الديمقراطية
سعاده في كتابه العلمي نشوء الأمم، يشير الى تطور النزاع الملكية والإقطاع، ثم انتقل إلى النزاع بين الشعب والملك، وسارت نحو (الهدف الذي يبرر وجودها)، وهو إقرار أن السيادة مستمدة من الشعب، وأن الشعب لم يوجد للدولة، بل الدولة للشعب).
(هذا هو المبدأ الديمقراطي، الذي تقوم عليه القومية، فالدولة الديمقراطية هي دولة قومية حتماً فهي لا تقوم على معتقدات خارجية أو إرادة وهمية، بل على إرادة عامة، ناتجة عن الشعور بالاشتراك في حياة اجتماعية اقتصادية واحدة).
(الدولة أصبحت تمثل هذه الإرادة فتمثل الشعب هو مبدأ ديمقراطي قومي لم تعرفه الدول السابقة).
الدولة الديمقراطية تمثل (مصلحة الشعب ذي الحياة الواحدة الممثلة في الإرادة العامة في الإجماع الفاعل، لا في الإجماع المطاوع).
(ص138 ـ طبعة 1951)
(تحت هذا العامل الجديد، عامل القومية الظاهر في تولد روح الجماعة والرأي العام تغير معنى الدولة، من القوة الحاكمة المستبدة إلى سيادة المتحد وحكمه نفسه).
وبعد أن (أخذت القومية المستيقظة تنتزع حقوقها من الملكية حتى قضت عليها أو حطتها إلى مجرد ملكية دستورية مقيدة، وصارت السيادة الحقيقية في الشعب، أصبحت الدولة تمثيلية).
*(ص139)
هذا مبدأ نشوء الدولة الديمقراطية التمثيلية، وهذه ليست ديمقراطية الحزب السوري القومي الاجتماعي.
في رسالة إلى مجلس إدارة (سورية الجديدة).
يقول سعاده (إن سياسة الحزب السوري القومي الاجتماعي ليست فاشية …… ليست نازية …… ليست (ديمقراطية) ….. ليست شيوعية أو بلشفية ……..
(إن سياسة الحزب السوري القومي الاجتماعي هي سياسة سورية قومية لا تخضع لغير المبدأ الثامن من مبادئه الأساسية القائل (مصلحة سورية فوق كل مصلحة).
يؤكد بوضوح موقفه في المحاضرة الثانية (كذلك أريد بهذه المناسبة أن أصرح أن نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس نظاماً هتلرياً ولا نظاماً فاشياً، بل هو نظام قومي اجتماعي بحت، لا يقوم على التقليد الذي لا يفيد شيئاً، بل على الابتكار الأصلي الذي هو من مزايا شعبنا).
موقف سعاده من الديمقراطية التمثيلية
بعد أن يحدد سعاده نظام الحزب (أنه النظام الذي لا بد منه لتكييف حياتنا القومية الجديدة، ولصون هذه النهضة العجيبة التي ستغير وجه التاريخ في الشرق).
(إن نظامنا لم يوضع على قواعد تراكمية تمكن جمع من الرجال يقال إنهم ذوو مكانة، يقفون فوق أكوام من الرجال تمثل التضخم والتراكم بأجلى مظاهرهما، بل على قواعد حيوية تأخذ الأفراد إلى النظام) *(المحاضرة2 ـ ص24)
وعلى الصفحة 31 يقول (أن أعلى درجة يبلغ إليها التمثيل السياسي في الحكومات عندنا هي عندما يقوم النائب بالعمل للمنطقة التي هو منها، أو لنفع أشخاص من منطقته …… وهذه الدرجة العالية هي حقيرة بالنسبة إلى ما نرمي إلى تحقيقه).
ويؤكد سعاده، عندما يسأل (عند استلامه الحكم) كان يجيب (أنكم لا تفهمون الحزب ….. لأنهم لم يكونوا دارسين اتجاهات الحزب).
إن الحزب (لم يوضع على قواعد تراكمية …..) بل على (قوة التفكير والتوليد والإبداع والتصور لا قوة التراكم).
