حول مقالات المفكر بدر الحاج عن سعاده وتغير الأدوات وتثوير الشباب

نشرت جريدة الأخبار على ثلاث حلقات، مقالات للرفيق بدر الحاج، «انطون سعاده، تتغير الأدوات والغاية ذاتها». وقد فعل حسنا بربطه ما حدث في نهاية أربعينات القرن الماضي بمجريات ما يحدث اليوم من قتل روح المقاومة. فسعاده الشخص من الممكن أن يكون محور اهتمام لدى بعض جهابذة السياسة من الإقطاع الطائفي الذين أربكتهم حركته بنشره للوعي بين مختلف شرائح المجتمع تحديداً للفئات العمرية الشابة لتثويرها ازاء ما يحدث ليس داخل المجتمع وحسب، بل أيضاً ضد المشاريع الغربية التي أعدت للمنطقة والتي كان مفتاحها الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإعلان دولة الاغتصاب.

ذاك التثوير وان اغضب المتاجرين بالسياسة في دمشق وبيروت إلا أن أولئك التجار لم يكونوا ليصلوا إلى ما وصلوا اليه بتصفية سعاده، إلا لأن الأوامر قد صدرت من قبل القوى الخارجية التي أعدت المنطقة لتكون بقرة حلوب تحديداً في مجال الطاقة وهي لتاريخه لم تغير الهدف لا بغزة ولا على طول الشاطئ الفينيقي فتدمير غزة ليس فقط مطلب حكومة العدو، بل أيضاً يدخل في استراتيجية الإدارة الأميركية لوضع اليد على غاز المتوسط وما الشفقة والرحمة التي نزلت على الكيان والغرب تجاه أهل الساحل السوري إلا من هذا القبيل.

الولايات المتحدة الأميركية بإداراتها المختلفة إنما تعيش على تسعير السلع والخدمات الدولية بعملتها الخضراء والطاقة تتربع على راس تلك السلع، وزيارة ترامب الاخيرة لبريطانية ما هي إلا للقول أن ما بدأتم به في الجزيرة العربية بعد اكتشافكم للنفط وإقامة دول وممالك وإمارات متخاصمة لتشتيت القوى وتسيير أموركم بنهب المادة، ها نحن نقوم اليوم مع الكيان الغاصب بذات الفعل في شرق المتوسط وبالطبع حصتكم محفوظة باعتباركم أولاً أجدادنا وأصحاب المشروع في الأصل من وعد بلفور لقيام دولة الاستيطان.

ما يجري في لبنان اليوم يشبه الذي جرى بنهاية خمسينات القرن الماضي التخلص من الذين يقفون ضد مشروع الهيمنة والتوسع والمفارقة ان نفس الأدوات التي استغلت فيما مضى هي ذاتها تستغل اليوم وليس على المتابع إلا تغيير الأسماء، الجولاني مكان حسني الزعيم، أما في لبنان فإننا نتحفظ على التداول بالأسماء لإبقاء شعرة معاوية مع الاقربين الذين ما زال أمامهم الوقت لإعادة التفكير فيما هم مقدمون عليه من راس الهرم لباقي القوى السياسية ووسائل الإعلام التي تنشط لإزالة آخر عقبة في وجه مشروع النهب الاستعماري الاحلالي، المقاومة. وحسنا ما اقدم عليه الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير بدعوة من يترأس ويمول الحملة السياسية والإعلامية لمراجعة ما هو بصدده بعد ان ثبت مدى التوغل الذي يسعى إليه فريق النهب الدولي فالأمر لم يعد مجرد امن هاربين يهود من الحقد الأوروبي وغربي على العموم بل ان أهل المشروع يضحون بهؤلاء اليوم على مذبح مصالحهم وما حالة الكره التي تلاحقهم في عواصم الدول كافة غربا وشرقا إلا النفير لمن بقي له ذرة إنسانية منهم للتراجع عن الأفخاخ التي نصبتها لهم الصهيونية كما تفعل جماعة ناطوري كارتا.