مساء الاثنين الماضي اجتمع الرئيس الامريكي لضيفه الاسرائيلي في البيت الابيض وانتهى الاجتماع بخطاب لكل منهما وكان صاحب الحظ السيء من اضطر الى سماع الخطابين بسبب ما تراه من غضب ودهشة فقد جاء في كلام الرجلين ما يفيد ان اتفاقا واسعا بإنهاء الحرب قد حصل وقد وافقت عليه الدول العربية والإسلامية في اجتماع سابق لقادتها مع الرئيس الأمريكي.
يقضي هذا الاتفاق بإعلان انتصار اسرائيل المطلق على المقاومة التي يقول الرئيس الامريكي في خطابه انها قد ابدت مؤشرات باتجاه قبولها “السلام “وإذا كان المذكور ينص على شطب المقاومة بالكامل لا حركة حماس فقط، وذلك بمشاركة من دول عربية واسلامية وعدت الرئيس الامريكي بانها ستعمل على تفكيك قوى المقاومة القتالية وعلى نزع سلاحها.
الا ان ما هو مطروح لا يوجد به مكان ايضا للفلسطيني المسالم غير المقاوم والذي يطالبه الرئيس الامريكي بإبداء المزيد ثم المزيد من التنازلات لدرجة الاستسلام، ولكن دون حرب او قتال، ويلاحظ في خطاب الرئيس الامريكي انه قد اخرج أكذوبة حل الدولتين من التداول واستبدله بالنظر الى تطلعات الشعب الفلسطيني.
تقول تل ابيب ان مصادقتها على الخطة الأمريكية مقرونة اولا بموافقة حركة حماس عليها وتنفيذ مقدماتها ،وهكذا تنتظر واشنطن – تل ابيب ما ستعلنه قيادة مقاومة في غزة وتحديدا حركة حماس التي يبدو ان الراي الحاسم والقرار الاكيد موجود لديها في الميدان لا لدى المكتب السياسي الذي تستطيع الدوحة والقيادة في غزة وقف الكارثة الإنسانية التي يعانون منها، فكثير من كوادر المقاومة في غزة يرون في المشروع الامريكي-أ (الاسرائيلي)- الابراهيمي خدعة تهدف الى اطلاق سراح الاسرى ثم لن تعدم اسرائيل من ايجاد مبررات لاستئناف الحرب و اكمال كارثة المجاعة و التهجير.
فالخطة خدمة لإسرائيل وهزيمة مطلقة للمقاومة وهي تتجاهل مصالح الشعب الفلسطيني في غزة او في الضفة الغربية على حد سواء وترى هذه القيادات المقاومة ومعها معظم الشعب الفلسطيني ان نشر قوات دولية وعربية في غزة هو احتلال جديد وشكل جديد من اشكال الاستعمار الذي انقرض في خمسينات القرن الماضي اما مجلس السلام الذي سيرأسه ترامب فلن يمارس دور المندوب السامي الانجليزي السابق وعقليته الاستعمارية القديمة التي كانت تترك للشعوب المستعمرة شيء من المشاركة حتى ولو كانت شكلية فهذا الاستعمار الجديد يشطب اي دور للشعب الفلسطيني مقاوم كان ام مساوم ويدير الامور بعقلية المستثمر العقاري.
ولمعرفة كيف يفكر الاسرائيلي في عام 2025 نرى ان هذا الاتفاق المهين بحق الشعب الفلسطيني والمقاومة والذي يحقق نصرا مطلقا لإسرائيل، لا يرضيهم فالوزيرين بان غفير وسموتريتش يرون ان الاتفاق مليء بالثغرات فهم لا يريدونا الانسحاب من غزة ولا باي شكل من الاشكال ويرون في وجود قوات دولية عربية اعتداء على ارض اسرائيلية خالصة وهم يذكرون ترامب ونتنياهو بوعودهم واتفاقهم مع الحكومة بتهجير اهل غزة وضمّ اراضيها.
المقاومة تناور وتقول نعم، ولكن، ونتنياهو وترامب مدعومين بالقوة الغاشمة والتخاذل العربي والاسلامي يقولون ان الرفض يعني ان تكمل (اسرائيل) المهمة و هو ما سيحصل بغض النظر عن رد المقاومة، الحرب لا زالت مستمرة و هي تمثل تطبيقا فعليا لنظرية نتنياهو بضرورة استمرار الحرب، فالحرب الدائمة هي هدف إسرائيل.