*(35)
في مقالته التشبيه قال (إن الأمم العريقة في الديمقراطية كثيراً ما تكون فريسة في كثير من المصالح للشعوذات التي يقوم بها مهرة متخصصون في استخدام المبادئ العامة)
وينتقل إلى بلادنا ليتحدث عن (مؤهلات الانتخاب التي لا يملكها الشعب وعن أن العملية التي تجري مجرد تشبيه للعملية الديمقراطية الانتخابية، وفي مثل هذه الحالة تكون نكبة الشعب الحال بها …… فهو يعتبر النيابة عن الشعب هي لخدمة مصالحه والتشريع لحياته العامة)
*(16/10/1937 ـ الجامعة الأميركية..) نقلاً عن الكتاب القومي عدد 7 ـ ص61 ـ 62)
نخلص مع سعاده إلى رفض الديمقراطية التمثيلية، لنأخذ بالديمقراطية القومية الاجتماعية.
الحل في التعبير
في خطاب سعاده عام 1940 سانتياغو قال:
(الفلسفة السورية القومية الاجتماعية القائلة بالعودة إلى الأساس والتعويل على التعبير عن الإرادة العامة).
(فالتفكير السوري القومي الاجتماعي الجديد، هو طريقة جديدة اسمها (التعبير عن إرادة الشعب) وقد يكون هذا التعبير بواسطة الفرد أو بواسطة الجماعة حسبما يتفق أن يوجد فهذه الفكرة الجديدة أي (التعبير) هي إرادة الشعب. هو الاكتشاف السوري الجديد الذي ستسير عليه البشرية بموجبه بعد، وهو دستورنا في سورية الذي نعمل به لنجعل البلاد كما تريد الأمة)
و(إن الأمم كلها تريد الخير والفلاح، ولكن المشكل. هو في إيجاد التعبير لصالح عن هذه الإرادة).
وبالتالي فإن (سورية القومية تضع أمام العالم اليوم فكرة التعبير عن الإرادة العامة، التي لم تعد تصلح للأعمال السياسية لحياة جديدة)
*(الآثارج7 ـ ص29)
الأمين صبحي فريح بكتابه الديمقراطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي ينقل عن عدد من مفكري الحزب رأيهم في هذا الموضوع، فيقول: (هذا النظام السياسي يتمثل قبل كل شيء في الديمقراطية التعبيرية التي هي نتاج للفكر القومي الاجتماعي نتاج لمصلحة الأمة وتطور المجتمع وعوامل تقدمه والمواكب لمسيرة حركته الفاعلة حضارياً)
*(36)
والديمقراطية (هي نتيجة واقع اجتماعي لأمة هي بحكم وجودها في بيئة معينة ومحددة وجوداً واقعاً اجتماعياً متحداً متفاعلاً اجتماعياً قومياً دائماً هي ديمقراطية تعبيرية وهي ليست ديمقراطية ليبرالية أو شعبية)
*(24)
(إن مرحلة تتصف بأسوأ الصفات الاجتماعية تحتاج إلى قيادة معبرة عن إرادة الشعب هذه القيادة تكون واعية لمصلحة الأمة مضحية لأجل حياة المجتمع كله بديمقراطية تعبيرية)
*(38)
وعن الأمين عدنان أبو عمشة، (مقال منشور في البناء عدد 355 تاريخ 6 ـ 8 ـ 2007 ما يلي: (يخلص إلى إقراره بالتعبير وأن المجلس الأعلى من الأمناء، إلا أنه يشكك بتحقيق هذا الهدف بالنسبة:
الديمقراطية التعبيرية هي فكرة سعاده، وهي قوام نظامه ……
يراها سعاده إسهاماً متجدداً في فهم الديمقراطية، وبلورة إجراءتها التنفيذية.
