يشهد العالم يومياً انضمام شرائح جدد للمشهد الرافض للإبادة التي تحصل في غزة فالسردية اليهودية المدعومة من النظام الرسمي الغربي هي في طور التفكك وذلك على الصعيد الشعبي وتحديدا في الفئة التي أعطيت رمز Z للجيل الذي ولد بين ال 95 وال 2012.طبعا باستثناء الجيل ذاته في ربوع العرب والإسلام السياسي. كما هناك انضمام لفئة كانت للامس القريب لا تناقش ما يفعله ابناء جلدتها في الكيان الغاصب، بدأت اصوات بعضها تعلو لوقف الإبادة وبعضها الاخر لإعادة الأمور لنصابها لما قبل الانتداب، اي لترك فلسطين والعودة إلى مسقط رأس الأجداد والأباء.
الواقع الجديد لتاريخه لم يتلقفه اصحاب القضية فاذا كانت السلطة الفلسطينية مشغولة بالتآمر على غزة، والعديد من المنظومات الرسمية والاهلية المنخرطة في الصراع والتي يطغى على خطابها الطابع الديني إلا فيما ندر، لا تجد خطابا يواكب الصحوة ومستمرة في شعارات تعميمية (الموت لأميركا) لا بل أكثر من ذلك فهي تقوم عبر منتدياتها السيبرانية بإبراز هذا الفرد او ذاك ممن دخلوا الدين الحنيف مع تجاهل كلي للمشهد الشعبي العارم الرافض لما يجري.
بالعودة لطبيعة الصراع القائم الذي يعتبر مصدر رزق معظم أنظمة الغرب الاستعماري والذي تقوده اليوم الولايات المتحدة الاميركية بعد افول النجم الأوروبي لو أراد احدنا ان يطبق عليه ما يطبقه دعاة الأسلمة،لما شذ احد في الغرب بالوقوف خلف نظامه،اذ ان الحياة التي يعيشها ان بالرفاهية،طبعا للبعض،او للأمن او لحرية التعبير،انما جميعها يعود اولا لفصل الدين عن الدولة وثانياً للغنائم المحصلة من دول العالم الثالث حتى كذبة الهجرة غير الشرعية يقف خلفها مفهومين مستترين،اولا افراغ البلاد المنوي نهبها من عنصر الشباب لكبح جماح اي ثورة كامنة ورفد السوق بعمالة رخيصة يسهل ابتزازها.
إذا الموقف هو موقف إنساني ينم عن وعي عميق لمفهوم العدالة والحرية وحقوق الإنسان كما يحمل في طياته سخطاً من أنظمة فقدت كل شرعية إنسانية ومواقفها انما تخدم المتمولين والكارتيلات على خلافها والذي انضم إليهم مؤخراً كارتل ما بعد ثورة الاتصالات. ولا ننسى ان وصل الأمر بهؤلاء الشباب للمساواة بين النازية والفاشية والصهيونية، وهذا بالنسبة للغرب الأوروبي تحديداً جرس إنذار إذا لم تتلقفه الأنظمة سوف يتحول إلى صراع جدي في الشارع وما مسارعة إسبانيا التي اكتوت بنار الفاشية لأخذ المواقف الجريئة إلا لأنها تلقفت صوت الجرس. ما الألمان فما زال لديهم شغف لرد الضربة للغرب ان بسبب الحربين او بسبب اتهامهم بالمحرقة ليثبتوا ان ما فعلوه وان كان مبالغاً به لابتزازهم انما لاستحقاق هؤلاء على افعالهم اثناء الحرب العالمية الثانية.
من خلال ما تقدم، على من يسعى لوقف الإبادة الجارية واسترداد الحقوق ان يعيد النظر بالمنطلقات التي بواسطتها يريد تحقيق أهدافه. كما وعليه سد الفجوات التي عبرها اخترقت المنظومات التي اخذت على عاتقها التصدي للمشروع الاحلالي ومن يقف خلفه من قوى استعمارية، ان بالمشرق حيث تم تفتيت النسيج الاجتماعي باستغلال التباينات المذهبية والطائفية، او في الدول الاقليمية المعنية بالصراع. وبسب اممية الصراع ولوقف الاستفراد الاميركي بالدول الرافضة لمشاريع الهيمنة وعودة القرار الأممي لمرجعيته الحقوقية في الامم المتحدة، على الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ممن يريدون كسر الاحادية القطبية ،عدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار للمخالفات الجارية للقانون الدولي ،وليتعلم هؤلاء من الأخطاء التي ارتكبوها ابان ازاحة صدام بحجة القاعدة وأسلحة الدمار الشامل،ان الاكتفاء بدماء اهل المشرق بسبب عدم ثقتهم بالأنظمة التي كانت قائمة سيكلف من يسعى لكسر الاحادية أثمانا باهظة في حال بقاءه وفي حالة الصمت الجارية حاليا.

