبة في إيجاد موطن دائم له في الهيكل الحاكم لكرة القدم الدولية. وعلى عكس معظم المنتخبات الوطنية، التي تنافس على مقاعد كأس العالم ضد فرق أخرى في قارتها، فإن “إسرائيل” عاجزة عملياً عن اللعب ضد جيرانها بسبب مقاطعة جامعة الدول العربية المفروضة عليها منذ احتلالها لأرض فلسطين وتأسيس دولتها عام 1948.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نقل جميع المباريات الدولية من “إسرائيل” إلى أجل غير مسمى. وازداد الوضع تعقيداً مع تحوّل الرأي العام الأوروبي ضد كيان العدو بشدة في ظل حصاره لغزة، ولم يعد العديد من الأندية الأوروبية يرغب في استضافة فرق “إسرائيلية” في بطولات أوروبية. وحين سافر المنتخب “الإسرائيلي” للعب مباريات في دول أخرى، فرضت بعض الحكومات قيوداً على سفر اللاعبين، بينما حدّت حكومات أخرى من حضور المباريات لأسباب أمنية.