عندما تسمع تصريحات المسؤولين في الكيان الاغتصابي على مختلف مستوياتهم السياسي منهم والديني وحتى من عوامهم عندما يسألون عن طبيعة الصراع من قبل الإعلام يعود بك التاريخ إلى الازمنة الغابرة الموغلة في القدم عندما كان الأباطرة يملكون الارض وما عليها يتصرفون بالأرض وكأنها ملكية خاصة حتى وان لم يطأوها من قبل ويستعبدون كل الذين يعيشون فوقها. هذا التصرف الذي تشيد به معظم أنظمة الغرب وينال استحسان أنظمة الانبطاح العربي والإسلامي يفهم منه المرء ان الغرب الذي يوصف بالمسيحاني (نسبة للمسيحية) والشرق الذي يغلب عليه الطابع الإسلامي يلغيان رسالة عيسى ومحمد معاً.
جاءت تعاليم عيسى المسيح لوضع حد لما سوقه اتباع التوراة والذي يشبه إلى حد التماهي لما يقوم به الكيان الاغتصابي اليوم والذي قال عنه سعاده في مطلع الثلاثينات انه لن يكتفي بفلسطين فقط لذا فالتصدي له مصلحة لبنانية في الصميم وشامية في الصميم ويمكن الإضافة اليوم انه اقليمي في الصميم وقاري في الصميم وأمني في الصميم. دفعت البشرية على مساحة الكرة الأرضية ثمناً باهضاً للتخلص من الفاشية والنازية ومن قاموا بتقويض المفهومين أقاموا منصة دولية على مرحلتين لوضع حد للغطرسة وللأحلام التوسعية على حساب الآخرين،الاولى هيئة الامم والثانية الامم المتحدة فاذا كانت النازية والفاشية قد قوّضت المحاولة الاولى فان الكيان الغاصب هو في طريقه لإلغاء الثانية ،طبعا بمساندة غربية وتطنيش اممي وإقليمي، الامر الذي يعيدنا للمربع الاول ولزمن الأباطرة التي أنكرت منهم البشرية منذ القدم ولغاية الحربين العالميتين.
اما العالم الإسلامي فيبدو وكأن الرسالة المحمدية لم يفقهها جيدا فكيف له ذلك وهو واقع بين صحاحات البخاري ومسلم وغيرهم كما ولا يزال يناقش ما جرى باجتماع السقيفة او مسببات موقعة الجمل متناسيا افعال التغطرس لهذا الأمير او ذاك في مختلف عصور الخلافة حتى ان الفرع العربي منه قام بتقويض سلطة الخلافة الاخيرة في إسطنبول. كما وقد انشغل مفتييه وعلماؤه بكيفية ممارسة الطقوس من دخول الحمام للوضوء للأدعية التي يجب قولها في هذه المناسبة او تلك بعد ألف واربعمائة عام وسلالة خلفاء من الراشدين لإل عثمان لا زال البعض غير متيقن من ماهية الرسالة ويسقط المعروف والمنكر لدى قريش على ماليزيا وإندونيسيا كما وباقي الأمصار التي لديها مفهومها الخاص للمنكر والمعروف. أما القول ان معروف ومنكر قريش هو ما يجب ان يتخذه المسلم كمعلم انما انتقاص من عظمة الخالق وهو الامر الذي وقعت فيه اليهودية بتعميمها للأت موسى على سائر الأمصار بينما كان لدى الرافديين واهل النيل تشريعات قبل موسى بخمسة قرون ما زال البشر لتاريخه لم يصل لذاك المستوى من التشريع، ان لحقوق المرأة او حتى لحقوق من سرق منه مالا او سواه، ففي شريعة حمورابي البابلي على صاحب الشرطة ان يجد السارق والا عليه تعويض من سلب منه بقيمة المسروق.
قاتل الأمراء والخلفاء كل من أراد دفع الدين باتجاه العصرنة والعلم ليواكب المستجد المعرفي والعلمي ولاقى معظم من نادى بذلك حتفه من اهل العلم والرأي معتزلة، اخوان الصفاء وكل الفلاسفة والمعرفيين من ابن رشد لتاريخه وإذ بنا نراهم اليوم يلبون النداء الاميركي لإزالة آيات او تحويرها لتسويق الإبراهيمية والخضوع لمبدأ القوة والاستكبار الذي نسفه النبي العربي عندما نادى برسالته.
ليتذكر المسيحيين كما والمسلمين ان الناس على دين ملوكها وهنري الثامن أبرز مثال كما كشت أسب ملك بلخ الذي عاد للزرادشتية بعد ان شفى زرادشت،المسجون لديه له حصانة. يقول السيد المسيح لا تعبدوا ربين الله والمال وإذ بالصهيونية تطبع على العملة الخضراء بالله نثق وتمنع اي مظهر مسيحي احتفالي بحجة معاداة السامية وما مقتل المتصهين المسيحي تشارلي كيرك إلا كتعبير عن مدى السخط لدى معظم الأمريكان من إداراتهم الواقعة تحت النفوذ الصهيوني.