الحزب يجب أن يعبر عن الأمة وقضيتها ….. وعلى جميع أعضائه الواعين أن يختاروا من يجدوا فيه الكفاءة والقدرة الكافية للارتقاء بها نحو الحياة الراقية)
*(102)
أما الأمين مصطفى عبد الساتر: الذي نشر بحثاً في مجلة البناء عدد 639 عام 1988، وكان عنوان البحث (الديمقراطية في الدولة والحزب) جاء (النظام القومي الاجتماعي، الذي جعل الديمقراطية عقيدة قومية اجتماعية ……..) وموضحاً (المرسوم الدستوري عدد 7 ومن العرف الذي كان قد تركه الزعيم أيضاً في انتقائه في حال حياته أعضاء المجلس الأعلى من حاملي رتبة الأمانة وإسناداً إلى أحاديث منسوبة إليه ومنقولة عن أكثر من مرجع عن أن عضوية المجلس الأعلى تنحصر في الأمناء)
والدكتور عزمي منصور كما ورد في كتاب الديمقراطية نقلاً عن مجلة اتجاه
*(15)
يقول (بما أن سعاده حدد مضمون للديمقراطية التعبيرية، وبين عيوب ومساوئ الديمقراطية التمثيلية)
*(ص219)
وهنا يعرض الدكتور منصور لحال الحزب اليوم، وأن وضعه (يتنافى والديمقراطية التعبيرية) (وإلى أن يتم هذا الإصلاح فإن المرحلة الانتقالية تقتضي شكلاً مستحدثاً من الديمقراطية أقرب ما يكون للديمقراطية التعبيرية تتمثل بالتالي (تشكيل لجنة من أهل العقد والحل (المشهود لهم من غالبية القوميين الاجتماعيين بالوعي العقدي والفكري والإيمان والنزاهة …… لانتخاب المجلس والرئيس)
*(ص222 ـ 223)
والأمين هنري حاماتي، في بحثه المطول يحدد بعض المفاهيم (لمقاربة مقومي الديمقراطية، مصلحة الشعب والإرادة العامة، أو مصلحة الشعب بقدر ما تمثله الإرادة العامة) و(المصلحة هي الأساس الواقعي للإرادة) ف (الديمقراطية التمثيلية تأخذ بالنسبة العددية لمراتب الوعي أيا كانت درجة معدودها الأكبر، فيما الديمقراطية التعبيرية تأخذ على مراتب الوعي المتوفرة أياً كان عددها. ليقينها أنها قادرة على التعامل مع المصالح العليا والمتوسطة والدنيا وعلاقاتها وتعقيداتها، فهي إذن أقدر على تمثيل هذه المصالح بإرادة عامة، وأقدر على التعبير سياسياً عن هذه الإرادة العامة)
*(ص34)
والخلاصة عند الأمين هنري (أن نظامنا نظام ديمقراطي تعبيري رئاسي)
*(ص38)
غالبية من كتب من مفكرين القوميين الاجتماعيون في هذا الموضوع كان مع التعبير لا التمثيل إلا أن الأمين توفيق مهنا كما نقل عنه الأمين صبحي في كتابه الديمقراطية يعتمد التمثيل حين يقول:
(إننا نجزم بأن سعاده قد أوجد ضمن الحزب وفي ظل قيادته أساس نظام الديمقراطية التمثيلية. وهو النظام الذي يفسح المجال لإرادة القوميين الاجتماعيين العامة. اختيار القيادة على أساس مفاهيم النهضة والمجتمع الجديد، وليس على أساس الديمقراطية التمثيلية البرلمانية المعمول بها في الأنظمة الرأسمالية والإقطاعية في هيئة الأمم)
*(ص81)
في مجتمع الحزب، للقومي الاجتماعي (انتخاب قيادته وفي ترشيح نفسه بالاستناد إلى مفاهيم الديمقراطية الصحيحة التي يتم بواسطتها تمثيل الإرادة العامة تمثيلاً صحيحاً)
*(ص82)
معتمدا الأمين توفيق، قانون الطوارئ الذي أصدره الزعيم فترة سجن 1936، والذي أعطى به المندوبين حق وصلاحية مجلس عرفي، مع اعترافه بأن هذا المرسوم قد ألغي، (إلا أنه يعتقد أن هذا المرسوم قد كرس في الدستور)
*(ص83)
عبد الوهاب بعاج ـ الحلقة الرابعة

